بين الخطا والصواب

TT

* انفلونزا الطيور وتربية الدواجن داخل البيوت > من الأخطاء الشائعة في هذه الأيام عزوف البعض عن شراء وتناول الدجاج تزامناً مع التطورات الأخيرة في انتشار أنفلونزا الطيور، كنوع من الوقاية والحماية من الإصابة بهذا المرض. كما وأن الأمر قد اختلط على الكثيرين بالنسبة للتطعيم ضد الأنفلونزا، فمنهم من يعتقد أنه قد اكتسب حماية ضد المرض بمجرد أخذه التطعيم! إن الإصابة بأنفلونزا الطيور تحدث نتيجة الاتصال والتماس المباشر بالدواجن المصابة، أو الأسطح والأشياء والأدوات الملوثة ببراز تلك الدواجن، وتعتبر هذه الطرق هي الطرق الرئيسية لإصابة الإنسان بالعدوى.

وحتى الآن فمعظم الإصابات البشرية التي سجلت في المناطق الموبوءة حدثت في الأماكن القروية أو على أطراف المدن حيث توجد في المنازل مزارع دواجن صغيرة ملحقة بها كعادة متوارثة لدى سكان تلك القرى، والتي عادة ما يسمح فيها لتلك الطيور الداجنة بالتجوال بحرية داخل تلك البيوت كما تتوفر الفرصة الكبيرة لحدوث تماس بين الأطفال في تلك البيوت وبين هذه الطيور الداجنة من خلال لعب الأطفال في الحدائق والمزارع الملحقة بالبيت والتي توجد فيها الطيور الداجنة خارج الأقفاص ويسمح لها بالتحرك بحرية.

وبما أن الطيور الداجنة المصابة تطرح كميات هائلة من الفيروس عبر البراز، فإن فرص التعرض للجزيئات الملوثة والمنتشرة في الهواء المحيط بالمكان تكون كبيرة في مثل هذه الظروف.

ونظراً لأن كثيراً من القرويين وذوي الدخل المحدود في آسيا، يعتمدون على الطيور الداجنة كمصدر للدخل والغذاء، فإن كثيراً من الأسر تذبح وتبيع وتستهلك تلك الطيور عندما تظهر عليها أعراض المرض بدلاً من التخلص منها، ولقد ثبت أنه من الصعب تغيير هذه الممارسات وتكون أقصى إحتماليات التعرض للعدوى عند حدوث عمليات الذبح والسلخ ونزع الريش وخطوات ما قبل الطهي. وحتى الآن لا يوجد أي دليل على أن الدجاج أو الطيور أو البيض المطهي جيداً تعتبر مصدراً للعدوى.

إذن ليس هناك أي داعٍ لهذا الخوف والابتعاد عن تناول الدجاج خاصة في بلد كالمملكة خالية تماماً من هذا الوباء، وفرضت حظراً على استيراد الطيور. ومقارنة بالأعداد الهائلة جداً التي وصلت للملايين من الطيور المصابة فإن حالات الإصابة البشرية المسجلة تدور حول 100 حالة فقط تركزت معظمها في مناطق قطعان الدواجن ومن يتعاملون معها ولم يعرف حتى الآن لماذا أصيب البعض بينما لم يصب البعض الآخر رغم تعرض الفريقين لنفس الظروف.

وما نؤكد عليه كنوع من الإجراء الوقائي عدم تربية الحيوانات داخل البيوت، لأن ذلك يعتبر خطأ صحيا. اما بالنسبة للقاح، فكثير من الناس يخلطون بين لقاح للتحصين الحيواني وآخر لتحصين البشر. وحتى الآن لا يوجد لقاح ضد الفيروس الذي يسبب أنفلونزا الطيور في الإنسان. وهناك لقاحات تنتج كل عام للأنفلونزا الموسمية ولكنها ليست مؤهلة للوقاية في حالة اجتياح الوباء.

* هل يمكن تأخير مظاهر الشيخوخة؟ > الكل وبلا استثناء يحلم بأن يظل شاباً في القوة والفكر والعطاء الى عمر متأخر في هذه الحياة، ولا يفتأ يبحث عن الوسائل والأدوية التي توصله إلى هذا الحلم الجميل. ولكل منا أن يحلم كيفما شاء. ولكن الخطأ أن لا نُتْبِعَ هذا الحلم سلوكياتٍ أساسية ضرورية للمحافظة على الصحة العامة في حدها الأدنى! إن الشيخوخة هي القانون البيولوجى للحياة ولا يمكن تجنبها، ولكن مع التقدم العلمي وارتفاع مستوى المعالجة الطبية وانجاز وضع الخريطة الأولية للجينوم البشرى واكتشاف أسرار الحياة البشرية، يمكن تأخير أعراض ومضاعفات الشيخوخة، وتأخير أمراضها مثل عته الشيخوخة ومرض باركنسون وهشاشة العظام ومرض السكري وأمراض النوبات القلبية والأوعية الدموية والأورام.

