استشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

* ألم الصدر > أبلغ من العمر 51 عاماً، لدي ارتفاع في ضغط الدم ولا أدخن، أشكو من شيء يضغط على صدري عند الجماع، هل له علاقة بالقلب؟

وائل. ع ـ جدة ـ هناك فحوصات يجدر بالإنسان أن يقوم بها وفق نصائح طبية مبنية على أبحاث واسعة حول جدواها. وهي خاصة بمعرفة وجود أمراض الجسم قبل ظهورها على هيئة مرضية من أجل تداركها والوقاية منها أو علاجها في وقت مبكر. أنت في سن يجب عليك إجراء فحوصات القلب الروتينية حتى لو لم تشكُ من أي شيء، كتخطيط القلب العادي أي أثناء الراحة، وإجراء اختبار جهد القلب مع تخطيط القلب في نفس الوقت كي يعرف الطبيب حال الشرايين لديك وحال كهرباء القلب مع الجهد، إضافة الى قياس مدى اللياقة الرئوية القلبية العضلية لديك، كما أن عليك إجراء تحليل السكر والدهون في الدم مرة كل خمس سنوات. الشعور الذي ذكرت ربما يكون له علاقة بالقلب وربما لا يكون والفاصل في حالة الاشتباه هو إجراء اختبارات وفحوصات لتأكيد الأمر حتى يُعالج أو نفيه حتى يرتاح الإنسان من القلق بلا داع. أنصحك بمراجعة طبيب الباطنية وهو سيبحث الأمر بشكل أدق وسيجري لك اختبار جهد القلب وتحاليل الدم، إضافة الى أشعة الصدر العادية، ولو كان أي من هذا غير طبيعي فسيحولك للمختص. ألم شرايين القلب أو ما يسمى بنوبات الذبحة الصدرية تحصل نتيجة قصور الشرايين في تزويد عضلة القلب بالدم أثناء بذل الجهد أو بعد تناول الطعام أو عند الضغط النفسي، والجماع عبارة عن جهد بدني ونفسي عاطفي يتطلب كفاءة في قدرة الشرايين على تزويد القلب بالدم. ألم القلب ليس من النوع الذي يشبه الطعن أو وخز الإبرة، بل هو أقرب الى الثقل الضاغط على الصدر أو الألم البارد صعب الزوال أو غيرها من صفات الألم وذلك في أي منطقة ما بين الفك السفلي الى سرة البطن.

الإغماء > تصيبني نوبات إغماء مع أني لا أشكو من أية أمراض، أعمل مدرسة. لم يجد الأطباء سببا، ماذا أفعل؟

وداد مهران ـ القاهرة ـ هناك أسباب كثيرة قد تؤدي الى حالات الإغماء مع فقدان التوازن والوعي وتزول بعدها. من المهم تناول الطبيب للأمر بروية لمعرفة السبب، فهناك اضطرابات الأذن الوسطى واضطرابات النبضات ونوبات الصرع وفقر الدم وغيرها من الأسباب المتعددة.

نوبات الإغماء الشائعة والمرتبطة باضطراب الأوعية الدموية والعصب الحائر تحصل نتيجة نشاط زائد في الجهاز العصبي اللاإرادي، بمعنى أن تزويد الدماغ بالدم يقل للحظات مما يؤدي الى الإغماء، وأهم أسبابه هو الوقوف الطويل، أو الجفاف نتيجة نقص تناول السوائل أو زيادة فقدانها مع الحر أو الإسهال أو غيرها، السعال المتواصل، صعوبة التبول أو التبرز، أو الانفعال العاطفي الشديد بأنواعه وهو كثير في النساء خاصة ممن يتكرر لديهم منذ مرحلة متوسط العمر.

المهم هو التنبه قبل حصول النوبة، وهناك علامات تحذيرية كاصفرار الجلد أو الشعور بحرارة في الجسم أو الضعف أو خفة الرأس أو الرغبة في القيء أو زيادة العرق أو زيادة سرعة التنفس أو زيغ الإبصار أو الصعوبة في السمع وغيرها. وحينها على المرء الجلوس والارتياح وتجنب الوقوف حتى زوال هذه المشاعر.

الفحوصات ضرورية جداً كي لا تكون هناك أسباب عضوية، وتشمل تحاليل الدم لنسبة الهيموغلوبين والسكر، ومقدار ضغط الدم وإيقاع وعدد نبضات القلب في الدقيقة وتخطيط القلب وفحص الأذن والسمع، إضافة الى باقي الجهاز العصبي.

ممارسة الرياضة والعلاج النفسي > هل الرياضة تخفف من الأمراض النفسية؟

عادل جودت ـ بيروت ـ نعم الرياضة البدنية جزء مهم من الوقاية والعلاج للأمراض النفسية وللضغوط النفسية وتقليل آثارها على الجسم والعقل، كما أنها جزء من برامج ترتيب النوم والاستيقاظ، إضافة الى دورها الحيوي في منع الكثير من أمراض الجسم العضوية كأمراض القلب والدماغ والمفاصل وتخفيف إزعاج الأعراض غير المرضية والمرتبطة بإرهاق الجسم أو تلبك خطوات عمله كتشتت التفكير وغازات البطن وغيرها.

وكثير من الأطباء النفسيين اليوم يجعلون ممارسة الرياضة البدنية يومياً جزءاً من برنامج العلاج النفسي الشامل، إضافة الى الحبوب الدوائية والجلسات العلاجية، فالدكتورة كريستن دوغلاس من مايو كلينك قالت في إحدى تعليقاتها: هناك أدلة علمية قوية على أن الرياضة ترفع من مستوى المزاج وتقلل من أعراض الاكتئاب وهي جزء أساس من علاجه. والباحثون يعتقدون أنه كذلك أساس في علاج القلق لمنع حصوله أو تكرار الإصابة به. والرياضة البدنية المقصودة للتخفيف من الأمراض النفسية ومنع الإصابة بها ليس المقصود بها الرياضة العنيفة، بل ان المشي السريع أو الهرولة لمدة عشرين دقيقة هو كل ما يلزم، وهي ما تترك أثراً على الجسم يظهر مع تكرار الممارسة على المدى المتوسط.

وهناك أسس علمية لهذا الأمر فإفراز مواد أندروفين المشعرة بالراحة والنشوة يرتفع مع ممارسة الجهد البدني مما يخفف من توتر عضلات الجسم ويقطع الطريق على اضطرابات النوم ويقلل من مستوى هرمون الضغط أي الكوليسترول، وكذلك ترتفع حرارة الجسم بشكل معتدل مما يعطي تأثيراً مهدئاً للجسم.

والباحثون النفسيون يسوقون قائمة من مجموعة فوائد تتعلق بزيادة الثقة بالنفس وتركيز الذهن في التفكير والقدرة على الاختلاط بالناس وسهولة تعلم وإتقان المهارات الاجتماعية.