بين الخطأ والخلود للراحة

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

> يُخطئ الكثيرون في تعاملهم الخاطئ مع ألم الظهر، ويكتفي معظمهم بالمسكنات والراحة التامة للظهر، وقد يمتد ذلك لبضعة أسابيع، فلا تلبث الحالة أن تتطور وتستفحل وتصبح بحاجة للتدخل الجراحي بعد أن كان علاجها لا يتعدى بضعة أقراص وكريمات مسكنة مع ممارسة نوع من أنواع الرياضة التي تقوي العضلات!.

والصحيح علمياً أن هناك بعض التمارين البسيطة التي لها فعالية جيدة في تخفيف آلام الظهر، وهذا يخالف اعتقاد بعض الأشخاص من أن بقاءهم بالفراش، يساعد على تخلصهم من ألم الظهر، والعكس صحيح. فبقاؤهم في السرير لأكثر من يومين، قد يضعف عضلات الظهر ويبطئ عملية الشفاء، بينما المطلوب أن يتخلص الإنسان من الحركات القوية والمفاجئة أو حمل الأشياء الثقيلة.

وآلام الظهر تختلف أنواعها باختلاف المسببات، وبالتالي يكون لكل نوع طريقة علاج خاصة به، فمن أكثر آلام الظهر شيوعاً، الشعور بألم خفيف في عموم الظهر، نتيجة تصلب في أحد المفاصل أو تشنج في إحدى العضلات بسبب الجلوس لفترة طويلة على وضع واحد. وقد ينحصر الألم في جهة واحدة من أسفل الظهر، لا سيما قرب الإلية وفي الفخذ من الخلف، بسبب مشكلة ما في مفصل الحوض. وقد يمتد الألم إلى الساق مع احتمال الشعور بخدر وتنميل وضعف، ويرجع السبب هنا إلى الإصابة بالتهاب عرق النسا بسبب ضغط أحد الغضاريف على العصب. وهذه الحالة تستوجب العرض على الطبيب لتحديد التشخيص بدقة ومن ثم العلاج المناسب.

وقد يكون ألم الظهر عميقاً وفي جهة واحدة من العمود الفقري ويشتد مع الحركة خلال النهار أكثر من الليل، بسبب الضغط على الفقرات، ربما بعد رفع شيء ثقيل أو حركة خاطئة. وقد يكون الألم في وسط الظهر ويزول بتغيير الوضع أو الحركة، والسبب عادة خطأ في الجلوس أو الوقوف أو الاضطجاع، وعلاجه يكون بتعديل طريقة الوقوف والجلوس.

أما علاج الحالات الأخرى فيكون بالراحة في الفراش مع تناول أحد المسكنات، وأن يعقب ذلك ممارسة نشاط عضلي خفيف لتقوية العضلات.

أما إذا لم تستجب الحالة فلا ننصح بأخذ أي دواء آخر ذاتياً، بل يجب أن يكون بإشراف طبي، لأن بعض الأدوية تصلح مع شخص، لكنها لا تصلح مع الآخر، كذلك الحال مع طرق العلاج الأخرى. أما مسكنات الألم في حالة ألم الظهر فهي ضرورية، لكن يجب الحذر من الإكثار منها، خصوصا للمصابين بالقرحة أو أمراض المعدة.

مهارة الكلام لدى الطفل > يخطئ الكثير من الآباء والأمهات في عدم تدريب طفلهما النطق السليم ومخارج الحروف بطريقة صحيحة، وقد يتعمد البعض منهم التحدث إليه بكلمات غير مفهومة كما يفعل الأطفال الصغار، مما يشكل سبباً في تأخر هذا الطفل عن نطق الكلمات مبكراً وبطريقة مقبولة.

الحقيقة أن الكلام مسألة مهمة للطفل، وتعلم النطق ولفظ الكلمات من أهم معالم النمو لدى الطفل، وهو مؤشر لنموه العقلي والاجتماعي والنفسي والبدني. لذا فمن المهم على الوالدين ملاحظة هذا الأمر، ومتابعة الطفل، وتنمية مهارة الكلام لديه، لكن من دون قلق أو خوف إذا تأخر في النطق قليلاً عن أقرانه.

فليس هناك من الناحية العلمية حد واضح للتأخر، فالأطفال يخهاتف في بداية التعلم والنطق وفهم الكلمات والجمل وتركيبها، اختلافاً واسعاً، كما يحصل عند بداية المشي والتسنين وغيرهما من معالم النمو.

إن بداية نطق الطفل ومحاولته التعبير عما يدور في ذهنه يعتبر إنجازاً كبيراً له، واكتشافاً رائعاً يفتح له آفاقاً واسعة، وفوق ذلك فهو متعة جديدة، ولعبة مسلية للطفل، خصوصاً عندما يساعده الأبوان على ذلك.

وللعلم، فإن بعض الأطفال قد يبدأون في نطق أول كلمة من الشهر السابع، بينما البعض الآخر يتأخر حتى عمر سنة ونصف السنة، كما أن بعضهم قد ينطق عدداً كبيراً من الكلمات قبل أن يتجاوز السنة ونصف السنة، بينما يتأخر غيرهم حتى السنتين ونصف السنة.

وكما يخهاتف في بداية النطق، فإن التقدم والتحسن في النطق يختلف أيضاً من طفل لآخر حسب البيئة التي يعيش فيها، وما إذا كان هو الطفل الأول أو الأوسط أو الأخير بين اخوته. وطالما كان الطفل ينمو بشكل طبيعي، ويفهم الكلمات التي يسمعها والأوامر التي تُطلب منه فلا داعي للقلق من تأخر نطقه للكلمات.

ومن أهم وسائل تعليم وتنمية مهارة الكلام لدى الطفل:

> الحديث معه باستمرار بنطق صحيح للكلمات من دون تحريف أو تقليد لطريقته ولو كان على سبيل الدعابة.

> اعطه الفرصة كي يفهم ما يُقال له ويلاحظ تعبيرات الوجه عند الكلام.

> الربط بين الكلمات التي تنطق والأفعال التي تُؤدى.

> تجنب الضغط على الطفل أو محاولة إرغامه على تقليد الكلمات أو رفض إعطائه بعض الأشياء التي يطلبها حتى ينطق باسمها، فذلك يولد لديه الشعور بالنقص، ويؤدي دوراً عكسياً تماماً.

> عرضه على الطبيب، إذا وصل إلى عمر سنتين ونصف السنة من دون أن ينطق أية كلمة للتأكد من سلامة حاسة السمع لديه واكتشاف أي أسباب أخرى لتأخر النطق، كتلك المتعلقة بالجهاز العصبي، أو النمو العقلي، أو ربما بسبب ثقل في اللسان يحتاج معه الطفل إلى تدريب خاص عند اختصاصي النطق.

* استشاري في طب المجتمع