أدوية الستاتين تدهش الأطباء بفاعليتها

تناولها في أول 24 ساعة من الجلطة يقلل من الوفيات والمضاعفات الأخرى

TT

* في أكبر دراسة تمت حتى اليوم، يؤكد الباحثون من كاليفورنيا بالولايات المتحدة أن الأدوية الخافضة لنسبة الكوليسترول في الدم تسهم بشكل كبير وفاعل في تقليل مضاعفات الإصابة بنوبات الجلطة القلبية إذا ما تم تناولها بعد الجلطة. الدراسة التي قام بها الباحثون من جامعة كاليفورنيا ونشرت نتائجها في المجلة الأميركية للقلب في عدد سبتمبر بينت أن التناول المبكر خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى من حصول جلطة القلب يقلل من نسبة المضاعفات المرضية التي تنشأ لدى المرضى أثناء بقائهم في المستشفى بمقدار يفوق 50 %. ويعلق على هذه النتائج الباحث الرئيس في الدراسة البروفيسور إليوت كوردي أستاذ الكرسي لعلوم طب القلب الباطني في كلية ديفد غيفن للطب بجامعة كاليفورنيا: اننا نعلم منذ وقت طويل أن أدوية الستاتين مفيدة للقلب لكن هذه الدراسة تطرح بشكل هو الأقوى حتى اليوم من بين كل الدراسات الطبية وبنتيجة غير مسبوقة ملخصها أن فائدة تناول هذه الأدوية تظهر بشكل فوري وبمقدار كبير إذا ما تم تناول المرضى لها بعد الإصابة بنوبة جلطة القلب مباشرة. تناول الباحثون بالتحليل نتائج حالات ما يربو على 170ألف مريض أصيب بنوبة جلطة القلب ضمن سجلات السجل القومي الرابع لجلطة القلب وهو سجل يحتفظ بالمعلومات عن جميع المرضى الذين تم دخولهم إلى المستشفى بعد إصابتهم بجلطة القلب في طول الولايات المتحدة وعرضها.

فائدة فورية

* حينما ننظر في هذه الدراسة التي تستحق حقيقة عناية كبيرة من مرضى القلب عموماً ومرضى جلطة القلب خصوصاً نجد أن الأمر اللافت والهام الذي وجده الباحثون أن مرضى جلطة القلب ممن كانوا تناولون أدوية الستاتين قبل الدخول إلى المستشفى استمروا في ذلك أثناء اليوم الأول بعد الجلطة كانت نسبة الوفيات والمضاعفات الأخرى بينهم أقل بمقدار 54 % مقارنة بالمرضى المصابين بالجلطة ولم يتناولوا هذه الأدوية الخافضة للكوليسترول. وهذه نتيجة ممتازة كما ان الدراسة وجدت أن المرضى الذين لم يكونوا يتناولون أدوية الستاتين من قبل إذا ما بدأوا لأول مرة تناولوها في أول أربع وعشرين ساعة التي تعقب حصول الجلطة فإنه تقل بينهم نسبة المضاعفات بنسبة 58 % مقارنة بمن لم يتناولوها مطلقاً!.

هذه النتيجة أثارت حتى دهشة أطباء القلب ممن يصفونها لمرضاهم وعمقت الرغبة لديهم بإجراء مزيد من الأبحاث حول عامل الوقت هنا لأن الذي كان يظن إلى فترة قريبة أن فائدة هذه الأدوية الخافضة للكوليسترول هو خفض النسبة، والدراسة هذه بالذات تشير إلى أمور أخرى فورية تحصل في داخل الجسم وتؤمن مزيداً من الحماية لمرضى الجلطة القلبية, ومنذ فترة قريبة وكثير من أطباء القلب يتحدثون عن فوائد محتملة تتجاوز مجرد خفض نسبة الكوليسترول وتحدثوا تحديداً عن جملة من الاحتمالات أهمها تأثير أدوية الستاتين على مركبات محددة كمادة نايترك أوكسايد وغيرها من موسعات الشرايين الطبيعية وعلى ترسب الصفائح الدموية ووقف عملية الالتهاب داخل ضيق الشريان وهي من ضمن الأمور التي تضطرب وتؤدي إلى جلطة القلب.

الدراسة التي بين أيدينا تؤكد أن نسبة توقف القلب وإجراء الإنعاش القلبي الرئوي تقل، وأن نسبة هبوط القلب وحصول حالة الصدمة القاتلة أيضاً تقل، وتمزق جدران القلب وظهور اضطرابات النبض القاتلة أيضاً تقل مما يعيد طرح فوائد أدوية الستاتين بعيداً عن الحديث عن تقليل نسبة كوليسترول الدم فحسب، وأن ضرورة تناولها تتجاوز أمر الكوليسترول لتشمل فوائد أوسع.