إصابات خدش القرنية

نصائح صحية للعناية بالعين بعد وقوع الحالة وسبل الوقاية منها

TT

تعمل القرنية كنافذة صافية لحماية مقدمة العين ولتسهيل مرور الضوء كي تكون الرؤية واضحة للإنسان. وخدش هذا الجزء المهم من العين وحصول تسلخ فيه يؤثر على قدرة الإبصار وصفاء الرؤية أولاً، كما أنه ثانياً قد يكون مرتعاً لنمو الجراثيم كالفيروسات أو البكتريا وحتى الطفيليات التي قد يصعب علاجها ما لم يتم التعامل السليم مع حالات الخدش هذه.

حينما ننظر إلى الأمر نجد أن أسباب خدش القرنية متعددة مما هو موجود حولنا كالرمل المتطاير والغبار والأوساخ وقطع الخشب الصغيرة وأدوات الحلاقة وغيرها كثير. وأحياناً يحصل الخدش دون تذكر المصاب أي من هذه الأمور نظراً لأن بعض الناس لديهم ضعف في بنية القرنية أو أن الأمر حصل قبل عدة أسابيع لكن لم تلتئم الخدوش ويشكو منها المرء في ذلك الحين. والمعروف أن القرنية جزء حساس يتغذي بشبكة قوية من أعصاب الإحساس مما يبرر الشعور القوي بالألم حين تعرض غالب الناس لخدشها، بل ان البعض قد يعاني من صداع في الرأس أو ضعف في الرؤية أو احمرار العين مع زيادة تدفق الدمع.

كيف نتصرف؟ التعامل السليم مع أي شيء يصيب القرنية هو أمر أساسي لأهميتها ولسهولة تأثرها في نفس الوقت. من هنا لو أحس أي إنسان أن شيئاً ما دخل إلى العين بين الجفون أو أن شيئاً أصاب القرنية بشكل مفاجئ فإن تمالك الأعصاب مهم، واللجوء إلى غسل العين عبر تمرير الماء عليها والجفون مفتوحة هو أول شيء «كما أن سحب الجفن بلطف تحت نظر المرآة وإخراج ما علق بين الجفون أو الطبقات الخارجية للعين دون التعرض لما دخل في العين أو ما علق بالقرنية خصوصاً وترك ذلك للطبيب ليحسن التعامل معه. كما يجب تجنب فرك العين بشدة أو تكرار ذلك.

ما سيقوم به الطبيب مهم جداً عند إصابات العين أو القرنية» فهو سيزيل ما علق أو دخل فيها كما أنه سيتولى فحص طبقة القرنية من خلال تقطير صبغة الفلورسين البرتقالية ومعاينتها بجهاز المقطع الضوئي في عيادته، وهو سيرى إن كانت هناك ضرورة لقطرات المضاد الحيوي أو مراهم وقطرات الترطيب وغيرها من صنوف العلاج.

هناك العديد من الأمور التي لو تنبه البالغ أو الوالدان بالذات لها لأسهمت بشكل كبير في الحد من تعرض قرنية العين للأذى خاصة من هو عرضة لذلك كالأطفال وكبار السن والعمال وغيرهم.

تقليم أظافر الأطفال ومتابعة ذلك بالصفة السليمة وإبعاد ما قد يؤدي إلى خدش القرنية من الأشياء التي تكثر في محيط لعب الأطفال أو وجودهم كالآلات الحادة أو الألعاب المتحركة بشكل غير منضبط أو أقلام الرصاص ذات المقدمة الحادة أو الأوراق الصلبة والحرص على تقليم أطراف أشجار الحديقة وغيرها مما لو تأملت الأم فيما هو حول الأطفال منها لأدركت المقصود.

كما أن التعامل السليم مع العدسات اللاصقة والعناية بها أثناء الوضع أو الخلع ضروري للبالغين مع الحرص على تجنيب الصغار والمراهقين استخدامها ما أمكن. وعدم استخدامها في حال الشكوى من أي أعراض في العين هو شأن مهم كذلك.

أما الذين تعرضهم أعمالهم لإصابات القرنية فإن أبسط الأمور هو الحرص على ارتداء ما يقي العين من النظارات الخاصة سواء أثناء التعرض للرمال أو الغبار أو في ممارسة مهن خاصة كالنجارة أو الحدادة وغيرهما.