الغذاء يلعب دوره أيضا.. في ظهور أمراض الرئة

أحدث الدراسات تشير إلى أن اللحوم والنشويات المكررة ترفع من احتمالات ظهورها

TT

مرت بنا في الأسبوع الماضي مناسبة اليوم العالمي لأمراض ضيق مجرى الهواء المزمن في الرئة chronic obstructive pulmonary disease (COPD) والذي وافق هذا العام يوم السادس عشر من نوفمبر(تشرين الثاني)، بغية التعريف على هذا المرض الذي يعد واحداً من أهم أسباب الوفيات في العالم نتيجة انتشار عادة التدخين اليوم بشكل واسع في العالم خاصة في الدول النامية، ومع ارتفاع معدلات التلوث العالمية نتيجة الاستهلاك الهائل للطاقة دونما ضوابط صارمة للحد من تأثيرها على تلوث البيئة ونتيجة تقلص المساحات الخضراء على كوكب الأرض بفعل عوامل عدة.

اليوم تزداد وتتعدد أسباب نشوء أمراض الرئة، وما خفي هو أن تأثر شرايين القلب والدماغ بكل تداعياتها تفوق سبعة أضعاف تأثر أنسجة الرئة! لكن الأمر المهم الآخر هو دور الغذاء في أمراض الرئة. يوماً بعد يوم تتكشف حقائق عن دور الغذاء في نشوء الأمراض ابتداء وفي تدهور أو تحسن حالاتها لدى المصابين بها. وإن كان من الجلي اليوم بما لا يدع مجالاً للتشكيك أن كثيراً من الحالات المرضية تنجم بالأساس من اضطرابات التعامل مع الغذاء، فإن الشك ما يزال يساور الكثيرين حول دورها الواضح في بديهيات ما هي سبب فيه، إذْ ما زلنا نسمع بين الفينة والأخرى من يجادل من المرضى حول عدم مسؤولية الإفراط في تناول السكريات أو الدهون في نشوء أو عدم انضباط مرض السكري، ومن يقول إن اضطرابات الغدد وليس الإكثار من تناول الطعام سبب في السمنة، وغيرها مما لا يخرج منه المريض بمحصلة مفيدة تعينه على تحسين حالته الصحية أو على أقل تقدير وقف تدهورها.

إن الحكمة نطقت قديماً بعبارات لا لبس فيها ويتبناها الطب اليوم بكل قوة وتأكيد من المعدة بيت الداء والحمية أساس الدواء، ولئن كان البعض يعتقد أن هذا خاص بأمراض تتبادر إلي الذهن بسرعة عند ذكر الغذاء كالسمنة والسكري، فإن الطب اليوم لا يعني هذه المجالات المرضية وحدها، بل يتجاوزها إلى ما هو أبعد. فليست أمراض الكلى من ظهور حصاة أو تدهور وفشل، ولا أمراض الكبد من التهابات أو فشل أو انتكاس حالات الفشل المستقرة، ولا حالات أمراض شرايين القلب أو هبوط القلب بدرجاته وتداعياته هي كلها ما يتحدث عنه الطب عند ذكر دور الغذاء، إنما أيضاً الأمراض البعيدة عن الذهن كالتي تصيب الرئة مثلاً. ولقد تحدث ملحق الصحة في «الشرق الأوسط» قبل أشهر عن النصائح الغذائية لمرضى الربو.

الغذاء والرئة: وفي هذا الأسبوع تتحدث المجلة الأميركية لطب التنفس والعناية الحرجة، عن نتائج دراسة واسعة تقول إن الإكثار من تناول اللحوم والنشويات التي تعرضت لعمليات التكرير الإنتاجية والصوديوم كلها ترفع من احتمالات ظهور أعراض أمراض الرئة المزمنة، ومنها مجموعة أمراض ضيق مجرى الهواء المزمن في الرئة.

الباحثون وجدوا أن نمط الغذاء هذا يرفع بنسبة 140% من ظهور حالة السعال المزمن المصحوبة بالبلغم، مقارنة بما لو كان البديل هو الإكثار من الفواكه وفول الصويا. وفي معرض تعليق الدكتور ديفيد شوارتز، مدير المؤسسة القومية الأميركية لعلوم الصحة البيئية التي تكفلت بدعم الدراسة، قال ان فهم كل العوامل المؤثرة ومن ضمنها دور الغذاء في ظهور أو تطور الأعراض المزمنة لأمراض الرئة، سيؤدي حتماً إلى وقاية وعلاج أفضل لها، وأضاف كلنا يعلم أن التدخين يمكن أن يكون سببا خاصاً لأمراض ضيق مجرى الهواء المزمن في الرئة، لكننا أيضاً نعلم اليوم أن تجنب أنواع معينة من الأطعمة ربما يقلل من أعراضها لدى المدخنين وغير المدخنين.

