15% من سكان العالم لا ينجبون

د. بشارة: الضغوط النفسية في بداية الحياة الزوجية قد تؤجل الحمل

TT

عانت البشرية من مشكلة العقم منذ بداياتها ومع بدء الخليقة، وكما أن هناك إنجابا فبديهي أن يوجد نقيضه وهو عدم الإنجاب، إلا أن هذه المشكلة أصبحت أكثر وضوحاً في العصر الحديث، حيث ارتفعت نسبة حدوثها لتعدد الأسباب التي تؤثر في عملية الإنجاب، فالعقم كان وما زال يشكل مشكلة من أهم المشاكل التي تواجه الأسرة بكاملها وليس فقط الزوجين. ومع تقنيات القرن العشرين، ومن أحدثها تقنية التلقيح بالأنابيب IVF والتوصل إلى طريقة التلقيح المجهري Micro-injection، التي ساعدت الرجال المصابين بانخفاض في أعداد الحيوانات المنوية على الإنجاب، وذلك باختيار أفضل حيوان منوي، كذلك التوصل إلى طريقة التشخيص الجيني، بعد أن يتم التلقيح بالأنابيب Pre-implantation genetic diagnosis، وذلك بأخذ خلية من الجنين بعد يومين من التلقيح وفحصها للتأكد من سلامة الجنين من التشوهات، أصبحت هذه المشكلة بسيطة، حيث اكتشفت أساليب عديدة للتغلب عليها. وهكذا تبدد قلق الخوف من عدم الإنجاب وتمكن الملايين من الأزواج الذين يعانون من صعوبة الإنجاب في الحصول على الذرية.

* العقم والإخصاب وأكد رئيس وحدة العقم والإخصاب واستشاري النساء والولادة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة، الدكتور مازن بشارة، أن نسبة العقم العالمية تبلغ 15% وذلك حسب الدراسات العالمية التي أجريت في هذا المجال، وقال ان نسبة 8% من هؤلاء من الممكن أن يتوصلوا للحمل باتباع أساليب العلاج الحديثة.

وذكر الدكتور بشارة في تصريحه لـ «الشرق الأوسط»، ان العامل النفسي في عمليات الحمل مهم جدا لأن الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها الزوجان، خاصة في بداية حياتهما الزوجية بضرورة سرعة الإنجاب قد تعرض الزوجين أو أحدهما إلى ضغوط نفسية شديدة قد تؤدي إلى تأخير حدوث الحمل. وكشف أن نسبة حدوث الحمل في كل شهر من الاشهر الأولى من الزواج تصل إلى 25% فقط، وقال د. بشارة إن جزءاً كبيراً من وقت الطبيب يذهب في محاولة تخفيف الضغوط النفسية الشديدة على المريض.

وأوضح رئيس وحدة العقم والإخصاب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، أن شروط الحمل الصحيح، بالنسبة للزوجة، تتمثل في التالي:

ـ قدرة المرأة على إنتاج البويضات. ـ أن تكون قناة فالوب مفتوحة وغير مصابة بالانسداد أو بالالتهاب.

ـ وجود رحم سليم لدى المرأة.

أما بالنسبة للزوج فيشترط للحمل الصحيح أن يكون عدد الحيوانات المنوية لديه في المعدل الطبيعي، وان تكون حركة الحيوانات وشكلها طبيعياً أيضاً.

وذكر الدكتور بشارة أن الطب الحديث قد نجح حتى الآن في علاج العديد من حالات العقم التي يمكن معالجتها مثل تمكين المرأة من إنتاج البويضة أو ما يعرف بتنشيط المبايض أو معالجة الرحم في بعض الحالات، وذكر أن هناك حالات لا تستجيب للعلاج، وبالتالي فإن أفضل وسيلة لها هي التلقيح خارج الرحم أو ما يعرف بأطفال الأنابيب وهذه العملية تصل نسبة النجاح فيها إلى 40% تقريباً. ورداً على سؤال طرحه مسؤول ملحق الصحة حول ارتفاع أسعار الأدوية لعلاج العقم، أكد د. بشارة أن التقنية الحديثة في إنتاج هذه الأدوية عالية جدا ونادرة وغير متوفرة إلا في عدد محدود من الدول. وكشف د. بشارة عن تجربة شخصية تتمثل في قيامه بزيارة إلى أحد مصانع الأدوية الخاصة بالعقم اضطر خلالها إلى المرور بعدة مراحل للتعقيم حتى يتمكن من مشاهدة عملية إنتاج الدواء.

* علاج العقم وشدد الدكتور مازن بشارة على ضرورة وجود تقنية عالية في مختبرات الأجنة لضمان نتائج جيدة في علاج حالات العقم لدى الرجال والنساء، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة توفر كفاءات طبية عالية المستوى لنجاح علاج مثل هذه الحالات. ويقصد بتطور مختبر الأجنة بأن يحتوي على الأجهزة التي تساعد في تجميع وتلقيح البويضات ومن ثم حفظها في جو معقم وتحت درجة حرارة وتهوية معينة لضمان نتائج عالية. وأكد على أن معظم الكفاءات الطبية التي تعمل في مستشفى الملك فيصل حصلت على شهاداتها الطبية من جامعات في شمال أميركا وكندا، وهي الجامعات التي تعتبر الأكثر تطورا في المجال الطبي على المستوى العالمي.

يشار إلى أن مختبر الأجنة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، هو الوحيد في المنطقة المعترف به من الكلية الأميركية لعلم الأمراض والمختبرات.