أخبار طبية

TT

الذاكرة لا تعتمد على مساحة خزن المعلومات > العلماء من الولايات المتحدة لهم رأي آخر فيما تُبنى عليه قوة الذاكرة وتقييم مقدار الذكاء الذي يميز الناس بعضهم عن بعض، فالأمر لا يعتمد على توفر مقدار واسع من المساحة المفرغة لخزن المعلومات التي يظن الكثيرون أن كبرها وسعة حجمها أساس قدرة حفظ المعلومات وسهولة تذكرها، بل يعتمد وبالدرجة الأولى على توفر قدرات ترتيب المعلومات المهمة بطريقة يسهل استرجاعها. الدكتور إدوارد فوغل أستاذ علوم الأعصاب الذهنية من جامعة أوريغن في بحثه المنشور في مجلة «نيتشر» هذا الشهر، بين لأول مرة أن الذاكرة البصرية أو الإدراك يعتمد على قدرة تصفية المعلومات غير المهمة وصرفها بعيداً عن الذهن أثناء عملية حفظ المعلومات المهمة دون سواها لتسهيل خزنها وتسهيل استرجاع المهم منها حين الحاجة. والنتائج تقلب رأساً على عقب الاعتقادات السائدة بين الناس، وتسهم في تقييم قوة الذاكرة وتحديد علامات اضطراباتها، وتبين أن سعة قدرة التذكر، وهي ما تشكل عنصراً أساساً في الذكاء، تعتمد على ملكة خزن كمية المعلومات المهمة دون سواها في وقت واحد. و من جهة أخرى و في دراسة حديثة تبين أن التدريب الخاص الذي يتلقاه قائد الفرقة الموسيقية «المايسترو» يكسبه قدرة على استجماع حواسه بطريقة عملية أفضل، مما يمكنه وبسرعة من التنبه الى من العازفين يعزف بطريقة نشاز خارج النوتة دون باقي الفرقة.

ويعلق الدكتور جوناثن بيردوتي من مركز ويك فورست الطبي التابع لجامعة بابتست في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية على الدراسة التي تم عرض نتائجها في المؤتمر السنوي الخامس والثلاثين لمجمع علوم الأعصاب الأميركي: إن عملية تعدد الإحساس عند التفاعل في الاستجابة للمُؤثر التي يتم تدريب المايسترو عليها، تزيد من قدرة الدماغ على جمع وتوليف المعلومات من مصادر إحساس عدة كما يحس به أحدنا عند رؤية سيارة الإسعاف وسماع صفارة إنذاره معا، وهي عملية أثبتت أنها تسرع من استجابة المرء للأمر المؤثر عبر تميز ذلك الشيء ورفع مستوى الوعي به.

متى يضر الضجيج بالقلب؟

> العيش أو العمل في ظروف تتميز بالضجيج يرفع من احتمالات إصابة المرء بأمراض القلب، كما يقول الباحثون من ألمانيا في بحثهم المنشور في العدد الأخير من مجلة القلب الأوروبية.

الباحثون يقولون إن مجرد الضجيج وليس انزعاج المرء منه هو ما يؤذي القلب، مما يطرح ضرورة معرفة مستويات الضجيج الأمنة على القلب من غيرها الضارة قبل إعطاء نصيحة محددة للناس على حد قول الباحثين. و يضيف الدكتور ستيفان ويلش من المركز الطبي لجامعة شاريتي في برلين قائلا: يبدو أن مستوى 60 ديسيبل وما فوق هو ما يضر بالقلب. وهو معدل من الضجيج مساوٍ لما هو في مكتب كبير و مزدحم.

وفي سبيل دراسة الأمر قارن الباحثون حالة 2000 شخص أصيبوا بجلطة القلب و 2000 شخص آخر سليم منها، ومتابعة مستوى الضجيج الذي يعايشون، ووجدوا أن ارتفاع مستواه يرفع بمقدار الضعف الى ثلاثة أضعاف من احتمال الإصابة بجلطة القلب. الغريب في نتائج الدراسة هو تأثر الرجال بصفة أكبر من تأثر النساء وقلوبهن بالضجيج!. الآلية التي يتأثر بها القلب يبدو في رأي الباحثين مرتبطة بارتفاع مستوى الضغط النفسي مما يرفع معدلات هورمونات الضغط كالأدرينالين وغيره مما يرفع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول. وإن كان الأمر كذلك فإن التفاعل الشخصي مع الانفعال يؤثر سلباً عبر التدخين أو الإحساس بشكل أكبر بضغوط العمل.

