الرضاعة الطبيعية يمكن أن تزيد من أمراض القلب عند الكبير

الدراسات الحديثة مثيرة للجدل وتطرح تساؤلات جديدة في العديد من القضايا الطبية

TT

* لا ينصح الأطباء بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية

* الذين يرضعون أكثر من أربعة أشهر يعانون من ارتفاع الضغط وزيادة كوليسترول الدم

*طريقة التغذية في السنة الأولى من العمر لها دور كبير في التطور والنمو لندن: «الشرق الأوسط» حذر بحث علمي جديد من احتمال وجود علاقة بين الرضاعة الطبيعية ومخاطر الاصابة بأمراض القلب في مراحل متقدمة من العمر. وقال فريق من العلماء التابعين لمجلس أبحاث غذاء الطفولة في مركز صحة الطفل بلندن: ان ثمة علاقة بين الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة وتصلب الشرايين الذي يعتبر في حد ذاته احدى العلامات المبكرة لأمراض الأوعية الدموية.

ورغم ذلك أكد الباحثون ان هذه النتائج لا تعتبر سبباً للتوقف عن الرضاعة الطبيعية، التي لها فوائد صحية كثيرة. ويقول العلماء: ان حليب الأم يمكن الطفل من مقاومة العديد من الأمراض كما يعتقد انه يساعد على النمو الذهني. كما ثبت ان للرضاعة الطبيعية فوائد في ما يتعلق بصحة الأوعية الدموية.

وقد أجرى الباحثون دراستهم المثيرة للجدل على 331 حالة تتراوح أعمارهم بين العشرين والثمانية والعشرين عاماً، وقد ولدوا جميعاً في مستشفى كيمبردج للولادة في الفترة ما بين عامي 1969 و1975. وكشفت الدراسة ان الأشخاص الذين تغذوا على الرضاعة الطبيعية لأكثر من أربعة أشهر وهم أطفال لديهم شرايين اكثر صلابة من اولئك الذين رضعوا لأقل من أربعة اشهر او تربوا على الرضاعة غير الطبيعية. ويقول العلماء: ان كل شهرين اضافيين من الرضاعة الطبيعية يؤديان الى ارتفاع في معدل الكوليسترول وزيادة في ضغط الدم.

ويقول البروفيسور آلان لوكاس مدير المركز الذي أجرى البحث: ان الرضاعة الطبيعية تحفز الجسم لكي يحتفظ بالمزيد من الكوليسترول. وقد أظهرت دراسة أجريت على ثدييات نشأت على الرضاعة الطبيعية ثم وضعت على نظام غذائي غربي ان اجسامها امتصت المزيد من الكوليسترول. ويشير البروفيسور لوكاس الى انه لا ينبغي اعتبار ذلك دعوة للأمهات للتوقف عن الرضاعة الطبيعية، وانما دعوة لهم لكي يتناولوا غذاء صحياً.

وذكر ان الرضاعة الطبيعية كانت مناسبة للتكيف مع الأغذية المتوافرة في بيئة الانسان عندما كان في طور النشوء، لكن ليس بوسعها ان تتكيف مع نوع الغذاء الغربي بما يحتويه من الدهون. وشدد البروفيسور لوكاس على ضرورة اجراء مزيد من البحث لتحديد العلاقة بين الرضاعة الطبيعية ونوعية الغذاء الذي تتناوله الأم، ولتقييم المدة التي يمكن للطفل ان يرضع طوالها من ثدي أمه من دون ان تكون لذلك آثار جانبية.

وقد استخدم الباحثون خلال الدراسة تقنية للموجات فوق الصوتية لفحص الأوعية الدموية، مماثلة لتلك التي تستخدم في متابعة الأجنة أثناء الحمل. كما قدم المشاركون في الدراسة عينات من دمهم ومعلومات عن طريقة الرضاعة التي اعتمدوا عليها. وبالرغم من ان دراسات سابقة أكدت الفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية، فان احداها أشارت الى ان الرجال الذين ولدوا في وقت سابق من القرن الماضي وظلوا يتغذون على لبن الأم لأكثر من عام، يعانون من معدل أعلى من المعتاد في الاصابة بأمراض القلب عندما يبلغون سن الستين او السبعين.

ورغم ذلك يؤكد البروفيسور إيان بوث استاذ طب الأطفال في جامعة برمنجهام، ان الاكتشافات التي تضمنتها هذه الدراسة لا ينبغي ان تغير شيئاً من توصية الأطباء باتباع الرضاعة الطبيعية. وقال ان المنافع الجمة التي تعود على الأطفال في الدول النامية نتيجة تربيتهم على لبن الأم الذي يحميهم من الأمراض في تلك السن، ربما لا يمكن مقارنتها باحتمال الاصابة بأمراض القلب في سن الخمسين.

وقالت متحدثة باسم مؤسسة القلب البريطانية تعليقاً على الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية: ان النتائج تشير الى ان نوعية الغذاء المتبعة في السنوات الأولى من العمر تؤثر في الصحة في سن لاحقة.

=