بين الصواب والخطا

الفصام مرض عضوي

TT

> من الأخطاء الشائعة في معظم مجتمعات العالم، النامية منها والمتقدمة، أن يستمر النظر للمريض النفسي المصاب بالفصام إلى الآن على أنه مختل العقل، عدواني الشخصية، به مس من الجن أو السحر، وأن المرض معد لا شفاء منه! الصحيح هو أن الفصام مرض عقلي وليس ازدواجا في الشخصية لأن الازدواج حالة هستيرية تحويلية مؤقتة، ومن ثم فإن الفصام كنموذج للمرض العقلي هو اضطراب في التفكير من حيث المحتوى والشكل والإحساس والوجدان والعواطف والتصرفات والانفعالات. وبالرغم من أن الفصام مرض عضوي بالمخ (اضطراب كيميائي في المخ) يمكن علاجه، إلا أن جزءا كبيرا من العالم يعتقد أن الفصام يحدث نتيجة الأرواح الشريرة والجن والسحر، ويشيع هذا الاعتقاد في كثير من المجتمعات وتكون النتيجة التأخر في العرض على الطبيب المتخصص ـ وعدم الالتزام بما يصفه من العلاج الدوائي وبالتالي التعرض للانتكاس وتأخر الشفاء.

وهناك خلط بين من يعانى من الفصام ومن لديه تخلف عقلي مع أنهما حالتان مختلفتان أشد الاختلاف، فالفصام هو اضطراب في التفكير والعواطف والتصرفات والإحساس، وغالبا ما يظهر في فترة المراهقة المتأخرة أو بعدها. بينما التخلف العقلي هو توقف أو بطء النمو العقلي بما لا يتماشى مع النمو أو العمر الزمني (السن). والدراسات الحديثة أظهرت إمكانية علاج معظم مرضى الفصام داخل أسرهم مع تعضيد الأسرة ومساندتها ضمن برامج علاجية تأهيلية خاصة. وهناك نسبة كبيرة من المرضى تشفى مع العلاج المنتظم والمتكامل، فالتصور الخاطئ بأن الفصام لا شفاء منه أبدا يؤدي إلى اليأس والإهمال وفقدان الأمل والابتعاد وتخلي الأسرة عن المريض وما يصاحب ذلك من الإحباط. ويعتقد الكثيرون بأن أعراض الفصام أعراض معدية وهو خطأ فادح أيضاً يشكل أرضية للتعصب والتفرقة ضد من يعانون من المرض النفسي. إنهم كغيرهم من المرضى الذين يشكون من أمراض عضوية كالضغط أو السكري أو أمراض القلب والكلى أو العضلات أو العيون.

يعالج الفصام كما تعالج هذه الأمراض بالأدوية المناسبة إضافة إلى علاجات نفسية ومساندة اجتماعية من الأسرة. ومرضى الفصام يستطيعون العمل حتى ولو ظهرت عليهم أعراض المرض، فالعمل يساعد على الشفاء من الفصام ويساعد على التخفيف على المريض بالفصام من إحساسه بقلة الكفاءة وعدم الأهمية ويشعره بدوره في الحياة.

* علاج الصداع النصفي > يخطئ الكثير من المرضى الذين يعانون من ألم الصداع في إفراطهم بتناول المسكنات المختلفة والمعروفة بفعاليتها في مقاومة هذا الألم الشديد. ويقع الكثير منهم في مضاعفات تلك الأدوية وتبدأ معاناتهم من الصداع الناجم عن تناولها! يعاني من آلام الصداع النصفي (الشقيقة) 25% من النساء و8% من الرجال طوال حياتهم . والمرأة أكثر عرضة لنوباته ولا سيما في مرحلة سن اليأس لتغير معدلات الهرمونات الأنثوية لديها. وتختلف آلام الصداع النصفي (الشقيقة) عن كل آلام الأنواع الأخرى من الصداع. ويصيب هذا النوع من الصداع جزءا واحدا من الرأس أي بشكل نصفي.

تشير الدراسات الطبية إلى أن 1-5% ممن يتعاطون أدوية مقاومة لهذا الصداع يتعرضون لمضاعفات هذه الأدوية حيث يصبح الصداع مزمناً وسببه زيادة الجرعة المأخوذة من ذلك الدواء عن المحدد والمسموح به، أو تعاطيهم أدوية بدون استشارة الطبيب. الصداع النصفي أسبابه غير معروفة. ويقال إنه يحدث بسبب عدم التوازن بين عنصر الماغنيسيوم وهرمون السيروتونين بالمخ مما يغير في الكهرباء، وفي التفاعل بين أعصابه وشرايينه التي تتحكم في العينين والأنف والفم مما يظهر الألم في مراكز المخ. عكس الصداع العادي الذي تكون آلامه في فروة الرأس.