ويخطط الباحثون الى إجراء مزيد من الأبحاث الدقيقة حول الأمر وخاصة تحديد مقدار الضجيج الضار، خاصة لوقاية مرضى شرايين القلب أو من هم عرضة لها، هذا بالإضافة الى آثار الضجيج الضارة على الأذن، إذ في بريطانيا وحدها يوجد حوالي 170 ألف شخص يعانون من نقص السمع أو طنين الأذن و غيرها نتيجة للضجيج. لذا فإن تعليق مؤسسة القلب البريطانية تضمن أن الدراسات السابقة تناولت بالإضافة لتأثير الضجيج على السمع تأثيره على مقدار النبض وضغط الدم وهما ما يؤثر على القلب، لكن من الصعب فصل التأثير هذا عن زيادة نوبات الغضب واضطرابات النوم وضغوط التفكير وغيرها من العوامل المؤثرة أيضاً على القلب، مما يملي إجراء المزيد من البحث قبل إعطاء نصيحة طبية حول هذا الأمر المتعلق بالضجيج للناس.

لقاح ضد النيكوتين قد يصبح حقيقة > يؤكد الباحثون من جامعة مينوسوتا أن اللقاح ضد النيكوتين من نوع نيكفاكس الذي بدأت تجاربه على البشر أخيرا هو أمن وفعال لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن عادة التدخين.

الدكتورة دوراثي هاتسوكامي مديرة مركز السرطان بجامعة مينوسوتا والباحثة الرئيسة في الدراسة التي شملت حوالي 70 من المدخنين بشراهة وتابعتهم لحوالي 10 أشهر قسموا الى أربع مجموعات وأخذوا ثلاث درجات من قوة اللقاح، ولقاح وهمي، ونشرت النتائج في العدد الحالي من مجلة العلاجات والصيدلة الإكلينيكية الأميركية. وقالت الدكتورة هاتسوكامي إن اللقاح يعمل من خلال تكوين الجسم لأجسام مضادة تسبح في الدم وتلتصق بمركب النيكوتين كي تمنعه من العبور الى خلايا الدماغ وبالتالي تقلل مع مرور الوقت من تأثر واعتماد خلايا الدماغ عليه حتى يتمكن الإنسان من التخلص من التدخين نهائياً.

ويتوقع المراقبون أن يكون اللقاح الجديد حلاً جذرياً لمشكلة التدخين لدى من يجد صعوبة في التوقف عنه، خاصة مع ظهور إحصائيات حديثة تؤكد أن ما يزيد على 170 ألف شخص يصابون بسرطان الرئة ويموت حوالي 160 ألف منه سنوياً في الولايات المتحدة نفسها فقط على سبيل المثال حيث نسبة التدخين تعتبر متوسطة مقارنة بالدول الأخرى، وتبلغ حوالي 20% من إجمالي السكان، بينما ترتفع النسبة الى معدلات تبلغ أضعاف هذه النسبة في الدول النامية. وعلى حسب قول الباحثين فإن أهم الآثار الجانبية و أكثرها شيوعاً هي الآلام في منطقة العضد حيث يُعطى اللقاح عبر الحقن تحت الجلد، وبعض المتلقين له شكوا من صداع و آلام في عضلات الجسم لبضعة أيام فقط. لكن الباحثين استدركوا قائلين إن مزيداً من البحث يجب إجراؤه لتقييم الفاعلية بصفة دقيقة بعد النتائج المشجعة لذلك من خلال هذه الدراسة التي أكدت أمانه بالدرجة الأولى وتحمل الجسم البشري له خاصة وظائف الدماغ والجهاز العصبي. و الحاجة الى مزيد من البحث تمليها معرفة مدة مفعول اللقاح لمنع الحاجة الى التدخين وهل بإمكان من توقفوا عن التدخين استخدامه في منع عودتهم إليه.