بين الخطا والصواب

TT

الإسراف في المشروبات الغازية الخفيفة

* من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات الإسراف في تناول المشروبات الغازية الخفيفة خشية البدانة وللتقليل من السكر، والخطأ الأكبر أن تُقدم هذه المشروبات إلى الأطفال مع تشجيعهم على تناولها حيث إنها لا تحتوي على السكر ولن تزيد من أوزانهم كما يعتقدون! والصواب في الأمر، ألا يتم تناول هذه المشروبات بإسراف إن لم يتم الامتناع عن تناولها نهائياً، فهناك من الدراسات الطبية العديدة ما يفيد أن المشروبات الغازية الخفيفة تسبب مرض سرطان الدم خاصة للأطفال، بسبب المادة المضافة إلى المشروبات الغازية الخفيفة والتي تسمى أسبرتام Aspartam. وتتكون مادة «أسبرتام» هذه من عناصر مهمة هي حامض الأسبارتaspartic acid وفينايل ألانين phenylalanine وقليل من عنصر الميثانولmethanol .

ويستخدم مركب أسبرتام لتحلية المشروب الغازي الخالي من السكر، إذ أن المركب أشد حلاوة من السكر بنحو 500 مرة، وهنا تكمن خطورة تلك المادة خاصة على الأطفال الذين يشربون المشروبات الغازية الخفيفة خوفا من البدانة أو وقاية من السكر.

وأثبت باحثون سويديون في مركز بحوث السرطان بالسويد أن مركب أسبرتام هذا الذي يستخدم للاستعاضة عن السكر في المشروبات الغازية الخفيفة يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

وكانت نتائج الدراسة بعد تجارب مختبرية حقنت فيها مجموعة من فئران التجارب بمركب أسبرتام بنسب مختلفة وبقيت مجموعة أخرى تعيش في نفس الأجواء وتتناول نفس الطعام دون حقنها. وأظهرت التجارب أن الفئران التي حقنت بالمادة زادت نسبة الكريات البيضاء في دمها، ما يعني زيادة احتمالية إصابتها بالسرطان فيما بقيت الفئران المحقونة بالمادة بنسبة أقل تحوم حول خطر الإصابة.

وحتى يتم التأكد من صحة ودقة هذه النتائج علينا أخذ الحذر من تناول هذه المشروبات وعدم الافراط فيها إن لم نتمكن من الامتناع عنها نهائيا وخاصة بالنسبة للأطفال حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.

للدهون أهمية غذائية

* يخطئ الكثيرون والكثيرات منا في الامتناع نهائياً عن تناول الدهون في الطعام خوفاً من مادة الكولسترول، معتقدين أن الدهون مادة ضارة بالصحة ضرراً مطلقاً، فيتعرضون لمضاعفات صحية هي أعراض نقص هذه العناصر في الطعام إضافة إلى أعراض نقص الفيتامينات التي لا يستفيد منها الجسم إلا إذا ذابت في الدهون! الصواب هو عدم التقليل من أهمية تناول الدهون في الوجبات الغذائية فهي من العناصر الغذائية الرئيسية المهمة التي يجب أن تحتوي عليها الوجبة الصحية. وإلا فإن الإنسان سيعجز عن الحياة بدون تناول الدهون أو الشحوم بمقدار محدد ونسبة معينة كافية للقيام بالوظائف الحيوية المناطة بها ومنها على سبيل المثال امتصاص جزء من الفيتامينات المهمة وهي المجموعة الذائبة في الدهون وهي فيتامين (أيه)، (دي)، (إي)، (كي)، والتي تنتقل في الجسم عبر الدهون، كما يمكن تخزينها في الأنسجة الدهنية وفي خلايا الكبد لمدة محدودة من الوقت. أما الفيتامينات الذائبة في الماء فهي فيتامين (ج)، (ب)، التي تمتص وتنقل في الجسم عبر الماء والتي يجب الحصول عليها يومياً من خلال الغذاء لعدم إمكان تخزينها في الجسم لأي مدّة زمنية.

