بين الخطا والصواب

TT

علاج الإمساك سلوكيا في الدرجة الأولى

* من الأخطاء الشائعة على مستوى العديد من المجتمعات العالمية أن يكتفي الشخص بعلاج الإمساك أو القبض من تلقاء نفسه دون أن يستشير الطبيب ويأخذ رأيه، ويستمر يتناول الملينات بأنواعها سنين عديدة، ويتعود على القناعة بما تمنحه هذه الأدوية من تأثير علاجي مؤقت إذ تعود حالة الإمساك بمجرد أن يترك الدواء! وتتفاقم هذه الحالة بالانشغال بأمور الحياة وعدم الاهتمام بتفريغ الفضلات عند الشعور بها، وتكرار هذه العادة يجعل المستقيم يفقد الشعور بالامتلاء والرغبة في تفريغ الفضلات فيركد البراز في المستقيم ويجف ويحدث الإمساك! والصواب هنا أن يبحث من يعاني من الإمساك عن السبب المؤدي للمرض ليُعالج علاجاً جذرياً ويقضي على الإمساك قبل أن يتعرض لآثاره الجانبية ولمضاعفاته الصحية العديدة، ومنها:

ـ الإصابة بالبواسير والشرخ الشرجي، فتضيق فتحة الشرج وتسبب آلاماً مبرحة عند التغوط. إضافة إلى إتاحة الفرصة لدخول الجراثيم عن طريق الشرخ أو الشق الشرجي ومن ثم يحدث الالتهاب أو الخراج الذي يستدعي استخدام المضادات الحيوية أو التدخل الجراحي.

ـ حدوث اضطرابات هضمية، تبدأ بتناقص الشهية للطعام، وانتفاخ في البطن، وكثرة الغازات التي تؤثر على نفسية المصاب وتشعره بالحاجة الدائمة للدخول للمرحاض مما يؤثر على نفسيته ويجعله في موقف الخجل خاصة إذا كان خارج منزله. وقد تتطور الحالة إذا أصبح الإمساك مزمناً فتؤدي إلى الإحساس بالمرارة في اللسان والحلق وانبعاث رائحة كريهة مع النفس. كما يشعر مريض الإمساك بفرط الحموضة المعدية فيتناول أقراصا وشرابا مضادا للحموضة بشكل مستمر. وهذا يجعله في وضع نفسي وعصبي مضطرب فيغضب بسرعة وينفعل لأبسط الأسباب ويبدو قلقاً متأرقاً كثير الكوابيس والأحلام المزعجة أثناء النوم.

إن معرفة السبب المؤدي إلى الإمساك وتناول العلاج النوعي المناسب له كفيلان بالقضاء على هذه المعاناة مثل علاج مرض الدوسنتاريا المزمنة، إن كان هو السبب مثلاً، وهو مرض شائع الحدوث وسببه التلوث الغذائي وعلاجه معروف وفي متناول اليد. أو علاج الكسل الكبدي وقِلة إفراز الصفراء التي تقوم بتنشيط الأمعاء عادة وبالتالي تكون واقياً من حدوث الإمساك.

وأخيراً ننصح بالعلاج السلوكي لمن يعاني من الإمساك المزمن، بتعويد الأمعاء على إخراج الفضلات عند الصباح أو في الوقت الذي لا ينشغل فيه المرء عادة وأن يحافظ على ذلك حتى تصبح عادة يتخلص بها من المرض، ويفضل القيام ببعض الأعمال الرياضية التي تحرك عضلات البطن. كما ان تناول الفطور في وقته والإكثار من الفواكه والخضروات المحتوية على السليلوز يحرك الأمعاء وينشطها ويجعلها تفرغ الفضلات بشكل يومي منتظم.

العناية بالقاتل الصامت!

* من الأخطاء الشائعة أن يظل الشخص يعاني من الصداع والزغللة في العين ويشكو منهما في حين أنه يستمر في تناول شتى أنواع المسكنات التي لا تجدي في كثير من الأوقات، ولا يقدم على أخذ المشورة والرأي الطبي من ذوي الاختصاص من الأطباء، ويكتشف صدفة أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم بعد أن يكون قد استعصى العلاج وظهرت المضاعفات على أجهزة الجسم الحيوية! الصواب أن لا يهمل الواحد منا الاعتناء بصحته وإجراء فحص طبي عند ظهور أي عارض مرضي وإن كان صداعا بسيطاً، فالصداع عرض مرضي للعديد من الأمراض التي تشكل خطورة على الحياة إن لم تشخص جيدا وفي وقت مبكر مثل ارتفاع ضغط الدم «القاتل الصامت».

إهمال معالجة الضغط قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها، فالشرايين الصغيرة التي تتحمل ضغطاً فوق احتمالها تصاب بالتمزق أحياناً وتنزف، فإذا كان النزف في الدماغ مثلاً تكون النتيجة شللاً نصفياً، وإذا كان في العين تكون فقد البصر، أما إذا كان التمزق في شرايين الكلى فانه يسبب الفشل الكلوي لا سمح الله.