الدراسة شملت تحليل النمط الغذائي وأنواع الأطعمة المتناولة لدى حوالي 53 ألف شخص في سنغافورة ممن تتراوح أعمارهم ما بين 45 و 74 سنة غالبهم من العرق الصيني، وتمت بالتعاون بين الجامعة القومية في سنغافورا وجامعة ميناسوتا بالولايات المتحدة وجامعة كاليفورنيا ومركز فوكس تشاس لأبحاث الأورام. والتي يعتبر الحصول على وصف دقيق لعاداتهم الغذائية فرصة فريدة ونادرة لمعلومات عن شريحة واسعة من الناس وربطها بالعلاقة حول أمراض الصدر المزمنة، على حد وصف الدكتورة ستيفاني لندن الباحثة الرئيسة في الدراسة وعضو الباحثين في المؤسسة القومية الأميركية لعلوم الصحة البيئية. وتميز البحث في نمط الغذاء للمشاركين في الدراسة بالدقة بخلاف الدراسات التي تعتمد على أسئلة عامة، فالأسئلة التي كان على المشاركين الإجابة عليها تضمنت 165 عنصراً ما بين غذاء وشراب خلال سنة كاملة. وأضافت الدكتورة لندن قائلة: الباحثون في العادة من النادر أن يتقصوا بالبحث حول النظام الغذائي وتأثيره على الصحة، ففي العادة يُنظر إلى الفيتامينات وأنواع معينة من الأطعمة، لكن دون النظر بشكل شامل إلى دور نمط النظام الغذائي في ظهور أمراض الصدر أو أعراضها غير التي هي ذات طبيعة سرطانية، والنتائج في هذه الدراسة تطرح دور نمط النظام الغذائي في نشوء أمراض غير سرطانية كأمراض ضيق مجرى الهواء المزمن في الرئة، وبالجملة فإن اختيار أطعمة قليلة المحتوى من الدهون المشبعة أو النشويات التي تعرضت لعمليات التكرير الصناعي أو الصوديوم، هو أفضل لصحة الصدر. ليس من المستغرب ان تتأثر أمراض الصدر بنوع الغذاء ومكوناته ونمط النظام الغذائي للإنسان، لأن آليات نشوء أمراض هذا الجهاز الحيوي في الجسم تعتمد بشكل رئيسي على نظام مناعة الجسم واضطراباته الذاتية أو التفاعلية مع المؤثرات المستنشقة أو المأكولة والمشروبة أو المُلامسة. وجهاز الرئة مهمته الأساس هو تمكين الجسم من استخلاص الأوكسجين من الهواء المستنشق عبر عملية الشهيق وتبادل الغازات في الأسطح الداخلية للحويصلات الهوائية في الرئة بأخذ الأوكسجين من الهواء والتخلص من ثاني أكسيد الكربون. العملية تعتمد على عناصر كثيرة بدءا من مركز التنفس في الدماغ ومروراً بسلامة القفص الصدري وقدرته على التوسع والانكماش لإدخال الهواء وإخراجه، كما وتعتمد على مرونة الرئة نفسها للتوسع والانكماش أيضاً. والمهم هو فتح مجاري الهواء في القصبات الهوائية وتفرعاتها الدقيقة بطريقة كافية لدخول الهواء وخروجه.

ضيق مجاري الهواء وخاصة أثناء خروج الهواء من الرئة، هو ما يتسبب في العديد من الأمراض منها الربو ومنها أيضاً مجموعة أمراض ضيق مجرى الهواء في الرئة والتي تشمل الالتهاب المزمن للشعب الهوائية chronic bronchitis وتلف الحويصلات الهوائية أو ما يسمى إمفاسيما Emphysema وكذلك بعض حالات الربو.