والعكس صحيح أيضا فزيادة تناول الشحم تؤدي إلى عواقب قاتلة. والشحم والدهن هما مصدرا الطاقة في جسم الإنسان، وهما مواد لا غنى عنها لتفعيل نشاط الفيتامينات. ويحتاج الإنسان إلى 60 ـ 70 غراما من الشحم يوميا لتأمين هذه الوظائف في جسمه، إلا أن ما يتناوله الإنسان المتمدن اليوم يعادل ضعف هذه الكمية يوميا. ويتضح بعملية حسابية بسيطة أن الإنسان يتناول حوالي 1000سعرة حرارية إضافية يوميا علماً أن الغرام الواحد من الشحم يعادل 9 سعرات حرارية.

إن اخطر ما يمكن أن يغفل عنه الإنسان هو الشحم الخفي في المنتجات الحيوانية والنباتية السائدة في السوق. فمثلا، تحتوي المقرمشات من الفول السوداني على 17غراما، والبطاطا 20 غراما، وهما من أهم المواد الواجب تجنبها من قبل الإنسان الساعي للرشاقة. ونصيحتنا هي الانتباه الى المعلومات المثبتة على المواد الغذائية والتي تكشف نسبة الشحم في هذه المواد.

ومن المفيد أن يعرف الإنسان أن الشحوم مهمة جدا من اجل البقاء على قيد الحياة. فهناك العديد من الفعاليات الحيوية في الجسم لا تعمل إلا بوجود الشحوم. لكن يجب اختيار نوعية الشحوم بشكل صحي مثل زيت الزيتون الذي يعتبر من أفضل الشحوم التي يمكن أن يتناولها الإنسان.

علاج الصلع

* يخطئ الكثير من الرجال في استخدام أدوية مختلفة أو وصفات شعبية لعلاج الصلع الذي ألم برؤوسهم، سواء في جزء محدد من فروة الرأس أو يشمل الرأس كلها. وبعد ذلك يذهب إلى الطبيب سائلاً مساعدته ومتأملاً في أن يعيد له شباب شعره! والصواب أن الرجال يصابون بالصلع في منتصف العمر وقبله، ويكون تدريجياً مبتدئاً من منطقة وسط الرأس ثم منطقة الجبهة وبعد ذلك يغزو الرأس حتى يصبح صلعاً كاملاً. وتعتمد هذه العملية على عوامل عديدة نذكر منها: العرق والوراثة وإصابة الرأس بأحد الأمراض الفيروسية الشائعة أو الأمراض الفطرية. والصلع يصيب الرجال عادة ونادراً ما يصيب النساء. ويكون بسبب تأثيرات نقص هرمون الذكورة وخاصة في فروة الرأس، وينتج هذا الأمر عن عوامل وراثية وهذا هو النوع الشائع من الصلع، كما أن للصلع أسبابا أخرى كثيرة مثل مرض الثعلبة، أو استخدام بعض العقاقير الطبية مثل الكورتيزون والضغوط النفسية، أو الالتهابات الفطرية في فروة الرأس.

وعادة لا يوجد علاج فعال للصلع عند الرجال، ولكن في الفترة الأخيرة تحسن العلاج بصورة ملحوظة، ويمكن استخدام بعض العقاقير الطبية مثل مينوكسديل، أو الفيناستيرايد وقد أثبتت فعالية جيدة مع طول الاهتمام والمواظبة على استعماله.

كما أن الجراحة قد أثبتت فعالية جيدة مثل زراعة الشعر، أو جراحة فروة الراس، وكل هذه الأنواع من العلاجات يمكن أن تجدها عند طبيب متخصص في الأمراض الجلدية، وليس بالوصفات الشعبية أو نصائح الأصدقاء والجيران.