النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام

TT

سيطرح في صيدليات بريطانيا علاج لمرض هشاشة العظام يؤخذ مرة في الشهر، فلقد صرحت الشركة المنتجة لعقار بونفيفا المحتوي على مركب بايوفسفونيت أنها طريقة أفضل لضمان تناوله وسهولة تحقيق الفائدة منه في زيادة كتلة العظام. الدواء، كما قال الدكتور مايك ستون من مستشفى لاندوف في كاردف، من أكثر علاجات هشاشة العظام شيوعاً ويؤثر بشكل إيجابي كبير في تقليل نسبة الإصابة بكسورها وتتقبله المريضات بشكل جيد، لكن البعض منهن يواجهن صعوبات نتيجة ضرورة تناوله على معدة خاوية وعدم تناول الطعام بعد ذلك مباشرة، مما يجعل توفر العلاج كجرعة شهرية أيسر في التقبل، على حد وصفه.

وقد كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن مرض هشاشة العظام بين السيدات، حيث إنهن الأكثر أصابه بهذا المرض مقارنة بالرجال وتصل نسبه إصابتهن الى ست سيدات لكل رجل واحد. واهتم الأطباء ووسائل الإعلام بهذا المرض لكثرة الحديث عنه في جميع طبقات المجتمع المختلفة وعن علاجه الذي أصبح موضة هذا العصر بدون أسس علمية أو طبية صحيحة، فمعرفة طبيعة المرض وطرق تشخيصه السليمة من أهم الأمور المؤدية لسبل العلاج السليم.

فليس كل من اشتكى من ألم في العظام أو أصيب بكسر ما في قدمه أو يده مصابا بهشاشة العظام.

أسباب هشاشة العظام

* إن كثرة إصابة السيدات بمرض هشاشة العظام في الآونة الأخيرة فرضته عدة عوامل من أهمها:

ـ ازدياد متوسط عمر الإنسان، اذ يصل الى حوالي الثأمنة والسبعين بين السيدات، والسبعين بين الرجال. هذا بعدما كان متوسط العمر بين الأربعين والخمسين في أربعينات القرن الماضي،أي أن السيدات اليوم أصبحن يعشن حوالي نصف عمرهن بعد انقطاع الدورة الشهرية. وبما أن السبب الرئيسي هو انقطاع الدورة الشهرية، فإن المرض يأخذ في التقدم بهدوء طوال فترة ما بعد انقطاعها.

ـ نمط الحياة الميسر الذي تعيشه معظم سيدات هذا العصر، يساهم في قلة الحركة وتناقص الأنشطة الحياتية مع عدم تعويض ذلك بممارسة أي نشاط رياضي، الأمر الذي يضعف العظام، ولا يعلم لماذا يحصل هذا لكن البعض يرى أن قلة الحركة لا تعطي مجالاً لتدفق الدم داخل جميع أجزاء الجسم وخاصة العظام مما يقلل من وصول الغذاء لها، وبالتالي لا تستمر في المحافظة على ما تحتويه من الكالسيوم والأملاح الأخرى.

ـ تناول بعض العقاقير الطبية لفترات طويلة يؤدي الى حدوث مرض هشاشة العظام كالكورتيزون وبعض أدويه الاكتئاب وغيرها من الأمراض.

ـ هناك ارتباط مباشر بين بعض العادات السيئة كالتدخين وغيره وبين هشاشة العظام بما لا مجال للشك فيه.

ـ عدم تناول المنتجات الغذائية المحتوية على الحليب ومشتقات الألبان بكمية سليمة وكافية في سن المراهقة والعشرينات يؤدي الى الإصابة بالمرض أيضا، فتناول هذه الأغذية يؤدي الى وقاية نسبية من المرض نظرا للمخزون الذي يتم الحصول عليه والذي يعد ذخراً للمستقبل. التشخيص والوقاية

* هشاشة العظام مرض غير مؤلم بشكل عام ولكن قد تصاحبه بعض الآلام في أسفل الظهر نتيجة كسور بسيطة ودقيقة داخل العظام نفسها، لكن خطورة المرض تتمثل في ازدياد قابلية العظام لحدوث الكسور والتي غالباً يتم تشخيص المرض بعد حدوثها. وبشكل عام لا يمكن تشخيص المرض بالاعتماد على الكشف الإكلينكي (السريري) الظاهري بأي حال من الأحوال، بمعنى أن عدم وجود ألام في العظام عند فحصها لا يعني بالضرورة أن هشاشة العظام غير موجودة وحتى لو كانت صور أشعة اكس سليمة. لذا لا بد من إجراء فحوصات أدق كقياس كثافة العظام من خلال جهاز قياس كثافة العظام للتشخيص الدقيق للوصول الى معرفة درجة ونسبة الهشاشة كي تتم المتابعة الصحيحة للعلاج وتقييم مفعوله .والوقاية خير من العلاج مثل ينطبق تماماً على هشاشة العظام العلاج، فبممارسة الرياضة وتناول مشتقات الألبان والتعرض لأشعة الشمس المباشرة وغير الحارقة في الأوقات المناسبة ولمدة كافية مهم في تنشيط فيتامين دي، وكذلك تناول حبوب الكالسيوم وفيتامين دي خلال فترة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية . بعدها تأتي الوقاية التعويضية في الفترة التي تعقب انقطاع الدورة الشهرية، التي تؤخذ فيها بدائل الهرمون الأنثوي وهي ما كثر الحديث عنه أيضا، لتسببها في حدوث بعض أنواع الأمراض السرطانية للأعضاء الأنثوية كالثدي والرحم والمبيض ولا تزال محل خلاف بين الأطباء.

لكن هناك بعض الأدوية الحديثة مثل التموكسفين التي تعمل كالهرمون الأنثوي في تأثيراتها المفيدة على الجسم وبدون ظهور الأعراض الجانبية على الثدي والرحم والمبيض، وهي ما قد انتشر استخدامه وأتى بنتائج مرضية جدا حتى الآن.

ولابد أن تكتمل الوقاية بتناول الكالسيوم وفيتامين دي بكمية لا تقل عن 1000 الى 1500ملجم يوميا وهي ما يحتاجه الجسم بعد انقطاع الدورة الشهرية.

العلاج

* إذا ما حدثت هشاشة العظام وتم تشخيص وجودها فإن الوضع يصاحبه ازدياد نسبة حدوث الكسور وخصوصا عظام عنق الفخذ والفقرات القطنية. والعلاج هنا يجب أن يضاف اليه بعض الأدوية التي تعيد بناء العظام مرة أخري التي منها أنواع كثيرة يحدد الطبيب المعالج نوعها المناسب لكل حالة على حدة ولا يمكن تعميم العلاج بأي شكل من الأشكال في هذه المرحلة لكل الحالات وذلك لاختلاف وظيفة كل نوع من هذه الأدوية عن الآخر.