مجموعة الأمراض الرئوية المزمنة هذه، هي أحد أهم أسباب الوفيات والإعاقة في بلدان العالم المختلفة بلا استثناء، والإحصائيات من الدول التي تجريها تقول إن ما يربو على 120 ألف حالة وفاة حصلت في الولايات المتحدة في عام 2000 وحده، والنسبة في ازدياد، وكذلك هي سبب في دخول 750 ألف شخص إلى المستشفى لتلقي العلاج، و 1.5 مليون زيارة لقسم الطوارئ لأخذ الإسعافات الأولية لانتكاس حالة الفشل الرئوي نتيجة لها مثل الأوكسجين والأدوية الموسعة للقصبات الهوائية أو المخففة من حدة تفاعل جهاز المناعة. وهناك حوالي 24 مليون شخص يتابعون العلاج لدى الأطباء من أجلها. النسبة في كافة أنحاء العالم مرتفعة وخاصة في الدول النامية، وكلفة علاجها والآثار الاقتصادية ترتفع يوماً بعد يوم.

والتدخين هو السبب الرئيس عالمياً في نشوء هذه الحالة وتدهورها، كما أن مرض الربو والتعرض لملوثات الهواء في المنزل أو مكان العمل، كما أن عوامل الوراثة أو تكرار التهابات الصدر الجرثومية كلها تسهم في نشوئها. وتركز الدراسات على دور تلوث الهواء داخل المنازل وخارجها بفعل الأدخنة أو الأبخرة أو المواد الكيميائية في نشوء هذه الحالات في الدول النامية.

وهناك زيادة مضطردة في حالات ضيق مجرى الهواء المزمن في الرئة، ففيما بين عام 1980 و عام 2000 حصلت زيادة عالية، إذْ أنها كانت السبب في وفيات 20 امرأة لكل 100 ألف، لكنها في عام 2000 أصبحت 57 امرأة لكل 100 ألف، وكذلك بين الرجال ارتفعت النسبة من 70 إلى 83 وفاة لكل 100 ألف رجل. وحالات دخول النساء المرضى به إلى المستشفيات ارتفعت مقارنة بالرجال. وفي عام 2000 سجلت وفيات النساء لأول مرة معدلاً أعلى من الرجال واستمر الحال كذلك. السبب ربما يكون نتيجة ارتفاع معدلات التدخين بين النساء مقارنة بالرجال.

الأعراض والتشخيص: أعراض هذه الحالات تشمل مجموعة من الأمور كالسعال الجاف أو المصحوب باللغم اللزج وضيق التنفس حال بذل المجهود أو في حالات متقدمة تكون أثناء الراحة وظهور صفير أثناء فحص الصدر أو حتى بشكل واضح يسمعه من يجاور المريض وكذلك الإحساس بضيق الصدر.

السعال المستمر والمصحوب ببلغم لزج وبكميات كبيرة نتيجة الإفراز المتواصل له من القصبات الهوائية ضمن عمليات الالتهاب المزمن، هو أشهر أعراض هذه الحالات والتي تحصل قبل سنوات من بدء ضيق القصبات الهوائية المزمن والثابت، لكن من المهم التنبه إلى أن هناك حالات لا يصاحبها سعال بالأصل وأن ليس كل سعال مزمن هو علامة لهذه الحالات الرئوية المزمنة.

التشخيص يأتي بعد مراحل من الفحص وإجراء الفحوصات من الأشعة ووظائف الرئة وتحاليل البلغم. واختبارات وظائف الرئة مهمة في التشخيص والمتابعة للحالة وللاستجابة للعلاج، وأبسطها الجهاز الصغير المدعو سبايرومتري Spirometry، وهو ما يقوم المريض بالزفير بقوة من خلال أنبوب متصل بمقياس يرصد تسارع إخراج الهواء من الرئة، أي الكمية التي يخرجها الصدر في زمن معين وقوة إتمام ذلك.الاختبار بسيط وحساس ودقيق في الكشف عن حالات ضيق مجارى التنفس بشكل عام. وبناء على نتائجه يمكن للطبيب بالإضافة إلى تشخيص وجود الضيق أن يقيم وضع درجة الحالة من بسيطة إلى متوسطة أو شديدة. كما أن الطبيب يعيد غالباً الاختبار بعد تناول علاج توسيع القصبات عبر بخاخ الفم كي يقيم مدى الاستجابة للعلاج بشكل آني. كما أن طبيب الصدر يجري اختبارات وظائف الرئة بصفة أوسع والتي تشمل مجموعة من القياسات المتخصصة أكثر من مجرد الاختبار البسيط لقوة إخراج الهواء. ويستعين كذلك بتحليل دم الشريان لحساب نسبة غازات الدم، وهو ما تؤخذ عينة الدم مباشرة من الشريان عبر عملية قد تكون مؤلمة، لكنها ضرورية لأنها تقيم مدى قدرة الرئة في النهاية على تزويد الدم بالأكسجين وتخلصها من ثاني أكسيد الكربون.

