أشعة الثدي الرقمية الأفضل في كشف حالات مبكرة للسرطان

أوسع دراسة أميركية تشير إلى أن تقنية التصوير الدقيق تثبت جدواها لدى الشابات

TT

الشابات من النساء قد يستفدن بشكل أفضل بإجراء أشعة الثدي (ماموغرام) باستخدام أجهزة تعتمد التقنية الرقمية مقارنة بالطريقة المعتادة في إجرائها، وفقا لدراسة هي الأحدث والأوسع حتى اليوم تم عرض نتائجها الأولية في مؤتمر الكلية الأميركية لشبكة التصوير بالأشعة الذي عقد في مدينة بنتاغون بولاية فرجينيا الأميركية الأسبوع الماضي وستظهر كامل النتائج في 27 أكتوبر القادم ورعت الدراسة المؤسسة القومية للسرطان وشملت ما يربو على أربعين ألف امرأة من مختلف الأعمار في الولايات المتحدة وكندا.

النتائج أظهرت أن النساء الشابات ومتوسطات العمر ممن سنهن أقل من خمسين سنة، أو النساء ذوات الثدي كثيف الكتلة، أو النساء ممن في مرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية أو هن حول تلك المرحلة (أي اللائي لم يمض أكثر من عام على انقطاع الدورة الشهرية لديهن)، يستفدن بشكل أكبر من التقنية الرقمية لأشعة الثدي في اكتشاف حالات السرطان فيه مقارنة بالطريقة المعتادة. أما من هن غير ذلك فلا فرق بين إجراء أي من الطريقتين لهن للكشف عن سرطان الثدي. هذه النتائج علقت عليها الدكتورة إيتا بيسانو من جامعة شمال كارولينا والباحثة الرئيسة في الدراسة قائلة: ان النتائج تعطي الأطباء فرصة لاختيار وسيلة أشعة الثدي بشكل أدق بما يناسب كل امرأة. والدراسة التي بدأت منذ عام 2001 ركزت على جدوى هذه الطريقة في اكتشاف وجود السرطان بشكل أدق وبصفة مبكرة الأمر الذي يؤثر بدرجة عالية من الأهمية في نجاح علاج سرطان الثدي وارتفاع فرص إنقاذ حياة المصابات اللواتي يزيد عددهن كل عام بمقدار 200 ألف امرأة في الولايات المتحدة ويتوفى بسببه حوالي 40 ألف امرأة فيها سنوياً.

وسوف يؤدي هذا الى تسريع وتيرة استبدال الأجهزة الرقمية بالأجهزة القديمة، فاليوم لا توجد الأجهزة الرقمية إلا في 8% فقط من المستشفيات وكلفة الجديد تفوق ضعف كلفة القديم. فمن هنا أهمية الدراسة وهي توجيه الاستفادة الطبية من التقنية الجديدة في فحص من تفيدهم من النساء أكثر هذه الطريقة إلى حين إتمام استبدال جميع الأجهزة.

الماموغرام

* ماموغرام أو أشعة ـ اكس للثدي تستخدم في الكشف وتشخيص وجود سرطان الثدي سواء لمن تشكو من أعراض في الثدي كوجود كتلة محسوسة أو ألم في الثدي أو إفراز من حلمته، أو ضمن وسائل الفحص الدوري للنساء اللائي لا يشكين من شيء. ومنذ بدء استخدامها في عام 1969 شهدت تطورات في تقنياتها بغية الوصول إلى قدرة أعلى في دقة كشفها المبكر عن وجود أنسجة سرطانية واستخدام أقل كمية ممكنة من أشعة ـ اكس.

الفحص لا يستغرق أكثر من عشرين دقيقة يضغط أثناءه الثدي بين سطحين كي يقل استخدام كمية الأشعة وتعريض المرأة لها، وتؤخذ الصور من اتجاهين، الاتجاه العلوي والاتجاه الجانبي، والتعرض للأشعة لا يستغرق أكثر من بضع ثوان، تقف المرأة أثناءه بجوار الجهاز.

