بين الخطا و الصواب

الأرق .. عرض لمرض نفسي أم عضوي؟

TT

> من الأخطاء الشائعة أن يدعي الشخص بأنه مريض بالأرق، وأنه كلما زاد من عدد ساعات نومه، كان ذلك صحياً أكثر، وأنه إذا قلت ساعات نومه أصيب بقصور في الأداء وفشل في أمور الحياة! والصحيح أن الأرق في حد ذاته ليس مرضا وإنما هو عرض، ومثله مثل الصداع، يدل على مشكلة طبية أخرى. وهو الشكوى من عدم الحصول على نوم مريح، وله صور متعددة، كأن يكون الأرق مؤقتاً أو مزمناً، فيشكو المصاب من صعوبة في النوم عند ذهابه إلى الفراش ولكن إذا نام فإن نومه يستمر بشكل طبيعي، أو أن يكون نومه متقطعاً وغير مستقر، أو أن يشكو من الاستيقاظ في ساعة مبكرة من النهار وعدم القدرة على العودة إلى النوم.

إنها مشكلة شائعة جدا فهنالك حوالي 30% من الناس يعانون من صعوبات في النوم، النساء أكثر من الرجال وكبار السن أكثر من الشباب.

ومن الخطأ أن تنسب الصحة لزيادة ساعات النوم، وينسب الأرق لقلتها. فهناك من لا ينام أكثر من خمس ساعات ليلاً ويشعر بالنشاط في اليوم التالي، فقطعاً هو لا يعاني من مشاكل في النوم.

وللأرق أسباب كثيرة، فقد تكون نفسية أو عضوية أو سلوكية وبيئية. وقد أظهرت الدراسات أن 40% من المصابين بالأرق لديهم اضطرابات نفسية. والأسباب النفسية التي تسبب الأرق متعددة فمنها الاكتئاب والقلق والضغوط العائلية والوظيفية وغيرها. وعادة ما يشكو المصاب بالاكتئاب من الاستيقاظ المبكر بينما يعاني المصاب بالقلق من صعوبة الدخول في النوم.

أما الأسباب العضوية فهي متعددة، ومنها: الاضطرابات التنفسية (كالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم أو توقف التنفس المركزي)، اضطرابات الجهاز الهضمي (كارتداد الحمض من المعدة إلى المرئ أو البلعوم)، النوم غير المريح (نوم الألفا دلتا أي دخول موجات اليقظة على موجات النوم العميق)، أمراض مزمنة مصحوبة بألم. أما الأسباب السلوكية والبيئية فمنها: الإفراط في استخدام المنبهات (كالقهوة والشاي والكولا والشوكولا)، التدخين، استخدام الكحول، والسفر. وللتغلب على الأرق يجب معالجة السبب إن كان عضويا أو نفسيا. فمثلاً إذا كان الشخص يعاني من الشخير أو توقف التنفس أو أنه كثير الحركة أثناء النوم، فالسبب هنا عضوي، ويحتاج للعرض على أخصائي اضطرابات النوم. أما إذا كان يعاني من الاكتئاب أو القلق فالسبب هنا نفسي، ويحتاج المريض للعرض على الطبيب النفسي. وكنتيجة لعلاج السبب فإن الأرق يتحسن.

* الوقاية من التجاعيد > تخطئ الكثيرات عندما يهملن العناية ببشرتهن وهي نضرة ناعمة وجذابة ولم تطلها بعد يد السنين اعتقاداً بأن البشرة الملساء والخالية من العيوب لا تحتاج إلى كريمات مغذية أو مرطبة أو مقاومة للتجاعيد، ليس هذا فحسب بل إن البعض منهن ينتهجن عادات سيئة كالتدخين والسهر والتعرض لأشعة الشمس دون أي احتياطات وقائية، ظناً منهن أن التجاعيد لن تغزو وجوههن في وقت الشباب والنضارة! بالطبع فهذا الخطأ تقع فيه العديد من السيدات ولا يدركنه إلا بعد أن تظهر آثاره وسلبياته بوضوح. إن علامات الشيخوخة تبدأ بالظهور تدريجياً في مطلع العشرينات، ولكن بشكل غير لافت. وفي حالة مثل هذا الإهمال تبدأ بالظهور مبكراً، وتزداد بمعدل أسرع من الطبيعي، وتجعل ذات الثلاثين عاماً تبدو وكأنها في الأربعين أو أكثر. عليه ينصح أخصائيو التجميل باستخدام الكريمات المرطبة (التي تساعد على تحسين البشرة وتمنحها النعومة والمرونة وتعكس عليها الإشراق)، وكذلك الكريمات الواقية (التي تحتوي على نسبة معقولة من المرشحات الشمسية) وذلك عند ممارسة أي نشاطات تحت أشعة الشمس المباشرة، فتأثير أشعة الشمس على البشرة يبدو جليا في سن الأربعين، ويلاحظ أن المرأة التي لم تدمن على التسمر (أي لم تعرض بشرتها لأشعة الشمس في حياتها) تبدو أصغر بعشر أو 15 سنة من امرأة توازيها سنا وتعرضت لأشعة الشمس في شكل غير مدروس.

