بين الخطا والصواب

ليس كل نوبة تشنج صرعا

TT

> يخطئ البعض في وصف كل حالة تشنج عضلي أو عصبي أو اضطراب في درجة الوعي تحدث لشخص ما بأنها «نوبة صرع»، ولا يتم التفريق بينهما، ولا يتم استشارة الطبيب في ذلك إلا في وقت متأخر، وقد يكون بعد فوات الأوان! الصرع عبارة عن حالة مرضية مزمنة من نوبات متكررة غير مستثارة. مع توفر الدليل على وجود نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ بعد النوبة. وتتوقف مدة النوبة على نوعها، فهي قد تستمر من بضعة ثوان إلى عدة دقائق، وفي حالات نادرة ربما تستمر لعدة ساعات. فمثلا، تستمر النوبة التوترية الارتجاجية من 1 الى 7 دقائق أما نوبات التغيب فإنها قد لا تستمر سوى لبضعة ثوان في حين قد تستمر النوبات الجزئية المركبة من 30 ثانية إلى ما بين دقيقتين وثلاث دقائق. أما «النوبات الصرعية الارتجاجية المستمرة» فهي نوبات ربما تستمر لعدة ساعات وهذا قد يشكل حالة طبية خطيرة. وعلى العموم، فإن النوبات في معظمها قصيرة المدة وتتطلب إسعافا أولياً. وتختلف طبيعة النوبات تبعاً لنوع الصرع الذي يعاني منه الشخص، فبعض النوبات يمكن الانتباه إليها بسهولة بينما قد لا يكون بالإمكان معرفة بعضها الآخر نهائيا. ويصاحب أكثر أنواع النوبات انتشارا، فقدان الوعي إلا أنه في بعضها الآخر ربما لا يصاحبها سوى حركات بسيطة للجسم أو مشاعر غريبة. ومن المشاعر العامة التي تتعلق بالنوبات الصرعية الإنهاك الجسماني والذهني والارتباك وفقدان الذاكرة والقلق والخوف. وقد تولد بعض أنواع النوبات ظواهر بصرية وسمعية، في حين أن بعضها قد لا يترك شعورا. فإذا كان الشخص في حالة من اللاوعي أثناء النوبة فإنه قد لا يكون لديه أي شعور بالنوبة إطلاقا، كما أن كثيراً من الأشخاص يمرون بمرحلة النسمة قبل النوبة نفسها. ويشعر بعض الأشخاص بإحساس تحذيري قبل بدء النوبة يسمى «النسمة»، يساعد على تجنّب حدوث إصابات أثناء النوبة. فبعض الأشخاص يشعرون بتغيير في درجة حرارة أجسامهم والبعض يحسّون بالتوتر والقلق. وقد تكون النسمة بمثابة طرف الخيط الذي يوصل للتشخيص وتحديد ذلك الجزء من الدماغ الذي تبدأ منه عملية التفريغ.

وتختلف النوبات غير الصرعية عن النوبات الصرعية من حيث عدم توفر دليل على وجود نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ بعد النوبة، وكذلك من حيث عدم حدوثها بشكل متكرر. ومن بعض الأسباب الأخرى الأكثر انتشارا للنوبات غير الصرعية: تدني نسبة السكر في الدم، أمراض القلب، نزيف أو جلطة المخ، الشقيقة، التواء الأوعية الدموية، مرض عدم القدرة على مقاومة النوم «السِّنة»، الانقطاع عن تعاطي المخدرات والقلق.

* ولادة من دون ألم > تُخطئ الكثيرات من الحوامل في تحمل ألم ما قبل الولادة وأثنائها دون طلب المساعدة من طبيبتها المعالجة، حيث يتركز الألم عادة في أسفل البطن وعلى جانبي أسفل عظم الحوض وفي المنطقة من السرة إلى أسفل المنطقة التناسلية وأسفل الظهر، في حين أن الوسائل العلمية الحديثة التي تخفف من الألم أو تقضي عليه باتت في متناول اليد! في الحقيقة، لم تعد المرأة الحامل بحاجة لتحمل هذه الآلام والصمود أمامها، فهناك عدة طرق لمساعدة الحامل على تخفيف الألم قبل وأثناء الولادة. منها ما يتم باستخدام الأدوية المهدئة للألم، وهي تعطى عادة عن طريق الحقن العضلي وفي بعض الأحيان الحقن الوريدي ويعتمد نوع الدواء المستخدم وكيفية إعطائه والكمية المطلوبة على حالة أثناء عملية المخاض والوضع ويتقرر من قبل الطبيب المعالج. كما يمكن تخفيف الألم عن طريق رفع الروح المعنوية للحامل وتدريبها على الاسترخاء والتنفس بعمق أثناء حدوث الطلق مع تقديم إيضاحات علمية صحيحة عن مدى تحمل المرأة الحامل للألم، وما الذي يحدث أثناء عملية الوضع، فذلك يساعد بشكل كبير على تعود تحمل الألم بشكل أفضل أو عدم الإحساس به.

كما أمكن الآن أن تمر الحامل بعملية الولادة بدون ألم، وذلك بإعطائها مادة مخدرة بواسطة إبرة توضع في المنطقة بين فقرات الظهر في العمود الفقريEpidural Space وتحقن المادة مرة واحدة إذا كانت عملية الولادة متوقعة الحدوث خلال نصف ساعة. فتشعر الحامل بعدها بـ 5 ـ 10 دقائق بتنميل في الأطراف السفلى ثم تصبح التقلصات الرحمية اقل إيلاما، حيث تحس المريضة بها فقط إحساسا بسيطا عندما تكون الطلقة في أقصى شدتها ثم يكتمل مفعول الدواء خلال 10ـ 20 دقيقة ويستمر إلى نصف ساعة.

وقد تعطى الحامل المادة المخدرة بجرعات صغيرة، لكنها مستمرة معتمدة على حاجة المريضة وقرار الطبيب المعالج Continuous Epidural Block، خاصة إذا كانت الولادة مبكرة Preterm Labour، أو كان الحمل بتوأم، أو كانت الحامل مصابة أصلاً بأحد أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو السكر أو وجود بروتين في البول.