انا مريض خضعت لتمارين رياضية (فيزيائية) لمعالجة انحناء وتقوس في ظهري. وكانت المعالجة عبارة عن تمارين انحناء شديدة وحركات للاطراف السفلية، حيث خضعت لتمارين مكثفة ومجهدة، لكن اضطررت الى تركها بسبب معاناتي من عدم السيطرة على عملية التبول.
وعندما راجعت الطبيب المختص قال لي: ان التمارين سببت لي هذه الاضطرابات وقد تناولت مجموعة من الفيتامينات، أهمها فيتامين «B» المركب، غير ان هذه الفيتامينات لم تفدني وحالتي ما زالت تزداد سوءا يوما بعد يوم. لقد تعبت من التفكير وساءت حالتي النفسية، إذ يدخل الى نفسي الشك بأن هذه الاضطرابات قد تكون ناتجة عن أمراض بولية خطيرة مثل السيلان. فهل لحالتي علاج؟
ساري. أ ـ السعودية ـ كما ذكرنا في العدد السابق في صفحة «الصحة» في «الشرق الأوسط»، فان التمارين الفيزيائية غير المستندة الى أسس طبية وفحوصات معملية يمكن ان تؤدي الى نتائج غير مرضية. واضطرابات المثانة لديك قد تعود الى سببين رئيسيين: الأول: تزود المثانة بمجموعة من الاعصاب الودية وغير الودية إذ تخرج تلك الاعصاب من بين الفقرات، وهي تمتد من الفقرات الصدرية الاخيرة الى الفقرات العجزية السفلية. فاذا انضغط جزء من تلك الاعصاب، خاصة الاعصاب المغذية للمعصرة البولية الارادية التي تتحكم بعنق المثانة، فان ذلك يمكن ان يؤدي الى السلس البولي. وغالبا فان الذين يعانون من انحناء الفقرات يكون لديهم انضغاط في الفقرات القطنية، او الفقرات العجزية، واحيانا تشاهد نتوءات عظمية، او انهدام في الفقرات وجميعها عوامل تساعد على انضغاط الفقرات.
الثاني: قد يعود سبب اضطراب حركة المثانة الى الالتهابات البولية او الى اضطرابات غدة البروستاتا. وفي هذه الحالة يمكن علاج السبب ببساطة، حتى لو كان مرض السيلان. فالمعالجة سهلة ولا تحتاج لأكثر من جرعات دوائية محدودة في حالة السيلان. بينما في حالات الالتهاب المزمن فقد تحتاج المعالجة الى ستة اشهر من الزمن او اكثر.
ما ننصحك به حاليا هو اجراء تصوير شعاعي للعمود الفقري لمعرفة تبدلات العمود الفقري وكشف احتمال وجود انضغاط في الاعصاب، وقد يحتاج الامر الى اجراء تصوير بالمرنان المغناطيسي.
ننصحك باجراء تحاليل بولية لاستبعاد وجود التهابات، كذلك يجب اجراء المس الشرجي لكشف ضخامات او تبدلات غدة البروستاتا، كذلك الامواج فوق الصوتية. وقد يحتاج الامر الى اجراء الدراسات الديناميكية لمعرفة آلية عمل المثانة، وكشف اسباب اضطرابات ميكانيكيتها.