وعند ظهور أولى علامات الشيخوخة ننصح باقتناء كريمات مقاومة للتجاعيد غنية بالفيتامينات ومضادات التأكسد التي تحارب الذرات الحرة. ويُفضل احتواؤها على الفيتامينات الضرورية كالفيتامين A وC وE لتحارب الشيخوخة، وتصقل معالم البشرة، وتحد من بروز التجاعيد لأنها تصّد هجومات الذرات الحرة المسؤولة عن تأكسد الخلايا.

وبهذا تستطيع كل سيدة أن تحافظ على تألق بشرتها وحيويتها، وتؤجل ظهور آثار عامل العمر على وجهها بالمحافظة على سماكة البشرة، نعومتها، مطاطيتها، تماسكها، وخلوها من الشوائب.

* مخاطر السلوكيات الغذائية السيئة على الأطفال > من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات في العالم الاعتقاد بأن ارتفاع الكوليسترول لا يصيب إلا الكبار فقط، وأن الأطفال في منأى عن الإصابة به. فيسمح للطفل بتناول ما شاء من المواد الغذائية الدسمة مثل المقليات والمعجنات والوجبات السريعة، والتي بدأ الأطفال ليس لدينا فقط بل في معظم أنحاء العالم يعتمدون عليها اعتماداً كبيراً! والصحيح هنا أن الأطفال أيضاً قد يصابون بارتفاع الكوليسترول في الدم مثلهم مثل الكبار طالما توفرت لديهم العوامل المساعدة على ذلك، وفي مقدمتها الوجبات السريعة التي أصبحت عادةً من العادات الغذائية التي تميز الجيل الصغير في هذه الأيام إضافة إلى قلة النشاط الرياضي.

وعليه يُنصح الآباء والأمهات بعمل فحوص طبية معينة لطفلهم الذي تظهر عليه علامات زيادة الوزن، وكان قليل الحركة وكثير تناول الوجبات الدسمة والسريعة. ويتم قياس معدل الكوليسترول في الدم للتأكد من عدم ارتفاعه، بشرط إجراء التحاليل والطفل صائم لمدة لا تقل عن 12 ساعة عند أخذ عينة الدم. فإذا ظهرت النتيجة أعلى من 200 ملجرام/100سم3 دم، يتم إعادة التحليل مع عمل تحليل آخر أدق لمعرفة نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) إلى الكوليسترول السيئ (LDL). إن مخاطر هذه الظاهرة المرضية ترتفع عند البلوغ وتظهر سلبياتها في مراحل عمرية مبكرة. فعلى الأسرة المتابعة الدقيقة لمثل هذا الطفل من حيث:

1 ـ مراقبة الوزن بانتظام، وعلاج السمنة فور ظهورها لديه.

2 ـ تشجيعه على زيادة النشاط الحركي والتمارين الرياضية، لأنها تساهم في إنقاص معدل الكوليسترول. 3 ـ الحرص على تقديم وجبات غذائية صحية عالية في الألياف الغذائية، فهي تساهم في إنقاص الوزن والكوليسترول.

4 ـ منع التدخين في الأسرة بكاملها، أو عدم تعريضه لدخان السجاير من الكبار.

5 ـ إعطاء الطفل الذي يعاني من ارتفاع الكوليسترول في الدم فيتامينات متكاملة (multivitamin) يومياً، فهي تساهم في تقليل وإبطاء حدوث وتكون تصلب الشرايين (Atherosclerosis).