اضطراب الذاكرة أهم أعراض مرض الزهايمر

ارتباط وثيق بين الخرف وتقدم العمر

TT

في محاضرة ألقاها بمنتدى شومان حول الذاكرة ومرض الزهايمر قال وزير الصحة الأردني الأسبق واستشاري أمراض الدماغ والأعصاب الدكتور اشرف الكردي: انه مع ازدياد متوسط عمر الإنسان اليوم في أنحاء العالم ظهرت أنماط جديدة من الأمراض العصبية مما له علاقة مباشرة مع ازدياد العمر، فظهر مرض الزهايمر وأمراض الخرف المتعلقة بضمور الدماغ في مراكز مختلفة منه ومضاعفات إدراكية وعقلية لكثير من الأمراض المزمنة.

وأضاف أن مرض الزهايمر هو لون من الخرف القشري أي الناجم عن ضمور القشرة المخية، ويتميز بفقدان الذاكرة للأحداث القريبة بينما يحتفظ المريض بقدرته على تذكر الأحداث البعيدة القديمة. ويبلغ معدل انتشار مرض الزهايمر نحو 5 ـ 10% ممن تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، بينما قد يصل إلى 50% مع بلوغ الخامسة والثمانين وما فوقها.

وفي البلدان العربية لا توجد احصاءات معتمدة في هذا المرض وبدأنا حديثا في الأردن هذه الدراسة بعد أن تم تشكيل جمعية خيرية لهذا المرض.

ويمر الزهايمر بثلاث مراحل مرضية هي:

المرحلة الأولى: غالبا ما تأتي هذه المرحلة دون الانتباه لها أو يتجاهلها الأقرباء والناس وربما يرجعونها لتقدم العمر أو الشيخوخة فظهور هذا المرض بصورة تدريجية وعابرة يصعب تحديد وقت بدايته ويجب ملاحظة ظهور الأعراض التالية:

> صعوبة في التعبير مثل التأتأة، أو يقول كلمة ويسكت بعد فترة ويقول كلمة ثانية أو قد لا يتذكر الاسم أو يتكلم في موضوع ليس هو المقصود.

> فقدان ملحوظ للذاكرة الحديثة، خاصة لفترات قصيرة.

> عدم تقدير قيمة الوقت ونسيان الأماكن المعروفة أو المألوفة وصعوبة في اتخاذ القرارات أو التردد في اتخاذها.

> مظاهر من الاكتئاب والغضب.

المرحلة المتوسطة: وهي تظهر كلما تقدمت حالة المريض وزادت المشاكل وأصبحت أكثر وضوحا وظهر ضعف المريض وقدرته على ممارسة الحياة اليومية فتظهر عليه العلامات التالية:

> فقدان الذاكرة بشكل حاد ولافت للانتباه، خاصة الأحداث التي وقعت قبل فترة قصيرة.

> عجز المريض عن القيام بالأعمال المنزلية كالطبخ والتنظيف والترتيب وشراء الحاجيات الضرورية ويصبح المريض بطيئا جدا في التحدث والاستيعاب والتعبير.

> المريض يكون بحاجة للمساعدة للحفاظ على نظافته الشخصية وارتداء ملابسه وقضاء احتياجاته الشخصية.

> تظهر علامات واضحة في ضعف قدرته على ايجاد الكلمات المناسبة أثناء الحديث فتظهر عنده حالات من الاكتئاب والحزن.

> ظهور بعض التصرفات الشاذة والغريبة وشعوره بالضياع في محيطه القريب وقد تظهر حالات من الهذيان.

المرحلة المتقدمة: عبارة عن ازدياد في فقدان الذاكرة والتصرفات والسلوك ومن أهم الأعراض التي تظهر في هذه المرحلة هي: مصاعب في الأكل والتغذية، عدم القدرة على التشخيص ومعرفة الأقارب والأشياء المألوفة، صعوبات في فهم الأحداث وتفسيرها، عدم القدرة على الحركة في البيت وصعوبة في المشي فيلزم الفراش، ضعف القدرة على التحكم في البول والبراز وحدوث تصرفات غير لائقة أو مقبولة اجتماعيا.

إن التشخيص الطبي المبكر ضروري جدا وهو الخطوة الأولى لفهم حالة المريض والتعامل معه في مستقبل أيامه وهي ضرورية لتزويد المختصين والمعالجين بالوسائل الضرورية والفعالة للتصدي للحالة.

تقدم العمر، ووجود تاريخ عائلي، النساء أكثر عرضة لمرض «الزهايمر» من الرجال، ربما لكونهن أطول عمرا وأكثر عزلة اجتماعيا، واقل تعليما. إصابات الرأس، الجلطة الدماغية ومرض السكري وتضخم البطين الأيسر للقلب عوامل خطر مهمة تهيئ المريض للإصابة «بالخرف الوعائي»، الأشخاص ذوو المستوى التعليمي المنخفض، التدخين، التعرض لتركيزات عالية من الالومنيوم في المحاليل المستخدم في غسيل الكلى، التعرض لمشتقات البتروكيماويات في مجال الصناعة.

وقد تسبب بعض الأمراض المرتبطة بوظائف الأعضاء المهمة أو الغدد وعديد من الأدوية، حالة من اختلاط الذهن الحاد أو المزمن في الشيوخ ويصعب تمييزها من الخرف، واهم الأسباب في هذا الصدد ما يلي:

ـ القصور الكبدي والكلوي.

ـ اضطرابات الغدد الصم مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو نقصه، فرط نشاط قشرة الغدة فوق الكلوية أو نقصه. ـ نقص فيتامين ب 12 وحمض الفوليك والثيامين.

ـ التسمم الدوائي بالمنومات أو مضادات الشلل الرعاش.

والخرف القابل للشفاء يتميز ببداية مفاجئة ويختفي بمجرد زوال السبب أو تصحيحه ولعل المهمة الأساسية للطبيب هي التمييز بين التغيرات العقلية المرضية لدى المسنين والضعف العقلي المصاحب للشيخوخة، وكذلك التفريق بين أنواع الخرف القابلة للشفاء وغير القابلة للشفاء.