صيام مرضى ارتفاع ضغط الدم والربو صحي سوى في حالات نادرة

TT

مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني يصيب طائفة غير قليلة من أفراد المجتمع، من الجنسين، ومن كافة الجنسيات، مما يستدعي توجيه رسائل لهذه الشريحة من المرضى بحيث توجه رسالة لكل مريض حسب الحالة التي يعاني منها. ويفترض أن يتوجه المريض إلى طبيبه الخاص وسؤاله عن إمكانية الصيام من عدمه قبل الشروع في هذه الشعيرة العظيمة.

أوضح الدكتور سعيد الغامدي استشاري الأمراض الباطنية والكلى بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة أنه لا يوجد مانع طبي يرجح عدم صيام مرضى ارتفاع الضغط إلا في بعض الحالات النادرة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع مفرط وشديد في ضغط الدم أو ما يسمى بارتفاع الضغط الخبيث والذي يحتم إعطاء جرعات متكررة وعلى فترات قد تكون متقاربة من أدوية تخفيض الضغط، مما يجعل الصيام صعب التحقيق، ناهيك عن احتمال حصول مضاعفات في حالة عدم الانتظام في أخذ العقاقير في وقتها. كما أوضح الدكتور الغامدي أنه توفرت في الفترة الحالية أدوية تعطى للمريض مرة كل أربع وعشرين ساعة، وساعدت هذه الأدوية مرضى التوتر الشرياني على الصيام من دون مشقة.

وأخيراً نصح الدكتور الغامدي بأخذ العقاقير في أوقاتها وعدم التساهل في ذلك كما أن الإقلاع عن عادة تناول الملح بكمية زائدة وتجنب الوجبات المملحة يساعد بصفة داعمة في التحكم في هذا المرض والذي عرف ويعرف بالقاتل البطيء نظرا لقلة أعراضه وتساهل المرضى في علاجه مما ينتج عنه مضاعفات كثيرة تضر بصحة الإنسان. الأمراض الصدرية

* يعتبر مرض الربو أو حساسية الشعب الهوائية من أكثر الأمراض الصدرية المزمنة في بلدنا والتي تستدعي استخدام البخاخ باستمرار أو استخدام الأدوية الموسعة للشعب الهوائية على شكل بخار عن طريق الكمامة. وإذا كان المرض شديداً فذلك يستدعي استخدام الأوكسجين طوال 24 ساعة.

أوضح الدكتور سالم محمد الفيفي استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة أن معظم هؤلاء المرضى الذين يحتاجون في علاجهم إلى استخدام البخاخ أياً كان نوعه حتى الذي يطلق العلاج على شكل بودرة (مسحوق) يمكنهم الصوم. وأكد أن هذا النوع من العلاج لا يفطر الصائم بإجماع أهل العلم وذلك لخلوه من المواد المغذية، وأيضا لا يتأثر صوم المريض باستخدام موسعات الشعب الهوائية على شكل بخار عن طريق الكمامة.

كما بين الدكتور الفيفي أن العلاج عن طريق الأوكسجين لا يعتبر مفطرا لأنه غاز وجميع البشر يتنفسون غاز الأوكسجين عديم الطعم والرائحة. كما نوه الدكتور الفيفي إلى أن استخدام العلاجات المذكورة والتي لا تتعارض مع ما حرم الشارع في رمضان، سوف يمد الصائم بالصحة والقوة لإكمال صومه وفي الوقت ذاته يجنبه أعراض هذه الأمراض ومضاعفاتها.

وعن فوائد الصيام على مرضى الرئة أوضح الدكتور الفيفي أن تقليل المجهود الذي تبذله أجهزة الجسم عادة لهضم وامتصاص ما تحتويه الوجبات الثلاث الرئيسية باليوم يعطي طاقة أكثر للنفس، كما وأن إيقاف التدخين نهائياً أو لفترة نهار رمضان سوف يساعد على تحسين الصحة بشكل عام ويحسن من وظائف الرئة بشكل خاص. ويفضل إعطاء المرضى متعاطي الحبوب أو الكبسولات متعددة الجرعات، تحضيرات دوائية ذات جرعة يومية واحدة تظل في الدم مدة أطول. أما بالنسبة لسحب الدم بغرض التحليل فإنه لا يفطر ولكن إعطاء المحاليل المحتوية على مواد غذائية كالجلوكوز تفطر بلا شك. ويفضل عدم الصيام لمن كان جسمه منهكاً وضعيفاً لا يقوى ولا يتحمل الصوم أو أن علاجه يستلزم استخدام أدوية مفسدة للصوم أثناء نهار رمضان.

خلوف فم الصائم

* رائحة الفم حالة شائعة جداً، ويصاب حوالي 20% من الناس برائحة فم مزعجة ومتفاوتة الشدة.

ويصرف المواطنون مبالغ كبيرة من الأموال لعلاج هذه الحالة كشراء المستحضرات الخاصة برائحة الفم من علك أو غسيل للفم ومصاريف مراجعة الأطباء وأطباء الأسنان. ويتأثر المصابون بهذه الحالة بدرجات متفاوتة تتراوح ما بين التأثير الاجتماعي إلى درجة متقدمة قد تصل إلى فقدان الوظيفة.

ويجب التمييز بين رائحة الفم كحالة مرضية وبين رائحة الفم التي يعاني منها الناس عندما يستيقظون من النوم ويعالجونها بسهولة بالفرشاة والمعجون أو بغسيل الفم، ولا تعتبر بالتالي حالة مرضية تستدعي الانتباه. وهي تظهر بسبب الصيام الطويل خلال فترة النوم وينطبق عليها تعريف «خلوف فم الصائم». والخلوف لا يزول بالسواك لأن سببه قائم وهو خلو المعدة من الطعام. وإنما يزول أثره، وهو المنعقد على الأسنان واللثة.