إن إتباع الأساليب الصحية في جميع نواحي الحياة يساعد علي تأخير ظهور الشيخوخة ويقلل من خطر الإصابة بتلك الأمراض المصاحبة لها. فلا بد من المحافظة على رطوبة الجسم من خلال شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل، إلى جانب الاهتمام بالبشرة والعناية بها. وكذلك تناول فيتامينات ومعادن من مضادات التأكسد لإبطال مفعول الجذور الحرة، لأنَّها تساعد في الوقاية والعلاج من السرطان وتعالج الماء الأسود (ضغط العين) والماء الأبيض (الكاتاركت)، ومن مضادات التأكسد:

* فيتامين E 400 ـ 1000 وحدة يومياً لحماية غشاء الخلية، ويبدو أنَّه مفيد ضد أمراض القلب، والخرف، والرعاش.

* عنصر «السيلينيوم»، وذلك للاعتقاد بأنَّه يقلل خطر السرطان.

* «بيتاكاروتين» وهو اللون البرتقالي في الجزر فقد يساعد في علاج السرطان والبرد والأنفلونزا، كما يدعم الجهاز المناعي.

* فيتامين C 1000 ـ 2000 ملجم يومياً.

* كما يمكن تناول فيتامين 1 B وفيتامين ب المركب B-Complex، ويبدو أنَّ فيتامين B12 يقلل من تدهور القوى العقلية، مثل الارتباك، ونقص الذاكرة، والكآبة.

*عامل Co-enzyme Q10 الذي قد يساعد في أمراض القلب، فقد وجد أنَّ ثلاثة أرباع مرضى القلب يفتقرون إلى هذا الإنزيم، وهو أنزيم القلب.

هذا إضافة إلى التغذية الصحية الغنية بالخضار الطازجة والفواكه؛ لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي تبطل عمل الجذور الأكسجينية التي تتركها العائلة الحيوانية مثل اللحم والسمك والحليب والبيض وغيرها.

وممارسة نوع من التمارين يومياً لتقوية العظام، والوضع العاطفي والذهني والهضم والدورة الدموية، وعدم التدخين والابتعاد نهائياً عن المخدرات والكحول.

آلام الظهر.. الخلود للراحة ليس دائماً إيجابيا يُخطئ الكثيرون في تعاملهم الخاطئ مع ألم الظهر، ويكتفي معظمهم بالمسكنات والراحة التامة للظهر وقد يمتد ذلك لبضعة أسابيع، فلا تلبث الحالة أن تتطور وتستفحل وتصبح بحاجة للتدخل الجراحي بعد أن كان علاجها لا يتعدى بضعة أقراص وكريمات مسكنة مع ممارسة نوع من أنواع الرياضة التي تقوي العضلات! والصحيح علمياً أن هناك بعض التمارين البسيطة التي لها فعالية جيدة في تخفيف ألام الظهر وهذا يخالف اعتقاد بعض الأشخاص من أن بقاءهم بالفراش يساعد على تخلصهم من ألم الظهر، والعكس صحيح، فبقاؤهم في السرير لأكثر من يومين قد يضعف عضلات الظهر ويبطئ عملية الشفاء، بينما المطلوب أن يتخلص الإنسان من الحركات القوية والمفاجئة أو حمل الأشياء الثقيلة.

وآلام الظهر تختلف أنواعها باختلاف المسببات، وبالتالي يكون لكل نوع طريقة علاج خاصة به. فمن أكثر آلام الظهر شيوعاً، الشعور بألم خفيف في عموم الظهر، نتيجة تصلب في أحد المفاصل أو تشنج في إحدى العضلات بسبب الجلوس لفترة طويلة على وضع واحد. وقد ينحصر الألم في جهة واحدة من أسفل الظهر، لاسيما قرب الإلية وفي الفخذ من الخلف، بسبب مشكلة ما في مفصل الحوض. وقد يمتد الألم إلى الساق مع احتمال الشعور بخدر وتنميل وضعف، ويرجع السبب هنا إلى الإصابة بالتهاب عرق النسا بسبب ضغط أحد الغضاريف على العصب. وهذه الحالة تستوجب العرض على الطبيب لتحديد التشخيص بدقة ومن ثم العلاج المناسب. وقد يكون ألم الظهر عميقاً وفي جهة واحدة من العمود الفقري ويشتد مع الحركة خلال النهار أكثر من الليل، بسبب الضغط على الفقرات، ربما بعد رفع شيء ثقيل أو حركة خاطئة. وقد يكون الألم في وسط الظهر ويزول بتغيير الوضع أو الحركة، والسبب عادة خطأ في الجلوس أو الوقوف أو الاضطجاع، وعلاجه يكون بتعديل طريقة الوقوف والجلوس.

أما علاج الحالات الأخرى فيكون بالراحة في الفراش مع تناول أحد المسكنات وأن يعقب ذلك ممارسة نشاط عضلي خفيف لتقوية العضلات.

أما إذا لم تستجب الحالة فلا ننصح بأخذ أي دواء آخر ذاتياً بل يجب أن يكون بإشراف طبي، لأن بعض الأدوية تصلح مع شخص ولكنها لا تصلح مع الأخر وكذلك الحال مع طرق العلاج الأخرى، أما مسكنات الألم في حالة ألم الظهر فهي ضرورية ولكن يجب الحذر من الإكثار منها خصوصا للمصابين بالقرحة أو أمراض المعدة.