التهاب المفاصل العظمي Osteoarthritis هو التهاب ينتج من جراء إصابة وتعطل الغضروف، والذي يعتبر الوسادة التي تغطي النهايات العظمية المبطنة للمفاصل ويحدث تدريجيا بدون أعراض في مراحله المبكرة يصاحبها التهاب وتعطل الأغشية المصلية Synovium المحيطة بالمفصل والتي تؤدي فيما بعد إلى تحرير إنزيمات مخربة ومحللة للغضاريف.
وتعتبر خشونة المفاصل أكثر الحالات انتشاراً بين أمراض التهاب المفاصل، ويصاب بها معظم الأشخاص الذين تكون أعمارهم فوق 70 سنة، وبدرجات متفاوتة، وفي أحيان كثيرة لا توجد أعراض ولا يمكن الشعور بها أو اكتشافها إلا بعد عمل الأشعة السينية X-Ray للمفاصل، والتي توضح بدرجة كبيرة مستوى الخشونة. الدكتور وليد بن صالح العديني اختصاصي جراحة العظام بمستشفى الثغر بجدة يوضح أن التهاب المفاصل يمكن أن يحدث كذلك في أية مرحلة عمرية متسبباً في حدوث درجات متفاوتة من الألم وتقييد حركة المريض.
ويضيف أن من الأعراض الشائعة التي يشكو منها المصاب بالالتهاب المفصلي:
ألم ـ التهاب ـ تصلب أو تيبس المفصل ـ محدودية الحركة في المفصل المصا.ب ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث خشونة والتهاب المفاصل ما يلي:
ـ الفترة العمرية: بعد سن 45 سنة.
ـ نسبة الإصابة: تزيد عند الإناث عنها في الذكور.
ـ وجود العامل الوراثي.
ـ إصابات الملاعب والرياضة وإصابات مختلفة كالحوادث والسقوط... الخ.
ـ البدانة أو زيادة الوزن.
ـ أمراض الغضاريف المختلفة.
إن نوعية الغذاء وكميته تؤثر سلباً وإيجابا على طبيعة وعمل المفاصل، وخير نظام غذائي، الخفيف مثل الصيام، الذي يعود بمردود إيجابي كبير على سائر الجسم بشكل عام وعلى المفاصل بشكل خاص، وأهمها مفاصل الأطراف السفلية (الركبتان والقدمان). فيحدث انخفاض في وزن الجسم نتيجة الصيام عن الطعام والحركة المستمرة وأداء العبادات، كما يحدث اعتدال متناسق في إفراز السائل الزلق للأغشية السينوفية للمفاصل وسهولة في نقل الأنزيمات داخلها واعتدال في انقباض العضلات حول المفاصل، وهذا لا يحدث إلا عند الصائمين. فتتحسن الكثير من حالات خشونة المفاصل التي يعاني منها كبار السن وغيرهم من مرضى الالتهابات المفصلية المزمنة.
ويمكن للمصاب بالتهاب المفاصل أداء صيام شهر رمضان بكل راحة ومتابعة علاجه في فترة ما بعد الإفطار. وعادة ما يعطى المريض مضادات الالتهابات والمسكنات غير الكورتيزونية NSAID والأسبرين. كما قد يوصف للمريض العلاج بالماء البارد لمدة عشر دقائق على فترات مختلفة، حيث يقوم الماء البارد بتسكين الألم، خاصة في بداية الالتهاب. وبعد اختفاء الألم والتورم يمكن استبدال الماء البارد بالماء الدافئ، حيث يساعد على ارتخاء العضلات المحيطة بالمفاصل كذلك لمدة لا تزيد على عشر دقائق. ان تخفيف الوزن بالنسبة لمرضى التهاب المفاصل يعتبر من أولى الخطوات المهمة في العلاج، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، ففيها فائدة عظيمة للعضلات المحيطة بالمفاصل وكذلك الأربطة المحيطة بها. ومن ضمن التمارين التي ينصح بها المشي لمسافات طويلة والامتناع عن تناول الوجبات الصغيرة بين الوجبات الرئيسية، وأداء التمارين الخاصة بالأطراف لتقوية العضلات المحيطة.