الدم ذلك السائل الثمين: آليات المحافظة عليه

TT

الدم سائل يجري في الأوعية الدموية للجسم أي الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية الدقيقة، وهو حيوي للإنسان لا يتمكن من العيش من دونه البتة. وبشكل رئيس يمكن تقسيم مكونات الدم الى قسمين، الأول هو الخلايا الدموية والثاني سائل البلازما. الخلايا الدموية تضم خلايا الدم الحمراء ذات النوع الواحد وخلايا الدم البيضاء المتعددة الأنواع والصفائح الدموية التي تعتبر مجازاً ضمن جزء خلايا الدم. سائل البلازما هو مزيج من الماء والمركبات الكيميائية السابحة فيه، أهمها عوامل إتمام تجلط الدم، ومجموعة من البروتينات والأملاح والمعادن. وبعيداً عن تشعب الحديث فإن مهمة الدم بالأساس هي النقل، أي أنه سائل ينقل من والى أعضاء الجسم الأشياء المختلفة كنقل خلايا المناعة وهي خلايا الدم البيضاء، ونقل الأوكسجين من الرئتين الى الأنسجة في كل أعضاء الجسم بلا استثناء، ونقل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة الى الرئتين كي تتخلص منه، ونقل تغذية الجسم كالبروتينات والسكريات والدهون والأملاح والمعادن. في سبيل أن يكون الدم في هيئة سائلة وبكمية كافية للقيام بمهامه فإن هناك عاملين يحافظان على ذلك هما:

الأول: توفر مركبات تعمل على أداء مهمتين، منع تجلطه وتخثره داخل الأوعية الدموية كي يبقى سائلاً وتسريع تجلطه إذا ما حصل قطع لأحد الأوعية الدموية الصغيرة أو الكبيرة كي يحافظ على كميته من الهدر والضياع خارج الجسم. الثاني: الإنتاج الذي يحافظ على الهيئة السائلة والكمية الكافية هو إنتاج نخاع العظم لخلايا الدم وإنتاج الكبد وبعض الأماكن الأخرى في الجسم لعناصر أو مركبات تخثر الدم وبروتينات الدم. التوازن هو الأساس في الإنتاج الجديد والتخلص من التالف والقديم من مكونات الدم، وتجري هذه العمليات طوال حياة الإنسان. وباختصار شديد فإن هناك أمرين مهمين في وظائف الدم، الأول خلايا الدم الحمراء بما تحتويه من مركب الهيموغلوبين تقوم بنقل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون، والثاني مركبات منع تخثر الدم وتجلطه والصفائح الدموية التي تسهم في تجلط الدم حينما يكون ذلك لزاماً.