قد تأتي نوبة الصداع نتيجة عدد كبير من المؤثرات، منها: الأطعمة التى تحتوى على مادة الكافيين ومنتجات الألبان وفول الصويا والثوم واللحوم المدخنة وبعض الفواكه، وكذلك الانفعالات كالغضب والضغط العصبي والقلق أو أي انفعال مفاجىء. كما أن ركوب السيارة أو الطائرة قد يكون سبباً في حدوث الصداع النصفي. وقد يحدث الصداع لسبب بسيط جداً كتغير فجائي في درجة الحرارة أو ضغط الهواء أو الارتفاعات أو الروائح النفاذة أو الأصوات المرتفعة أو الإضاءة الوهاجة.

وللوقاية يجب تجنب مثل هذه المؤثرات مما يقلل من فرصة حدوث النوبة أما إذا كانت النوبات تتكرر 3 مرات أو أكثر في الشهر فيجب استخدام العقاقير الطبية، ومنها الأسبرين أو بابروكسن. ويمكن أيضاً الاستعانة بالارجوتامين وفى حالات تكرار النوبة 3 مرات أو أكثر فى الشهر قد تفيد مضادات البيتا مثل بروبرانالول أو أي عقار آخر ليقلل من نسبة السيروتونين في المخ.

وفي جميع الأحوال ننصح أن يتم أخذ مثل هذه الأدوية بمعرفة الطبيب حتى لا يتعرض المريض للمضاعفات الدوائية.

* عمليات إزالة السمنة > من الأخطاء الشائعة لدى كثير من الناس عن عمليات التخسيس أو التنحيف أنها إجراء دائم وحل نهائي لمشكلة السمنة التي يعانون منها لسنوات عديدة، وأن باستطاعتهم أن يأكلوا ما شاءوا بعدها دون قيد أو شرط! وهذا غير صحيح على الإطلاق، فتراكم الدهون وترهل الجسد يمكن أن يعود إلى ما كان عليه قبل العملية إذا تخلى المريض عن الحمية الغذائية أو التمارين البدنية المنتظمة. فعمليات شفط الدهون مثلاً والتي تجرى لهذا الغرض هي حل مؤقت، لأن النسيج الدهني المتبقي في الجسم بإمكانه أن يقوم وخلال وقت قصير بالنمو السريع ثانية، لتعويض الدهن الذي تم استئصاله، وفي نفس الوقت فإن عملية استئصال الدهن بالمشرط، تترك على الجلد آثار الاستئصال (الندوب) تماما كالتي تبقى على الجسد بعد أية عملية جراحية يتم فيها شق الجلد وهذا معناه أن منظر الجلد يصبح غير جذاب. وللعلم فإن عمليات شفط الدهون تقوم على مبدأ إذابة الدهون المتراكمة وشفطها ومن ثم القضاء على الترهل والسمنة، ومن أهم عوامل نجاحها التزام المريض بحمية غذائية مقننة بعد العملية إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وتعد هذه العملية من الناحية العلمية والعملية من الجراحات التجميلية الكبرى، التي تحمل آثاراً خطيرة وإن كانت نادرة الحدوث، وهي لا تلائم الكثيرين من شرائح المجتمع كمرضى داء السكري أو أمراض الرئة أو أمراض الدم، ومع هذا فهي تحظى برواج واسع لدى المصابين بالبدانة والذين يرونها ـ وبشكل خاطئ ـ بديلاً سهلاً لأنظمة الحمية الغذائية المرهقة. وكم من مريض أجرى مثل هذه العملية مندفعاً بهدف التخلص من الأرطال الزائدة في وزنه وبدون أن يتهيأ للعملية قبل إجرائها ويستعد لها الاستعداد التام نفسياً وجسمياً، وما لبث بعد العملية بفترة قصيرة أن عاد وزنه لما كان عليه قبل العملية تقريباً.

ومن أهم أسباب نجاح عمليات إزالة السمنة هو التحضير الجيد قبل العملية وحسن الاختيار من قبل الجراح بحيث يكون ـ مؤشر السمنة لدى الشخص يفوق 35 كيلوغراما أكثر من وزنه الطبيعي، ثم المتابعة بانتظام لدى الطبيب المعالج بعد العملية. ـ ويبقى عليه الالتزام بالحمية الغذائية وممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي حتى يحصل على النتيجة المطلوبة.