تحريك العمود الفقري وعلاج يدوي لأسفل الظهر أو أي منطقة من الجسم يُراد علاجها

TT

تؤكد دراسة جديدة صدرت في الولايات المتحدة أنه بالرغم من فاعلية «كايروبراكتك» chiropractic في علاج ألم الظهر المزمن كاحدى وسائل العلاج الطبيعي، إلا أنها وسيلة مكلفة مقارنة بغيرها من وسائل علاج ألم الظهر. ولدى دراسة حالة مجموعة من المرضى ممن يتلقون هذه الوسيلة العلاجية تبين أنها تحقق تخفيفاً كبيراً من مقدار ألم الظهر بحسب ما يشعر به المرضى، وكذلك تقلل من مؤشر الإعاقة الناجمة عن ألم الظهر المزمن وفق ما نشر في عدد أكتوبر من مجلة وسائل العلاج الفسيولوجي والتحريكي الأميركية التي تصدرها الرابطة الأميركية للعلاج بـ «الكايروبراكتك».

وسيلة «كايروبراكتك» العلاجية تتضمن تحريك العمود الفقري والعلاج اليدوي لتحريك أسفل الظهر أو أي منطقة من الجسم يُراد علاجها بهذه الوسيلة وفق طرق خاصة ومعقدة وخطط لتمارين رياضية مناسبة لهذا النوع من العلاج وتعليم المريض كيف يعتني بظهره. وكانت قد صدرت العديد من الدراسات من خارج الولايات المتحدة قارنت وفضلت بنتيجتها وسيلة «كايروبراكتك» فيما بينها وبين العلاج الطبي الذي يتضمن وصف الأدوية والتمارين الرياضية والعلاج الطبيعي المعروف.

والدراسة الحديثة هي الأولى بحسب قول الباحثين التي تقارن تكلفة وفائدة وسائل علاج ألم الظهر في الولايات المتحدة بغية تحديد ما هو أفضل وأقل كلفة، وشملت حوالي 3000 مريض مصابين بأمراض تتعلق بحركية أسفل الظهر وتسبب ألما مزمناً فيه، ممن تمت متابعتهم لدى 60 طبيباً متخصصاً في وسيلة «كايروبراكتك» وأكثر من 110 اطباء في 64 مركزاً طبياً في أميركا وكندا، وتمت المتابعة والتقييم على فترات زمنية متباعدة من بدء العلاج وبعد سنة وثلاثة أشهر. وتشير الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة أن التكلفة السنوية لعلاج مشاكل ألم أسفل الظهر تبلغ 48 مليار دولار، وأن في أي وقت من السنة فإن 80% من سكانها يشكون من درجات مختلفة لألم أسفل الظهر، ومن هنا تنبع أهمية الدراسة لوضع استراتيجية عملية تمكن الهيئات الصحية وضع إرشادات واضحة لعلاجه. كما وتمثل الدراسة للمجتمعات الأخرى مثالاً لكيفية توجيه جهود العلاج للمشاكل الصحية الشائعة.

«الكايروبراكتك» هي صورة من صور العلاج الطبيعي تعتمد على العلاقة بين تراكيب الجسم وخاصة العمود الفقري وبين وظائفه، وهناك اليوم أطباء متخصصون في هذا النوع من العلاج لمشاكل الفقرات خاصة الرقبة وأسفل الظهر وعلاج بقية حالات الجهاز العضلي العظمي كمشاكل العضلات المزمنة والمفاصل والأربطة والغضاريف.

الدراسات لا تزال بين أخذ ورد حول جدوى هذا النوع من العلاج وحول أمان وسلامة ممارسته في علاج المرضى خاصة عند التعامل مع مشاكل الرقبة. وذكر ملحق الصحة في «الشرق الأوسط» منها في فقرة استشارات طبية ما يتعلق بخطورة حصول شرخ في الأوعية الدموية التي تجري داخل الرقبة في طريقها الى الدماغ عند الحديث عن مخاطر بعض حركات الرقبة العنيفة في الرقص الخليجي أو ما يسمى محلياً «طق الرقبة».

ويلقى هذا النوع شعبية عارمة اليوم من قبل المراجعين لمشاكل الظهر خاصة، ففي أواخر التسعينات بلغ عدد المراجعات لدى عيادات «الكايروبراكتك» في الولايات المتحدة وحدها ما يربو على 190 مليون مراجعة! و40% من المراجعين قد سبق لهم العلاج بالوسائل التقليدية لألام المفاصل المزمنة وخاصة الظهر دون فائدة.