أمراض القولون .. وعلاج التهاباته

الحاد منها يستجيب للعقاقير والمزمن قد يتحول إلى خبيث والشديد يحتاج للاستئصال الجراحي

TT

القولون هو جزء من الأمعاء الغليظة في شكل قناة عضلية تحمل فضلات الطعام إلى المستقيم. وينقسم القولون إلى أربعة أقسام، هي: القولون الصاعد الذي يمتد إلى أعلى على الجانب الأيمن التجويف البطني، ثم يتصل بالقولون المستعرض الذي يمتد عبر التجويف إلى الجانب المقابل، ثم يلتقي هذا الجزء بالقولون النازل الذي يهبط إلى الجانب الأيسر حيث يلتقي بالجزء الرابع وهو القولون المستقيم. يبلغ طول القولون لدى الإنسان حوالي 1.5 متر ووظيفته امتصاص الماء والأملاح المعدنية من فضلات الطعام. وتقوم عضلاته القوية بعمليتي الانقباض والانبساط ومن ثم تدفع بالفضلات باتجاه المستقيم. وتعمل المادة المخاطية التي تغلف السطح الداخلي للقولون على جعله زلقا وتيسر مرور الفضلات.

الدكتور أيمن لنجاوي استشاري الجراحة العامة وجراحة الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، يقول ان التهاب القولون مرض ينتج عنه هيجان القولون او أجزاء أخرى من الأمعاء الغليظة.

وتوجد ثلاثة أنواع رئيسية من التهاب القولون هي: التهاب القولون التقرحي، التهاب القولون الأميبي والتهاب القولون المخاطي.

وعن التهاب القولون التقرحي: يقول د.أيمن لنجاوي ان هذا النوع من التهابات القولون يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والأربعين عاما، ولم يعرف الأطباء أسباب هذا النوع من الالتهاب، إلا أن كثيرا منهم يعتقدون أن التوتر العصبي والعوامل النفسية الأخرى قد تزيد من تفاقم المعاناة من هذا المرض.

ويعاني المريض المصاب بالتهاب القولون التقرحي عادة من إسهال حاد ترافقه حمى ونزف من المستقيم. وعندما تزداد حدة الالتهاب تنشأ التقرحات على بطانة القولون محدثة جروحا. وتساعد العقاقير غالبا على التخفيف من حدة الالتهاب، لكن قد تدعو الحاجة إلى التدخل الجراحي باستئصال القولون في الحالات البالغة الخطورة. أما الالتهابات المزمنة فان احتمال إصابتها بالسرطان كبيرة، لذا ينصح كثير من الأطباء بإجراء عملية جراحية إذا ما استمر المرض أكثر من عشر سنوات.

أما التهاب القولون الأميبي: فإنه يحدث عند تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة بنوع معين من الاميبيا الطفيلية. ومن أعراضه تشنجات ومغص حاد بالبطن، بالإضافة إلى الإسهال والحمى، وربما تتكون قروح عميقة في القولون تكون حادة وتؤدي إلى ثقبه محدثة ما يعرف بالتهاب الصفاق، وهو مرض يصيب الغشاء البريتوني (الغشاء الرقيق الذي يبطن التجويف البطني) وهو من الأمراض التي قد تفضي إلى الموت. ويلتهب الصفاق إذا ما هاجمته البكتيريا أو إذا أثاره جسم أو مادة دخيلة غريبة عليه. والتهاب الصفاق إما أن يكون حاداً وإما أن يكون مزمناً. والنوع الثاني منه أي المزمن يستمر زمنا طويلا ويمكن أن يتسبب في جعل الأنسجة تنمو داخل بعضها مما يؤدي إلى عدم قيام الأمعاء بوظيفتها على الوجه الصحيح. وتشيع التهابات الصفاق المزمنة عند المرضى المصابين بالدرن.

ويعالج الأطباء هذا النوع من الالتهاب بالعقاقير، ولا يستدعي الأمر في معظم الحالات للتدخل الجراحي ما لم يحدث ثقب.

وعن التهاب القولون المخاطي يقول د. أيمن لنجاوي انه يسمى أيضا «القولون التشنجي» أو سريع التهيج فيحدث من جراء تشنجات العضلات في جدار القولون وقد تنتاب المريض نوبات من المغص الحاد ويحتوي برازه على مخاط، لكن دون دم. ولا يوجد التهاب يذكر ولا تتأثر صحة المريض العامة ويستخدم الأطباء عقاقير وحميات خاصة للتخلص من الاعراض.

نصائح تهم المصابين بالتهابات القولون: ـ يجب الابتعاد عن المواد التي يوجد بها ألياف عند حدوث أزمات القولون، لكن بعد أن تهدأ الحالة يمكن للمريض استعمال أنواع الخبز والشوفان التي تحتوي على الألياف.

ـ التقليل من الدهون والزيوت وكذلك الأطعمة المحمّرة في الزيوت.

ـ تقشير جميع أنواع الفواكه التي يأكلها المريض، حتى لو كانت عنبا، وننصح بعدم أكلها على معدة خالية.

ـ كما يجب مراقبة الأطعمة التي تسبب مشاكل في الهضم وتؤدي إلى حدوث التهاب القولون، والابتعاد عنها قدر الإمكان.

ـ وكذلك الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب حساسية.

ـ وأخيراً المراجعة الدورية للطبيب لإجراء منظار تشخيصي أو علاجي إذا استدعت الحالة ذلك.