الحلول الطبية لصعوبات نقل الدم: جهود متأخرة تسابق الزمن

TT

طرحت عدة حلول في الآونة الأخيرة للتغلب على صعوبات نقل الدم لعل أكثرها فائدة هو التأكيد على ممارسة الخدمة الطبية بشكل صحيح، أي أن يتم نقل الدم فقط لمن هم في أمس الحاجة إليه، والتأكيد على إجراء فحوصات الكشف عن الأمراض المعدية ومطابقة الفصيلة والخصائص بعناية، والتأكد من مطابقة المعلومات المدونة على الوحدة وتلك التي تخص المريض وغيرها. هناك حلول عملية لكنها تواجه صعوبات في التطبيق كأن تتم المحافظة على الدم الذي ينزف من المريض أثناء الجراحة وإعادة تنقيته ثم نقله مباشرة الى المريض كي تقل حاجته لنقل الدم، أو أن يتبرع إنسان سليم بكمية من دمه لتحفظ في بنك الدم كأي شيء آخر يحفظه الإنسان لظروف المستقبل وهو أمر مكلف ولا يتم طبياً إلا لحالات قليلة من الأمراض النادرة، ويكثر اليوم الحديث عن حفظ دم الحبل السري عند ولادة الطفل وغيرها من الحلول غير العملية في الغالب. الحل العملي الأمثل الذي لم يعد حلماً هو توفر منتجات الدم الصناعية وهو ما يتجه العالم نحوه بقوة مندفعة بطاقة الحاجة الملحة إليها فالعلم تأخر كثيراً في هذا الجانب وأهم سبب وراء التأخر هو توفر البديل لسنوات، فحينما بهرت الناس والأطباء بنوك الدم بكل وسائلها التي كانت رائعة قبل سنوات فإن هذا أصاب الجهد العلمي بالكسل في جانب البحث عن بدائل صناعية لمكونات الدم، لكن تفاقم الأزمة اليوم جعل الإسراع في وتيرة البحث أمرا أكثر من أن يوصف بأنه احتياج طبي بل وصل الى مرحلة ضرورة طبية على درجة عالية من الإلحاح، ولعل أوضح مثال ما تمر به جنوب أفريقيا التي هي في وضع صعب للغاية نتيجة تفشي مرض الإيدز لدرجة أنها بدأت مضطرة باستخدام بدائل الدم الصناعية لشح موارد الدم الطبيعي النظيف في حين أن الأبحاث لم تكتمل بعد حولها في مشروع الاتحاد الأوروبي أو الأميركي.