ولهذا فإن الطبيب، إذا ما تأكد من أن التشخيص ارتفاع في ضغط الدم، يقوم بفحص كافة أجهزة الجسم ويجري مجموعة من التحاليل مثل تحليل وظائف الكبد ووظائف الكلى، ويتأكد من سلامة وكفاءة عمل الأوعية الدموية بالكلى، وفي حالة عدم وجود سبب واضح لارتفاع ضغط الدم بهذه الأجهزة الحيوية فإن الطبيب يشخص المرض بأنه ارتفاع في الضغط أساسي مجهول السبب. حاول بعض الأطباء علاج الحالة جراحياً بقطع مراكز الأعصاب المحيطة بالشرايين باعتبارها السبب في ارتفاع ضغط الدم نتيجة تقلصها وتضيق قطرها، إلا أن هذا الإجراء يحمل الكثير من المخاطر، فظل العلاج الأمثل في استخدام الأدوية الموسعة للأوعية الدموية مما يجعلها تستوعب كميات أكبر من الدم وينخفض تبعاً لذلك الضغط المرتفع. ونتائج العلاج الدوائي تكون أكثر إيجابية ووضوحاً إذا ما استعمل مبكراً وقبل ظهور المضاعفات على أجهزة الجسم الحيوية. ويجب أن يكون تحت الإشراف الطبي الدقيق والمتابعة المنتظمة لتحديد مقادير الجرعات وتغييرها تبعاً لتطورات الحالة المرضية وتزايد عمر المريض.

لإنتفاخ ما حول العينين أسباب أخرى

* من الأخطاء الشائعة عند السيدات أكثر من الرجال أن يلجأن لاستخدام المستحضرات التجميلية في علاج ما يظهر عليهن من أعراض وعلامات تتعلق بالجمال ظاهرياً ومن ذلك انتفاخ الأنسجة الجلدية حول العينين والذي أصبح حالة شائعة يعاني منها الكثيرون من الجنسين وفي مختلف فئات العمر.

والصواب هنا أن استخدام الكريمات من مجموعة مستحضرات التجميل لعلاج أو بالأصح لإخفاء هذا الانتفاخ يضيع الفرصة عليهن في تشخيص السبب الحقيقي الذي أدى إلى ظهور هذه الحالة في وقت مبكر وقبل أن يستفحل الأمر ويستعصي العلاج. انتفاخ الأنسجة الجلدية حول العينين ليس دائماً حميداً أو بسيطاً أو أنه مجرد إزعاج خارجي ويحتاج فقط للتخفيف منه للدواعي الجمالية، فللانتفاخ حول العينين أسباب عديدة تتراوح بين البسيط والمعقد، الحميد والخطير ويحتاج الأمر للعرض على الطبيب وأخذ الرأي العلمي والمشورة المتخصصة منه. فقد يكون وراء ذلك سبب وراثي، فانتفاخ الأنسجة الجلدية حول العينين قد يكون صفة متوارثة في بعض العوائل ويظهر لدى معظم أفرادها ولا يحمل سبباً مرضياً معه.

وقد يكون السبب بسيطاً جداً ناتجاً عن الإرهاق الشديد وقلة النوم، وهو أمر يمكن التغلب عليه بسهولة. أو لوجود مشاكل في العين نفسها، كمشاكل النظر أو الالتهابات الموسمية بالعينين أو حالات الحساسية، ويعتبر علاج هذه الحالات معروفاً ومتوفراً أيضاً.

وقد يظهر الانتفاخ حول العينين في أوقات معينة أو بعد مناسبات اجتماعية يكثر فيها عدد المدخنين لأن التعرض لأجواء غير صحية كدخان السجائر وكذلك الغبار يؤدي لظهور هذه الحالة.

وعلى النقيض من كل تلك الأسباب، فقد يكون السبب وجود أمراض في بعض أجهزة الجسم الحيوية كالكلى والقلب، تكون مصحوبةً باحتباس الأملاح وبالتالي تجمع الماء في أنسجة الجسم وهنا يظهر الانتفاخ في أكثر من مكان بالجسم حيث توجد الأنسجة الرقيقة كالمنطقة حول العينين والساقين وأخيراً منطقة البطن في الحالات المتقدمة جداً ولا شك أن هذه الأسباب تحتاج لتشخيص دقيق وسريع وعلاج متخصص.

إذن يجب التعامل مع حالات ظهور «انتفاخ حول العينين» بجدية وأن تتم استشارة الطبيب أولاً وقبل الإقدام على استعمال أي من الوسائل التجميلية المتاحة للتأكد من عدم وجود سبب صحي سواء في العين أو في أجهزة الجسم الأخرى، وبعد ذلك يمكن التخفيف من الانتفاخ بتجنب شرب المنبهات والإقلاع عن التدخين ومحاولة الاسترخاء وأخذ قسط كاف من النوم ليلا (6 ـ 8) ساعات. كما يمكن عمل كمادات باردة عدة مرات يوميا.