استشارات طبية

TT

* كافيين المشروبات الغازية والأطفال > ما ضرر كافيين المشروبات الغازية على العظام لدى الأطفال ولدى البالغين؟

رولا زاهي ـ بيروت ـ هذا ملخص سؤالك. هشاشة العظام مرض شائع يؤدي إلى سهولة حصول الكسور لدى كبار السن من الذكور والإناث. والسبب الرئيسي له هو فقدان عناصر بناء العظم بتقدم العمر، أما دور الكافيين فيه فلا يبدو من مجمل الدراسات الطبية ذا أثر كبير في نشوئه، فبعض الباحثين يقول إن الكافيين يعيق امتصاص الأمعاء للكالسيوم وهو ما لا يبدو صحيحاً. لكن يجب التنبه إلى أن تناول الكافيين بكميات عالية يؤدي إلى زيادة إدرار البول وتسرب الأملاح معه ومن ضمنها الكالسيوم. الذي يُذكر هو أن المشروبات الغازية نظراً لاحتوائها على حمض الفسفور تؤدي إلى اختلال التوازن الطبيعي لأملاح وأحماض الجسم وبالتالي يفقد العظم كثيراً من الكالسيوم وهو أمر صحيح. ولذا فإن على المرء إما التقليل من تناول هذه المشروبات أو التعويض بتناول الحليب أو غيره من المنتجات عالية المحتوى من الكالسيوم وفيتامين «د». تناول الكافيين حتى كمية 300 مليغرام يومياً لا ترى كثير من المصادر الطبية ضرراً صحياً منه للبالغين أي حوالي أربعة أكواب من القهوة مثلاً. أما الأطفال فإنهم يتأثرون بهذه الكمية نظراً لصغر أجسامهم مما يؤثر على نشاطهم ونومهم، لكنه غير ضار بالنسبة لهم بحد ذاته. والأولى تقليل الأطفال من تناول المشروبات الغازية ليس بسبب مادة الكافيين بل لتأثيرات التراكيب الأخرى فيها، ومن الصعوبة بمكان منع الأطفال منها لكن المحاولة ضرورة وتقديم البديل من العصير والحليب المخلوط بالفواكه ربما ينجح معهم.

* ناسور الشرج > ما هي النصيحة لمن لديه ناسور شرجي؟

عزيزة ـ المغرب ـ سؤالك بالفرنسية وهذا ملخصة. الناسور عبارة عن مجرى أنبوبي يبدأ في منطقة من الغشاء المبطن للمستقيم ويستمر حتى يجد له مخرجا، وعادة إلى الجلد فيما حول فتحة الشرج، لكن من الممكن أن يأخذ مجرى مختلفاً ليفتح في المهبل أو المثانة خاصة عند حصول مضاعفات أثناء الولادة الطبيعية.

حينما يتكون هذا المجرى الجديد فإن أمرين يحصلان، الأول: تكون طبقة من الأنسجة تبطن جدران المجرى الداخلية مما يعني صعوبة قفل والتئام هذا المجرى أو الناسور، والثاني: أن هناك احتمالاً قائماً طوال الوقت بدخول جزء من فضلات الجهاز الهضمي المحتوى على ميكروبات إليه، وبالتالي تجد فيه فرصه للنمو والتكاثر ما يعني حصول التهاب فيه. العلاج هو جراحي بالدرجة الأولى عبر فتح مجرى الناسور وإزالة النسيج المبطن له كي يأخذ فرصة لاللتئام ويزول بالتالي الناسور. لكن المشكلة حينما يكون مصدر الناسور أو فتحته داخل المستقيم هي في مكان عال أي فوق المنطقة التي توجد فيها عضلة فتحة الشرج اذ الخوف حينها من أن تتأثر قوة العضلة في التحكم بالتبرز. ولذا فاني أنصحك بمراجعة طبيب الجراحة للتعامل مع الأمر ووضع حل مناسب له.

