شفط الدهون.. مطلب للجمال أم ضرورة صحية؟

يمكن إجراء عملياتها عندما تفشل الحمية الغذائية وتعجز التمارين الرياضية

TT

الجمال حقيقةٌ خُلقت مع خلق الإنسان على سطح الأرض، والمظهر الجذاب والجسم المتناسق والثقة بالنفس مطلب أساسي منذ القدم، من اجل الإقدام والمنافسة في مختلف وجهات الحياة، وبالتالي فإن محاولات التجميل غالبا ما تكون مترافقة مع ظروف الزواج أو التوظيف أو فيما بعد للمحافظة على هذه الظروف والاستقرار بها، وأيضاً لتلافي أو للتقليل من آثار التقدم بالسن وإعادة عقارب الساعة للوراء.

ومع استمرار الحياة فإن كلاً من الزوج والزوجة يفضل أن يرى صاحبه بمظهر أكثر شبابا ورونقا وجاذبية. وكذلك في مجالات العمل فلقد أصبحت المحافظة على رونق الشباب من أسرار التقدم والنجاح والمنافسة. استسلم لحالات اليأس كثير من الناس سابقاً، لاعتقادهم أنهم خلقوا ولديهم عيوب وعدم تناسق في الوجه والجسم، وأن ما لديهم من عيوب ظاهرية لا تقلل من مستوى جمالهم، وأنه ليس بالاستطاعة التغلب على مثل تلك العيوب بإزالتها أو إخفائها.

إن هذا الاعتقاد خطأ، فحاليا أصبحت الجراحة التجميلية قادرة على تغيير المقاييس والمعايير والتركيز على المناطق غير المتناسقة والعمل على تعديل أو تصحيح العيوب بشكل يتناسق ويتلاءم مع بقية أجزاء الوجه والجسم. وبفضل التقدم الحديث في جراحة التجميل فإن الحلول أصبحت متوفرة، فشفط الدهون على سبيل المثال هو الحل الأفضل لتجمعات الدهون. إن شفط الدهون من الحلول الرائعة والسريعة لتبدو أكثر شبابا وجمالا وجاذبية وثقة بالنفس.

ولإيضاح ماهية عمليات شفط الدهون تحدث إلى «الشرق الأوسط» اختصاصي الجراحة التجميلية الدكتور محمد العليوي من مركز «المحترفون الطبي» في مركز النخيل بجدة، الذي عرف شفط الشحم أو الدهون بأنها عملية تجميلية يتم فيها إزالة خلايا الشحم من الجسم. وتقاس عملية شفط الشحم الناجحة بمقدار النقص الحاصل بالسنتميترات وليس بالكيلوغرامات، حيث إن الأهم هو التحسن في مظهر جسم الشخص وتناسقه ومدى تقبل هذا الشخص للنتائج. لكن الشخص الذي يخضع لمثل هذه العملية يظل محتاراً ما إذا كان التخلص من الشحم هو تخلص دائم، أم أن بإمكان الشحم العودة مرة ثانية، وما إذا كان سيحتاج إلى إجراء عملية ثانية؟ وهنا يوضح الدكتور محمد العليوي أن عملية شفط الشحم تزيل خلايا الشحم بشكل دائم، لكن إذا أفرط المريض في الطعام فإن الخلايا الدهنية الموجودة بإمكانها أن تتمدد. ويضيف أنه على الأرجح تكون عملية واحدة كافية، خاصة إذا حافظ المريض بعدها على نظام غذائي ورياضي منتظم. وهناك ما يُدْعى بمرضى مثاليين لمثل هذه العملية التي تهدف لتنسيق الجسم، وهم أولئك الذين يتمتعون بجلد متين ومرن، كما يجب أن يكونوا بصحة جيدة. ويمكن شفط الدهن مناطق مختلفة من الجسم مثل البطن، الورك، الأرداف، الفخذ، الركبة، الخدين وتحت الذقن، وبالنسبة للرجال يتم شفط الدهن من الصدر. وعن التقنية الحديثة المستخدمة في شفط الدهون، يقول الدكتور محمد العليوي انه يقوم حالياً باستخدام تقنية شفط الشحم الأميركية الحديثة Tumescent Technique وهي تتم بالتخدير الموضعي، وهذا يعني انها تقنية أمنة، حيث ان إجراء هذه العمليات تحت التخدير الموضعي يعتبر من أحدث ما نقوم به، كما أن هذه التقنية تقلل كثيراً من الكدمات والتورمات والألم الذي يحدث عادة عقب إجراء العمليات الجراحية. وفي مراحل ما قبل العملية يخضع المريض لفحص أو فحوص تقدير مخزون الشحم الذي يملكه المريض قبل الخضوع للعملية وبشكل دقيق، إضافة إلى دراسة مرونة الجلد، والقيام بمراجعة التاريخ الطبي والصحي للمريض بالإضافة لشرح مفصل للعملية والإجابة عن كل تساؤلات المريض. ولإجراء العملية يستخدم الطبيب التخدير الموضعي لتخدير المنطقة المراد شفطها، مع مسكن وذلك طبقا لمساحة المنطقة، ويستخدم تقنية شفط الشحم المنتفخ، حيث يتم إزالة الرواسب الشحمية غير المرغوب فيها. اما في مراحل ما بعد العملية فيمكن للمريض أن يتحرك مباشرة بعد الانتهاء من عملية شفط الشحم، ويسمح له بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد بضعة أيام. وعن الجراحات التجميلية الأخرى التي تجرى لنفس الغرض، يضيف اختصاصي الجراحة التجميلية الدكتور محمد العليوي أنه بالإضافة لشفط الدهون يتم إجراء عمليات شد البطن. فجدار البطن عند السيدات، عادة ما يحدث له تهدل بعد الحمل المتكرر أو تقدم العمر أو إنقاص الوزن، ولا يمكن للرياضة أن تعيد الجلد المتمدد لوضعه السابق.

وهناك نوعان من شد البطن، (شد البطن كاملاً وشد البطن مختصراً)، ففي حالات التهدل الشديد للجلد يتم إزالة الجلد الزائد من البطن ثم نقوم بإخفاء الجرح بشكل فني ومناسب أسفل البطن، وتستغرق عملية شد البطن حوالي الساعة والنصف تحت التخدير العام. هل يمكن إجراء عملية شفط الدهن وشد البطن في آن واحد؟ أولا، لا بد أن نوضح أنه ليس كل مريض ستجرى له عملية شفط الدهن يحتاج لإجراء عملية شد البطن، كما نؤكد مرة ثانية أن عملية شفط الدهن تتم تحت التخدير الموضعي. أما إذا استدعت حالة المريض لإجراء عملية شفط الدهون وكذلك عملية شد البطن، فبالإمكان إجراء العمليتين معاً في آن واحد طالما أن وضع المريض يتطلب ذلك، وأن الحمية الغذائية قد فشلت والتمارين الرياضية قد عجزت عن تحقيق مطلب الجمال والجاذبية.