ارتفاع أحد أنواع السكري هو السبب الرئيس في ضعف الانتصاب

TT

أكدت دراسة صدرت حديثاً عن جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة أن ارتفاع السكر في الدم هو السبب الأهم بين أسباب ضعف الانتصاب الذي يعاني منه مرضى السكري، فلقد قام الباحثون من مؤسسة برادي للمسالك البولية التابع لجامعة جون هوبكنز بنشر نتائج الدراسة في عدد السادس عشر من شهر اغسطس الماضي لمجلة محاضر الأكاديمية القومية للعلوم بالولايات المتحدة.

وذكرت الدراسة أن نوعاً محدداً من السكريات البسيطة حينما ترتفع نسبته بالذات في الدم فإنه يعمل على إعاقة سلسلة من التفاعلات اللازمة للمحافظة على الانتصاب الأمر الذي يؤدي مع مرور الوقت إلى حصول ضعف دائم في قدرة الانتصاب لدى مرضى السكري. والارتفاع لهذا السكر البسيط التركيب يحصل أثناء ارتفاع سكر الدم بالجملة، وهو ما يفتح كما يقول خبراء الطب الأبواب واسعة أمام أنواع جديدة من الأدوية المنشطة للانتصاب بالتزامن مع بدء مشاكل الأدوية القديمة كالفياغرا وغيرها من خلال ظهور مضاعفات استخدامها وإلزام الشركات كتابة تحذيرات جديدة على عبواتها عند بيعها للناس.

الجديد أيضاً في الدراسة كما عبر عنه الدكتور بلجانا ميوسيكي أحد الباحثين في الدراسة قائلاً: لدينا اهتمام بكيفية تحديد دور ارتفاع نسبة السكر في الدم كشيء يعطل مفعول الأنزيمات التي تبدأ من عملها سلسلة التفاعلات التي في نهايتها يحدث الانتصاب، وبالذات حول دور أنزيم «صانع النايترك أوكسايد» الذي يوجد في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية وهو الذي يؤدي إلى توسعة الأوعية الدموية فيتدفق الدم إلى عضو الرجل فيحصل الانتصاب كما أن بدوام إفرازه يستمر الانتصاب في المحافظة على قوامه. وهنا كما يقول الباحث فإن ارتفاع السكر يقلل كثيراً من عمل هذا الأنزيم. ضعف الانتصاب لدى الرجال من مرضى السكري أمر شائع يصيب بدرجات متفاوتة من الضعف بحسب كثير من الدراسات ما يفوق 50% إلى 75% منهم بعد فترة من الإصابة بالمرض أي ثلاثة أضعاف بقية الرجال، والأهم كما يذكره الكثير من المرضى وتؤكده الدراسات أن تناول حتى جرعات عالية من الأدوية المنشطة للانتصاب كالفياغرا لا يفلح البتة في تخفيف معاناة المرضى. وهو ما فصل فيه البروفيسور أرثر بيرنت أستاذ المسالك البولية في المؤسسة المذكورة حينما قال: هذه الدراسة تعيد مجدداً أهمية تتبع التأثير الفسيولوجي لارتفاع السكر والانتصاب هو نموذج من عدة نماذج في الجسم للعمليات الطبيعية التي تتأثر بهذا الارتفاع في وظائف الشرايين، الأمر الذي يتجاوز تأثر هيئة وشكل الشريان إلى بحث تأثر وظيفة الشريان. والحقيقة التي تفرض نفسها اليوم نتيجة عدة ملاحظات علمية تمثل الدراسة التي بين أيدينا أحدها هو أن تأثر وظائف الشريان وبالذات توسع مجراه عندما يحتاج الجسم ذلك كما في الانتصاب أو حتى شرايين القلب عند بذل الجهد هو ما تظهر أثاره، فضعف الانتصاب وألم الذبحة الصدرية هما وجهان لعملة واحدة عنوانها تأثر وظائف الشرايين بارتفاع نسبة السكر في الدم، وإن كان مرضى السكري لا يحسون بألم الذبحة الصدرية دائماً نظراً لتأثر الأعصاب لديهم فإن ضعف الانتصاب هو جزء من مرض عام في شرايين الجسم كله لدى مرضى السكري.