* الزيوت المهدرجة > ما هي مضار الزيوت المهدرجة بشكل عام وزيت النخيل المهدرج خاصة؟

عائشة القمزي ـ دبي ـ هذا ملخص سؤالك. قصة الزيوت المهدرجة طويلة ويعتقد بعض الأطباء انه منذ بدء إنتاجها في العشرينات من القرن الماضي ومعدلات الإصابة بأمراض الشرايين وغيرها في ازدياد. وهدرجة الزيوت النباتية بدأت في الولايات المتحدة والغاية بهدف تمكين الزيت النباتي من البقاء مدة طويلة دون أن يفسد أو يتزنخ بفعل الضوء والحرارة والتعرض للأوكسجين، وفي سبيل ذلك يتم إضافة عنصر الهيدروجين للزيوت غير المشبعة النباتية لتتشبع به بدل من أن تتشبع بعناصر أخرى تفسدها. الفكرة جميلة لكن التطبيق الصناعي تطلب إجراءها عبر تسخين الزيت النباتي لدرجة حرارة عالية تقارب أربعمائة درجة مئوية لمدة حوالي ثماني ساعات في وجود إما النيكل أو الألمونيوم وضخ غاز الهيدروجين إلى الزيت. وبديهي انه لا تعود هناك ثمة فيتامينات أو عناصر غذائية طبيعية بعد كل هذا، وأيضا لا يبقى الزيت بنفس التركيب الطبيعي له. والنتيجة هو الحصول على زيت من الصعوبة بمكان أن يفسد بذاته حتى لو تعرض للضوء أو الحرارة الطبيعية. أثارها على الصحة محل أخذ ورد بين الباحثين فمن قائل إنها ضارة جدا ومن قائل بالعكس، لكن اليقيني هو أنها ليست كالزيت الطبيعي تركيبا ومحتوى. ومن هنا بدأ أهل الصناعة تخفيف الأمر وظهرت الزيوت المهدرجة جزئيا، ويتمنى كثير من الأطباء أن نصل إلى ما هو أفضل من هذا. المشكلة لا تقف عند هذا الحد بل أن العمليات الإنتاجية تنتج ضمن هذه العملية نسبة مهمة وإن كانت قليلة من الدهون المتحولة والتي ترفع من احتمال الإصابة بأمراض الشرايين بنسبة كبيرة كما تقول رابطة القلب الأميركية، وكما ذكرت في الشرق الأوسط اخيرا فإن مدينة نيويورك اتجهت إلى منع المطاعم من تقديم الزيوت المتحولة إلى زبائنها. ولملحق الصحة عودة للحديث بتوسع حول هذه الزيوت في الأسابيع المقبلة، لكن لا شيء أفضل من الطبيعي.

* العصارة الأولى من زيت الزيتون > هل العصارة الأولى من زيت الزيتون أفضل صحياً من أنواع زيت الزيتون الأخرى؟

عبد الله ع ـ الرياض ـ فوائد زيت الزيتون مرتبطة باحتوائه على كميات عالية من الزيوت الأحادية غير المشبعة، ولا يبدو هناك من سبب يجعل نوعاً من زيت الزيتون الطبيعي يختلف عن النوع الآخر من ناحية الفوائد الصحية. لكني سبق لي أن ذكرت في الشرق الأوسط دراسة صدرت أخيرا في الولايات المتحدة تقول إن العصارة الأولى تحتوي مواد تشبه في تركيبها تركيب حبوب البروفين المعروفة وهي إحدى الأدوية المسكنة للألم والمخففة للالتهاب، لكن الباحثين في حينها وعدوا بإجراء مزيد من الدراسات حول تأثير هذا الأمر. الاختلاف بين العصارة الأولى وغيرها من درجات زيت الزيتون الطبيعي بالذات هو في العملية الإنتاجية ومراحلها لكنها كلها غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة المفيدة لشرايين القلب والدماغ وفي تقليل نسبة كوليسترول الدم وتقليل الإصابة ببعض أنواع السرطان كما تشير إليه الدراسات الطبية.

العصارة الأولى تتم بطريقة مباشرة دون استخدام الحرارة أو المواد الكيميائية لاستخلاص الزيت مما يعني أنها تحتوى على كميات جيدة من مضادات الأكسدة ومركبات بوليفينول الداعمة لجهاز مناعة الجسم لكن حتى اليوم كما يقول الباحثون من مايوكلينك لا يوجد إثبات علمي على تميزه في الفائدة على الجسم عن باقي درجات زيت الزيتون لأن تصفية العصارة الأولى التي تحتوى شوائب ودرجة حموضتها أعلى قد تقلل من نسبة مضادات الأكسدة وبوليفينول.

لكن من ناحية الطعم المجرد فإن العصارة الأولى بلا شك ألذ وأغنى طعماً ونكهة وهو ما يبحث عنه الذواقة، لكن من المهم التنبه إلى أن العصارة الأولى من زيت الزيتون قابلة للاحتراق عند التسخين أثناء إعداد الطعام المطبوخ بدرجة تفوق الأنواع الأخرى منه وبشكل أسرع لاحتوائه على شوائب وبقايا من ثمار الزيتون نفسها.