أشعة الصدر العادية جزء أساسي من التقييم الطبي لمرضى الصدر، كما أن اليوم تجرى الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للحصول على تقييم أدق لحالة الرئة وأنسجتها. العلاج موجه إلى عدة محاور لوقف تدهور المرض ومنع المضاعفات أولاً، ومحاولة تعديل الوضع ان أمكن ثانياً. فأهداف العلاج هي:

ـ تخفيف أعراض الحالات إذا ما تهيجت على المريض مع محاولة منع أو تقليل مضاعفات الأدوية العلاجية.

ـ تخفيف تطور المرض وعمليات تأثر أنسجة الرئة.

ـ تحسين مستوى لياقة المريض مع بذل الجهد البدني.

ـ محاولة منع حصول الانتكاسات في الحالات المرضية المستقرة.

ـ تحسين مستوى الصحة العامة للمريض.

ولذا فإن العلاج يختلف من مريض إلى آخر بحسب حالته ودرجة المرض وتأثر الوظائف الرئوية لديه بالأعراض الغالبة في حالته والأسباب التي أدت إلى نشوء المرض لديه بالأصل. الحالة العامة ودرجة تأثر الرئة أيضاً أساس في نوع العلاج الدوائي والتأهيلي وغاياته ووسائله كالحالات البسيطة أو المتوسطة أو الشديدة.

* التعايش مع أمراض الرئة المزمنة > السبب، إن أمكن التعرف عليه، بالمقدور وقفه أو منع استمرار تأثيره الضار على الرئتين، هو أساس حسن التعايش مع هذه الحالات المرضية في الرئة واسعة الانتشار، فالتدخين يجب التوقف عنه بأي وسيلة و بأسرع ما يمكن، إما بالإرادة الذاتية أو ضمن برامج الإقلاع عن التدخين باستخدام لصق أو علك النيكوتين أو العلاج الجماعي. وكذلك الابتعاد عن أماكن التدخين داخل المنزل أو خارجه. ولا يقل أهمية عن هذا البعد عن المناطق ذات المستوى العالي من التلوث البيئي أو في الأوقات التي تعلو فيها نسبة تلوث الهواء.

غالباً ما تنتكس حالة المرضى المصابين بهذه الحالات المزمنة من ضيق مجرى الهواء الرئوي في وقت سريع ودون منبهات أو إشارات تحذيرية، والأسباب الرئيسية في أكثر الأحيان إما التهابات ميكروبية بأنواعها الفيروسية أو البكتيرية أو الطفيلية، وكذلك المواد المهيجة في الغذاء والهواء. فتظهر حينها نوبات السعال وضيق الصدر وصعوبة التنفس وتغير طبيعة البلغم ولونه إضافة إلى ارتفاع حرارة الجسم.

وهنا يتطلب الأمر إما معالجة منزلية أو في قسم الإسعاف أو الدخول إلى المستشفى ضمن إرشادات طبية واضحة للهيئات الطبية العالمية بغية السيطرة على الأعراض والقضاء على لسبب الآني.

التعايش مع هذه الحالة المرضية يتطلب أول شيء متابعة مباشرة ومستمرة مع طبيب الصدر، وتوفر العلاجات، والتنبه للمهيجات التي على إثرها تنتكس الحالة، وتهيئة الظروف المنزلية للعلاج و الوقاية.

* العلاج الدوائي والتأهيلي لتوسيع القصبات الهوائية

* أدوية علاج حالات ضيق مجرى الهواء الرئوي المزمن تشمل مجموعات عدة يلاحظها المرضى، وتعمل على توسيع القصبات والشعب الهوائية عبر آليات علاجية عدة. والأساس هو أن ضيق مجرى التنفس يأخذ ثلاثة أسباب موضعية تنتج عن مسببات ومثيرات عديدة، والضيق ينتج اما لانقباض العضلات التي توجد ضمن تراكيب الشعب الهوائية من فروع القصبات نفسها كطبقة تغلفها، أو انتفاخ الأنسجة المبطنة للقصبات الهوائية نتيجة حصول عملية التهاب يكون من ضمن أعراضه امتلاء الأنسجة الملتهبة بالسوائل وخلايا المناعة، وإما إفراز سوائل لزجة كثيفة يصعب إخراجها من مجرى الشعب الهوائية، وتزداد كثافتها بالتالي مع تبخر محتوياتها من الماء مع مرور الوقت أو وجود حالات الجفاف أو كثرة تناول الأملاح كملح الطعام أو كلوريد الصوديوم.