الفحص الدوري

* سرطان الثدي أمر يأخذ سنوات كي يظهر وينمو، والكشف المبكر فرصة ذهبية في حماية المرأة من مضاعفات السرطان وخطورته على الحياة، فكلما تم اكتشاف السرطان أبكر كلما زادت فرص السلامة. فعلاج وجود ورم سرطاني في الثدي قبل انتقاله إلى الغدد الليمفاوية في الإبط يرفع فرص السلامة في الخمس سنوات القادمة من العمر بنسبة 97%، بينما تقل الفرص عند انتقال الورم إلى غدد الإبط بنسبة 79%، وانتشاره في الجسم يقلل نسبة السلامة إلي 23%، والفحص الدوري بالماموغرام يهدف إلى الكشف المبكر. وتشير الإرشادات الأخيرة لمجمع السرطان الأميركي الى الآتي:

ـ جميع النساء بعمر الأربعين وأكثر عليهن إجراء أمرين: الأول فحص الثدي لدى الطبيب المختص وهو ما يجب أن لا يستغرق أكثر من 10 دقائق، والثاني إجراء ماموغرام، وكلاهما مرة كل سنة طوال بقية العمر.

ـ النساء ما بين سن العشرين وسن الأربعين عليهن إجراء فحص الثدي لدى الطبيب المختص مرة كل ثلاث سنوات. ومن منهن لديها خطورة الإصابة بسرطان الثدي تناقش أمر إجراء ماموغرام مع الطبيب المختص.

* الأطباء يبحثون عن آثار الترسبات أو كتل الأنسجة في الأشعة

* الصور المأخوذة تظهر باللونين الأبيض والأسود، ويقوم طبيب الأشعة بفحصها بدقة لتبين آثار وجود الأنسجة السرطانية إن كانت، فقراءة صور ماموغرام أمر دقيق أشبه بقراءة وفحص البصمات على حد قول المجمع الأميركي للسرطان. ومن هنا تبدو أهمية مقارنة الصور السابقة لو تمت وهو ما يفيد في الكشف المبكر لو اتبعت المرأة النصائح الطبية بإجراء الفحص مرة كل عام بدءاً من سن الأربعين، الأمر الذي يمكن طبيب الأشعة من ملاحظة أي تغيرات مهما كانت طفيفة في وقت مبكر.

الذي يبحث الطبيب عنه من آثار السرطان هو وجود ترسبات الجير أو الكلس في أنسجة الثدي كبقع بيضاء، إما على هيئة ترسبات كبيرة أو ترسبات دقيقة. الترسبات الكبيرة للكلس في أثداء النساء أقل شأناً وتظهر في الحالات الطبيعية لدى تقدم العمر فوق سن الخمسين عند 50% منهن، 10% دون ذلك السن. اما الترسبات الدقيقة حينما توجد بأشكال معينة فإنها تثير الريبة وهي ما يلزم متابعته أو مقارنته بالصور السابقة، ولو زاد الشك فيها فإن أخذ عينة منها ربما يلزم حينها. الأمر الآخر الذي قد يبدو في صور الأشعة هو وجود كتلة من الأنسجة أو ورم سواء كان بها كلس أو لم يكن. وجود كتلة قد يكون أمراً لا أهمية له وقد يكون غير ذلك، لذا يدرسها الطبيب من عدة نواح تتعلق بقدر حجمها وانتظام شكلها ونعومة أطرافها وسطحها. كما أن الكتلة أو الورم قد تكون عبارة عن كيس يحتوي سائلا مما يستلزم فحصها بالأشعة فوق الصوتية وأخذ عينة من السائل فيها للفحص. وبعضها يحتاج إلى متابعة بأخذ صور في مراحل من الأشهر التالية. وقد يحسم الأطباء الجدل بأخذ عينة بإبرة مباشرة لفحصها وتبين طبيعة الخلايا فيها أو إزالة الورم ومن ثم فحصه، فالماموغرام لا يدل في الغالب على طبيعة الورم بقدر ما يدل على وجوده ومكان ذلك وحجمه. ولا داع للقلق من إجرائه إذْ ان تشخيص وجود ورم سرطاني لا يتجاوز واحد من كل ألف ماموغرام، و10% من النساء سيحتجن لمزيد من الفحوصات بعده، ومنها أخذ عينة التي تطلب فقط في 8% فقط من هذه العشرة بالمائة، يثبت في 80% من الحالات أنه ورم حميد.