بين الصواب والخطا

TT

جفاف العين واحمرارها > من الأخطاء الشائعة أن يظل الواحد منا يتألم دون أن يأخذ المشورة الطبية المتوفرة في كل مستشفى أو مركز صحي أو حتى عيادة طبية. فكثرٌ هم أولئك الذين يعانون من أعراض في العين مثل وخز وحرقان وحكة بالعين، وجود مخاط في شكل خيوط حول العين وداخلها، سرعة تهيج العين عند التعرض للدخان والرياح، وصعوبة في لبس العدسات اللاصقة عن المعتاد. تتطور الحالة إلى الشعور بالسخونة في العين التي تبدو حمراء ومنتفخة وغائرة! هذه الحالة شائعة جداً في مجتمعنا وهي «جفاف العين» التي تحدث عندما لا تفرز العين القدر الكافي من الدموع التي تساعد على ترطيبها ومنع التهابها. فالدموع تفرز بشكل طبيعى بمعدل بطيء وثابت لتساعد على تشحيم وتسهيل حركة العين.

ويقل إفراز الدموع بشكل طبيعي مع التقدم في العمر وبنسبة أعلى في النساء عن الرجال وبالذات بعد سن اليأس. كما قد تسبب بعض الأدوية جفاف العين من خلال تأثيرها على تقليل إفراز سوائل الجسم ومنها الدموع مثل الأدوية المدرة للبول، المسكنات ومضادات الحساسية، أدوية الأعصاب، الأقراص المنومة وبعض أدوية الضغط.

من الخطوات الهامة التي ننصح بها في مثل هذه الحالة تجنب التعرض لتيارات الهواء الساخنة بمراعاة عدم توجيه أي تيار هواء مثل مجفف الشعر باتجاه العين، والحفاظ على درجة رطوبة مناسبة في جو المنزل وخاصة في المواسم الحارة ويستحسن إبقاء درجة الرطوبة بين 30 ـ 50 بالمائة. كما ينصح أطباء العيون باستخدام الدموع الصناعية وهي نوع من المستحضرات الطبية التي تشبه دموع العين الطبيعية وتحتوي على مواد تحتفظ بالمياه في العين. ولا بد من استخدام نظارات حماية العين الخاصة بالسباحة والنظارات الشمسية ذات الحواف والوقاية الجانبية التي تغطي العين بشكل كامل خاصة عند التعرض لحالة العواصف أو الأتربة وأيضاً لتقليل تبخر الدموع. وأخيراً يجب استشارة الطبيب إذا استمرت الحالة أو ظهرت أعراض أخرى متقدمة.

تعديل الحاجز الأنفي > من الأخطاء الشائعة أن تبدأ حاسة الشم في الاضمحلال والانعدام ولا يعرها المريض اهتماماً كافياً ولا يسعى لإيجاد السبب وراءها إلى أن يفقدها كلياً ثم يتبع ذلك فقدانه لحاسة التذوق.

وبعدها يبدأ المريض في بحثه عن العلاج عندما يصبح صعباً أو مستحيلاً! ان فقدان حاسة الشم يحدث في كثير من الأحيان كإشارة لسبب بسيط إذا عولج مبكراً يحدث شفاء تام. وبالطبع يفقد المريض حاسة التذوق إذا أهمل علاج فقدان حاسة الشم وذلك لارتباطهما ببعض من الناحية الفسيولوجية. وترجع أسباب فقدان هذه الحاسة لكثير من المسببات أهمها انسداد فتحتي الأنف لوجود كميات من السوائل بتجويفها، وحساسية الأنف المزمنة والتهاب الأعصاب الطرفية للأنف نتيجة الإصابة بالإنفلونزا، كما إن انحراف الحاجز الأنفي الشديد وتضخم قرنيات الأنف لهما دور في التأثير على حاسة الشم.

أما عن الحاجز الأنفي فإن القليل من البالغين يحتفظون بحاجز انفي سليم، والغالبية منهم يعانون من انحراف فيه نتيجة النمو الطبيعي للإنسان أكثر منها نتيجة إصابة، حيث يحدث امتداد أو نمو مفرط للخلايا الغضروفية وربما الخلايا العظمية أيضاً مما يسبب بروز جزء في الحاجز سواء في الجهة اليمني أو اليسرى. كما إن متعاطي الكوكايين بشكل مزمن يعانون من نفس المشكلة.

وفي أغلب الأحيان لا يسبب اعوجاج الحاجز الأنفي أية مشكلة صحية، والبعض الآخر من الناس يعانون من انسداد الأنف وصعوبة في التنفس، ونزيف متكرر من الأنف أو أحياناً عدوى بالجيوب الأنفية. وفي هذه الحالة قد يقرر الطبيب المختص التوجه إلى الجراحة لأنها الحل الأمثل لتقويم الحاجز الأنفي.

النوم الطبيعي > من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات العربية الإفراط في السهر في شهر رمضان الكريم بل مواصلة السهر ليلاً حتى بزوغ فجر اليوم التالي ومن ثم النوم نهاراً حتى موعد الإفطار، اعتقاداً منهم أن السهرَ ليلاً والنوم نهاراً أفضلُ لتحقيق أهداف شهر رمضان ووسيلة لاستغلال الوقت وعدم الملل منه، غير مدركين حقيقة الأمر من الوجهة العلمية وإن كان مخالفاً أيضاً من الوجهة الدينية لأهداف الشهر الفضيل! النوم من العمليات المعقدة التي تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وقدرته، والذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وجعل جسمه ينشط ويعمل في النهار وينام ويستريح في الليل، ويتعرض لمشاكل صحية عديدة إذا ما خالف هذا النظام وحاول قلب الأوضاع بإطالة السهر، فإنه سوف يُحرم من إفرازات هورمونات هامة في جسمه، مسؤولة عن إكساب الجسم القوة العضلية والقوة الذهنية. ولا يتم إفرازها بالصورة الطبيعية إلا في ساعات النوم حيث يخيم الظلام ليلاً. ومنها هورمون ميلاتونين الذي يفرز أثناء النوم ليلاً وهو مسؤول عن إعطاء الجسم الحيوية والنشاط وإكسابه المزيد من المناعة ضد الإصابة بالأمراض المختلفة بما فيها الأمراض الخبيثة. فهورمون الميلاتونين يؤدي دورا وقائيا في مهاجمة الأمراض الخبيثة وإعاقة نمو الخلايا السرطانية كسرطان الثدي والبروستات. ولا شك أن للنوم ليلاً فوائد عديدة مثل إبطاء عمل الجهاز العصبي السمبثاوي الذي يمنح مزيداً من الراحة لجميع أجهزة الجسم، وخصوصا القلب والجهاز العصبي والجهاز التنفسي.

ولذلك يلاحظ أن الذين تعودوا سهر الليالي قد حرموا أنفسهم من تلك الفوائد، فمنهم من يعاني من الكسل والهزال وضعف البنية الجسدية ومنهم من تعرض لزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب المختلفة، وكثير منهم يعانون من احمرار العينين ونقص حدة الإبصار، وفئة أخرى يعانون من حالات التوتر والقلق والهذيان والتشتت الذهني. وقد سُجلت بعض الحالات التي أصيب أصحابها بالجنون من كثرة السهر ليلاً والحرمان من النوم الطبيعي.

عليه ننصح بأن نحاول تكييف أوقاتنا بطريقة صحية وعلمية ونبرمجها بحيث يكون نومنا طبيعياً كماً ونوعاً بقدر المستطاع.