أخبار طبية

TT

علاقة قرحة المعدة وفقدان السمع بتناول الأسبرين > الغموض الذي كان يحيط بكيفية ظهور قرحة المعدة أو نقصان قدرات السمع مؤقتاً وآلية ذلك جراء تناول كميات عالية من حبوب الأسبرين لم يعد كذلك اليوم، لأن الباحثين من جامعة رايس بالولايات المتحدة كشفوا في الأسبوع الماضي كيف أن السليسليت (وهو احدى المواد التي يتحول إليها مركب الأسبرين أثناء تخلص الجسم منه) يعمل على إضعاف طبقة الأغشية الدهنية المحيطة بخلايا الجسم ويؤدي إلى تهتكها. وفي البحث الذي نشر في مجلة الفيزياء الحيوية الأميركية ذكر الباحثون أن هناك تغيرات بنيوية تطال بروتينات تدعى بريستان وتوجد في طبقة الأغشية الدهنية المحيطة بخلايا المعدة مما يزيد من الثقوب في أغشية الخلايا، الأمر الذي يجعلها عرضة بشكل أكبر للتمزق وبنفس الطريقة يحصل نقص السمع. فهذه الأغشية الدهنية جزء من تركيبها بروتين بريستان الذي يعمل على تماسك بنية الغشاء ومحافظته على شكله المغلف للخلية، إذْ يشبه الباحثون هذا البروتين كغرز الخياطة في تثبت وترابط قطع القماش في الملابس. بالإضافة إلى هذا فإن البروتين يقوم بوظائف ميكانيكية في الأذن تعتمد عليها عملية السمع، ويحول الإشارات الكهربائية إلى حركة ديناميكية تمكن خلايا السمع من الحركة بإيقاع منتظم وعلى رفع درجة الصوت المسموع كي نميزه بوضوح، من هنا فحصول خلل في تراكيب الأنسجة الدهنية يقلل من قدرة السمع. ومن الطريف أن الذي قام بالبحث هو يونغ زهاو وطالب حديث التخرج. والبحث يعزز من النظرية التي تقول أن بعض الآثار الجانبية للأسبرين لا علاقة لها بطريقة عمله في الجسم عبر منع حصول سلسلة التفاعلات المعروفة بكوكس ـ1 و كوكس ـ 2.

آثار الأسبرين على المعدة والسمع أحد المعوقات لاستخدام الأسبرين لكنها أثار مؤقتة لا يجب نتيجة لظهورها التوقف التام مستقبلاً عن تناوله بل تتطلب توقفاً مؤقتاً إلى حين زوال الأثر ثم البدء باستخدامه لكن بحذر من المريض والطبيب في تناول جرعات عالية منه وبلا حماية للمعدة عبر تناول الأدوية المانعة من نشوء قرحة المعدة. ربو الأطفال وخطوط الطرقات السريعة > السكن قرب خطوط الطرقات السريعة لا يعني المعاناة من إزعاج الشاحنات وأبواق السيارات فقط، بل مزيداً من حالات ربو الأطفال وفق ما ذكره مؤخراً فريق من الباحثين في كلية كيك للطب التابعة لجامعة كارولينا الشمالية، ففي بحث سينشر في عدد نوفمبر القادم من مجلة علم الأوبئة الأميركية وجد الباحثون أنه كلما قرب مسكن الأطفال من شبكات الطرق السريعة كلما زادت نسبة إصابتهم بمرض الربو وليس فقط إثارة نوبات الربو لدى من هم مرضى أصلاً. كما وجدوا أنه كلما زادت نسبة ثاني أوكسيد النيتروجين وليس الكربون في الهواء المحيط بمنازلهم كلما زادت خطورة نشوء مرض الربو لديهم، ومن المعروف أن نسبة ثاني أوكسيد النيتروجين عالية في غازات عوادم الشاحنات والسيارات الصغيرة. ولقد عبر الدكتور جيمس غوديرمان من جامعة كيك الباحث الرئيس في الدراسة عن أهمية هذه الدراسة حينما قال: هذه النتائج تشير إلى أن عوادم السيارات تنثر من ملوثات الهواء ما يعد عامل خطورة للإصابة بالربو لدى الأطفال وهو ما لو تم النظر إليه بأخذ كلفة علاجهم في عين الاعتبار لفرض وضع ضوابط للحيلولة دون تسبب السيارات والشاحنات بالذات في تلوث الهواء، فمثلاً لو كان منزل الطفل يبعد 400 متر من الطريق السريع فإن خطورة إصابته بالربو تتجاوز 89% مقارنة بطفل آخر يعيش على مسافة 1600 متر من نفس الطريق، الأمر الذي لم يلاحظ في الطرق والشوارع الفرعية بين المنازل.

ولقد أثارت نتائج هذه الدراسة حماس مناصري حماية الهواء من التلوث وقال مدير المؤسسة القومية الأميركية لعلوم صحة البيئة الدكتور ديفد شوارتز معلقاً أن هذه النتائج لها مدلولات علمية وأخرى تتعلق بالصحة العامة، فالدراسة تدعم كثيراً من الأدلة العلمية التي تشير إلى أن التعرض للنسبة العالية من ثاني أكسيد النيتروجين في الجو وكذلك المواد الأخرى الملوثة للهواء هو عامل خطورة لظهور مرض الربو.

الدراسة حول علاقة الربو بتلوث هواء المناطق القريبة من الخطوط السريعة هي جزء من دراسة كبيرة تجرى منذ عام 1993 في مدن جنوب ولاية كاليفورنيا تحاول أن تتبع مدى تأثير تلوث الهواء على صحة الأطفال وذلك من جوانب صحية شتى.