وعن رائحة الفم المرضية يوضح الدكتور صالح فهد العبد الواحد، استشاري أمراض الأنف والأذن وجراحتهما بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة انها تتميز بصدور الرائحة بشكل مستمر، وتكون ملحوظة من الأشخاص المحيطين.

وهناك أمراض متعددة تسبب رائحة الفم المزعجة، فقد تصدر الرائحة عن مشكلة في الأنف مثل وجود جسم غريب في تجويف الأنف لدى الأطفال، أو أن المشكلة قد تنتج عن الجيوب الأنفية، أو أن تجويف الفم قد يحوي على قرحة مزمنة أو أن المشكلة قد تكمن في الأسنان مثل وجود تجاويف مجاورة للأسنان تسمح بتراكم الأطعمة وتعفنها.

والجدير بالذكر أن تسوس الأسنان بحد ذاته لا يسبب رائحة فم كريهة إلا إذا كان النخر كبيراً ويسمح بتراكم الأطعمة فيه. أما الجراثيم المسببة للتسوس فلا تسبب بحد ذاتها رائحة. وعدم العناية بالأسنان الطبيعية أو الصناعية وتنظيفها جيداً يعتبر سبباً مباشراً لرائحة الفم.

وقد كان يُعتقد أن أمراض الجهاز الهضمي تسبب رائحة للفم إلا أن هذا لم يثبت حالياً فكما هو ملاحظ أن كثيراً من المرضى المصابين بالارتجاع الحمضي المعدي أو بقرحة المعدة لا يشتكون من رائحة الفم.

وقد تنتج رائحة الفم من وجود تجويف في اللوزتين تتراكم فيه بقايا الأطعمة لعدة أيام وتتعفن وبالتالي تصدر رائحة كريهة مزعجة. ويشتكي المرضى غالباً من خروج مادة صفراء ذات رائحة كريهة وتتحسن الحالة لبضعة أيام ثم ما تلبث أن تعود بعد تراكم أطعمة جديدة فيها.

إن درجة حرارة تجويف الفم 37 درجة مئوية ومستوى الرطوبة فيه مرتفعة وتشبه درجة حرارة ورطوبة الفم نفس حرارة ورطوبة غابات الآمازون وهي بيئة مناسبة جداً لتكاثر الجراثيم والفطريات ولذلك سرعان ما تتكاثر الجراثيم على بقايا الطعام المتراكم وتصدر رائحة الطعام الفاسد.

ومن المفيد أن نعرف أن هناك أكثر من 300 نوع مختلف من الجراثيم التي تعيش في تجويف الفم بصورة طبيعية. وتعتبر الجراثيم التي تفرز المادة الكبريتية (Sulphur compound) هي المسؤولة عن رائحة الفم المزعجة.

ويسأل الناس كثيراً عن المحاليل المطهرة التي تستخدم لمنع رائحة الفم وجدواها، وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف خصائص المحلول فمثلاً يحتوي محلول (Listren) على زيوت أساسية تمنع تكاثر الجراثيم. وهناك حبوب للمص مثل (Cepacol) ولم يثبت بالتجربة أن هذه المستحضرات تمنع تكاثر الجراثيم، المصدر لرائحة الفم.

ويحتوي محلول (كلورهكسيدين) (Chlorhyxidene) أو معجون الأسنان الذي يحتوي على هذا المركب على خصائص مضادة للباكتيريا المثيرة لرائحة الفم وهو الوحيد الذي يقوم بهذا المفعول.. ولذلك فإن استعماله يمنع تشكل الطلاء (Plaque) ويجب الحذر حيث أن استعماله بشكل مستمر ومتكرر قد يؤدي إلى إصابة الأنسجة المخاطية بالتقرحات وتغير طعم الطعام.

ويجب التمييز بين الأشخاص المصابين برائحة الفم ويشتكون منها وبين الناس المصابين بهذه الرائحة دون أن يعرفوا عنها، ويتم اختارهم من الأشخاص القريبين منهم وفي هاتين الحالتين يمكن لأي شخص قريب أن يشم هذه الرائحة. أما النوع الثالث من المرضى فهم يشتكون من رائحة فم إلا أنه لا يمكن لأي شخص آخر أن يميز هذه الرائحة. وفي هذه الحالة يفيد استخدام الطرق الحديثة لقياس رائحة الفم. وهناك طرق متعددة لقياس شدة رائحة الفم في المراكز المتخصصة مثل استعمال جهاز خاص يقيس مستوى المواد الكبريتية المستقبلة في تجويف الفم. يسمى هذا الجهاز (Halometer). وبتحديد درجة المواد الكبريتية في الهواء الموجود في تجويف الفم يمكن التعرف على شدة المرض.

أما التدخين فمضاره على الأسنان وتسببه في تقرح الفم وسرطان الفم بالإضافة إلى رائحة التبغ المتعفن فور امتزاجه باللعاب فلا تحتاج إلى أي شرح. وللحفاظ على رائحة فم منعشة ينصح بتناول الفواكه الصلبة مثل التفاح والجزر واستخدام فرشاة الأسنان على اللسان أيضاً. وهناك فرشاة خاصة لهذا الغرض، كما أن استخدام محاليل غسيل الفم أو معاجين الأسنان التي تحتوي على مركب (Chlorine dioxide) بدرجة معتدلة يمكن أن يحسن رائحة الفم.