1ـ موسعات الشعب الهوائية:

وهي أنواع عدة وتعمل على أنظمة مختلفة من آليات انقباض العضلات في الشعب الهوائية، وهي تعمل بشكل سريع في الغالب وأشهرها الفنتولين ذو العبوة الزرقاء المعروفة، الذي يحتوي مادة سلبيتامول التي تعمل كمنشطة لمستقبلات البيتا، ولذا يلاحظ أن من آثارها الجانبية حصول ارتعاش في الأصابع وزيادة نبضات القلب وحالات الخفقان.

التطورات الطبية الدوائية تناولت في الآونة الأخيرة ثلاثة جوانب حول هذه الأدوية الموسعة، الأول اكتشاف واستخدام مركبات أكثر تركيزاً وقوة وفائدة وأقل آثاراً جانبية على الجسم. والثاني هو استخدام وسائل لتسهيل وصول المادة الفاعلة في الدواء بكمية مركزة إلى الشعب الهوائية مباشرة دون بعثرتها في الفم نتيجة عدم تمكن المريض من القيام بالتقنية الصحيحة والصعبة في عملية شهيق الدواء وخاصة الأطفال أو كبار السن أو المرضى المتوترين في الحالات الإسعافية. والثالث هو تصنيع مواد دوائية مختلفة مدة التأثير الزمني بين قصير وطويل المفعول.

2 ـ مسكنات عملية الالتهابات:

وهي مواد الكورتيزون ومشتقاتها، وهي ما يعتمد العلاج عليها بالأساس في مرحلتين، الأولى الوقاية، ذلك أن التسكين المتواصل لعمليات الالتهاب هو أنجع وسيلة لخفض احتمالات تهيج الشعب الهوائية وظهور حالات الضيق فيها. وهنا أيضاً تطورات تقنية تتعلق بحجم المركبات لتمكين استخدام أنواع في الحالة الغازية دون التي تكون على هيئة بودرة كي يسهل توصيلها في كميات قليلة ومركزة دون ظهور آثار جانبية، إما موضعية في الفم كظهور التهابات فطرية أو عامة في الجسم كخلخلة توازن إفراز الغدة فوق الكلوية للكورتيزون الطبيعي عند الحاجة إلى زيادة ذلك الإفراز.

3ـ التطعيم ضد فيروسات الإنفلونزا بشكل سنوي لمنع حصولها. فمن المعروف أن حالات الإنفلونزا إحدى مثيرات حالات الحساسية في الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى ضيق مجاريها عن دخول أو خروج الهواء من خلالها.

4ـ التطعيم ضد بكتيريا نيموكوكس المسببة لالتهابات الرئة بشكل عام، وهي ما ينصح بأخذها من قبل مرضى الضيق المزمن للشعب الهوائية وكذلك من هم فوق الخامسة والستين مرة كل خمس سنوات.

5_ العلاج بالأوكسجين ضروري للحالات المتقدمة، لكن ضمن ضوابط مهمة حول الكمية منه وطريقة تناوله، أي أقنعة الفم والأنف أو الأنف فقط ودرجات استخدامها وعدد ساعات ذلك. وهو موضوع طويل للملحق عودة إليه وخاصة في المنزل والطائرة.

6 ـ دور الجراحة محدود ما لم تكن هناك أكياس هوائية تنهك الرئة وتبعثر وجود الهواء في الأماكن التي تستفيد منه في عملية تبادل الغازات.

7 ـ زراعة الرئة وهي ما يُلجأ إليه في الحالات المتقدمة التي يصعب علاجها وتصل إلى حد يهدد الحياة، وضوابط العملية متعددة وأهمها درجة تأثر الجزء الأيمن من القلب نتيجة الحالة المزمنة في الرئة وارتفاع ضغط دم الشرايين الرئوية بما يستدعي ربما زراعة القلب والرئة معاً.

العلاج ألتأهيلي لمرضى الرئة كثيراً ما يغفل المرضى عن دوره وأهميته، ويتضمن برامج من قبل الأطباء وأخصائي التنفس والعلاج الطبيعي والتغذية حول الرياضة البدنية، وتقييم مجهود العمل اليومي، و التعامل مع حالات انتكاس المرض من طريقة التنفس وتناول العلاجات والأوكسجين وغيره، ونظام التغذية، والإجابة على الاستفسارات حولها.