العث المنزلي من أهم أسباب أمراض الربو والحساسية لدى الإنسان

طرق فعالة للتخلص من براغيث الغبار المنزلية للوقاية من التحسس وضيق التنفس

TT

حالات الربو الناتجة عن العث المنزلي في تزايد مستمر لدى البالغين والأطفال على حد سواء، لذا نجد هناك حاجة ماسة للتوعية حول برغوث الغبار، هذا بإيجاز ومن دون التطرق للأسماء العلمية المنحدرة من اللاتينية، كي يكون البحث بمتناول الجميع.

ان براغيث الغبار هي كائنات صغيرة جداً، تنتمي إلى المفصليات الصغيرة، وتنتمي أيضا للبراغيث التي نعرفها.

وبراغيث الغبار أنواع عديدة، نخص منها البراغيث التي لها علاقة بمرض الربو والحكة الجلدية، والتي تدعى ببراغيث المنزل، التي تتخذ من غبار المنزل مكاناً دائماً لإقامتها، والتي هي موضوع بحثنا.

تحتوي براغيث غبار المنزل على محرضات مسببة لأعراض الربو، التي تم افتراضها أول مرة عام 1921، لكن لم تتوفر أبحاث تحليل الغبار حتى عام 1964، حيث اقترح فريق من الباحثين برئاسة الدكتور فو هرست، أن برغوث الغبار يمكن أن يكون المسؤول عن الحساسية المسببة للربو. وأظهرت نتائج هذه الدراسات أن هناك أنواعا عديدة من براغيث غبار المنزل تختلف حسب أماكن وجودها من منزل لآخر، ومن غرفة لأخرى في المنزل نفسه، ومن أثاث لآخر، حسب نوع القماش. ويعتمد بقاؤها على توافر غذائها وغزارته ودرجات الحرارة والرطوبة الملائمة في الأوساط التي تعيش فيها. وبشكل عام، فإن البيوت الرطبة توجد فيها براغيث غبار أكثر، وبالتالي مسببات أكثر للحساسية.

ولم تمض فترة قصيرة حتى ثبت أن الحبيبات الدقيقة للبراز والناتجة عن فضلات براغيث الغبار، المتجمعة في أقمشة أثاث المنزل هي نفسها التي تسبب الحساسية، وعندما تتطاير هذه الحبيبات في الهواء نتيجة حركتنا المستمرة في ممارسة شتى أنماط الحياة اليومية، فإننا سوف نستنشقها بشكل إجباري.

هناك على الأقل 13 نوعاً مختلفاً لبراغيث غبار المنزل فقط، غير تلك التي تعيش في أماكن أخرى كأعشاش الطيور وريشها وغيره.

ومن هذه الأنواع، نميز نوعين رئيسيين: النوع الأول، وهي براغيث غبار المنزل آكلة الجلد والمتوزعة على نطاق واسع في العالم، التي تشكل النسبة العظمى، أي حوالي 80 إلى 90% من براغيث الغبار بشكل عام. ثم النوع الثاني الذي ينتشر في أماكن تخزين الأغذية في المنازل.

البنية:

يبلغ طول برغوث غبار المنزل، حوالي ربع إلى ثلث ملم، لذلك فهو لا يُرى بالعين المجردة، وذكوره أصغر قليلا من إناثه، ولونه يميل نحو البياض، له ثماني أرجل مفصلية، لكن ليس له عيون ولا جهاز تنفسي متطور، بل هو أقرب إلى معدة بجهاز تنفسي بسيط بأرجل.

دورة الحياة:

تتحول من بيوض إلى براغيث كاملة النمو خلال أيام وتتفاوت المدة حسب أنواعها، وأنسب شروط نموها هي بدرجات حرارة تتراوح بين 20 و 25 درجة مئوية، ورطوبة تتراوح بين 70 و80 RH، ويمكن رؤية جميع مراحل دورة حياة ونمو براغيث غبار المنزل في فصل واحد، أما مدة حياة جيل واحد منها فتتراوح بين 25 و 35 يوماً، وحسب شروط الغذاء والحرارة والرطوبة المناسبة.

الغذاء:

تتغذى براغيث غبار المنزل بشكل أساسي على حراشف جلد الإنسان والفطور الذي يعيش عليه، كما تتغذى على أجزاء أجسام الحشرات كأجزاء خنفساء السجاد والسمكة الفضية وعث الألبسة وغبار الطلع، أو على الجراثيم، أو على الغبار المنزلي الحاوي على ما سبق ذكره.

التكاثر:

خلال 24 ساعة من اختلاط الذكور بالإناث البالغة، يتم التلقيح وبعد حوالي 9 أيام يتم وضع أول بيضة ومن ثم بيضتين كل يوم ولمدة 25 إلى 30 يوماً، أيضا تضع كل أنثى خلال فترة حياتها حوالي 50 إلى 60 بيضة.

أماكن الوجود:

في السجاد ومفارش السرير والمقاعد المنجدة والستائر وحيثما توجد أقمشة، حيث تلجأ وتختبئ بين أليافها لتقليل فقدانها للماء، ويتزايد وجودها في الأماكن الرطبة والمنخفضة عن الأماكن المرتفعة والجافة.

الحد من تكاثر برغوث غبار المنزل:

وذلك بغسل أكياس الوسادات والشراشف وغيارات الأسرة باستمرار، وبدرجة حرارة 60 درجة أو أكثر، حيث وجد أن الماء الحار يقتل جميع أنواع براغيث الغبار. ثم ان التنظيف على الناشف طريقة فعالة لإزالة الغبار وما عليه، وهناك أيضا التنظيف الدوري بالبخار الساخن للسجاد، ووضع أغطية الأسرة وغيرها في آلات التنشيف الحرارية والتعريض المباشر لأشعة الشمس واستعمال آلة شفط الغبار التي تحد من أعداده بشكل بسيط.

وينصح بوضع ألعاب الأطفال المصنوعة من الأقمشة في الجمادات خلال فترة الليل، حيث انها طريقة فعالة لقتل براغيث الغبار مع بيوضها، فضلاً عن استعمال مادة كحول البنزيل DAC، الدارج استعمالها في أماكن تنظيف الألبسة على الناشف، وهي مادة طيارة لا تترك أي أثر. وهناك مادة أخرى، لكن ليس من السهل الحصول عليها، لذا لا داعي لذكرها.

عموماً، إذا كان في المنزل أطفال يعانون من تلك الحساسيات، فينصح بالاستغناء عن السجاد والاستعاضة عنه بالأرضيات الخشبية أو البلاط.

شرح صور صورة للعث المنزلي تحت المجهر