بين الخطا و الصواب

TT

* لا تهمل الأرق.. فهو عرض لمرض ما

* يعتقد الكثيرون خطأً بأن النوم ما هو إلا عملية روتينية يؤديها الشخص لتجديد نشاطه وزيادة حيويته واستقبال يوم جديد بما فيه من أعمال ومهام بدنية وعقلية. وإذا ما أصيب بالأرق في وقت من أوقات حياته، فإنه يلجأ إلى تناول قرص منوم إذا كان لديه من واجبات الحياة ما يستدعي ذلك أو أن يهمل الأمر تماماً ويستسلم للسهر غير مدرك مضاعفاته وسلبياته! إن هذا الاعتقاد بعيد عن الواقع ويخالف الحقائق العلمية التي تشير إلى أن هناك العديد من العمليات الحيوية في جسم الإنسان تحدث أثناء النوم، بل إن هناك عمليات أخرى لا يبدأ عملها إلا بعد أن يسدل الليل ستاره ويغط الشخص في نوم عميق ويستمر على ذلك طوال حياته دافعاً ثلث عمره ثمناً للاحتفاظ بحيويته وببريقه وأن يظل شاباً وإن تقدمت به السنون أو على الأقل مواكباً عمره الحقيقي لا أن يشيب وهو في ريعان شبابه.

إن ظهور الأرق في حياة أحدنا، بعد أن أصبح عرضاً شائعاً في عصرنا الحالي، يصيب ثلث سكان العالم بنسب تختلف قليلاً حسب المجتمع والعادات والتقاليد والعمر والجنس وطبيعة العمل وممارسة نوع من أنواع الرياضة من عدمه، لهو أمر يستحق العرض على الطبيب وأخذ رأيه وعمل كل الفحوص اللازمة للكشف عن السبب ومعالجته في حينه.

الإفراط في تناول المنبهات مثل القهوة والشاي والشوكولاته وخاصة في الفترة المسائية، عدم الانتظام للنوم في أوقات محددة، الشروع في النوم بينما مشاكل العمل والمنزل تستأثر بالدماغ لإيجاد حلول لها، تناول وجبات دسمة وثقيلة قبيل وقت النوم، المعاناة من الاضطرابات الهضمية مثل ارتجاع الحامض المعدي إلى المريء، المعاناة من أمراض مزمنة تسبب القلق ليلاً مثل مرض السكر الذي يتطلب القيام عدة مرات في الليلة الواحدة من أجل إفراغ المثانة، المعاناة من بعض الأمراض النفسية الحادة أو المزمنة مثل القلق والاكتئاب. كل هذه الأسباب تبدأ في الظهور مصحوبة بأعراض مختلفة حسب نوعها وشدتها ويكون الأرق واحداً من أعراضها. ولحل هذه المشكلة لا بد من اكتساب سلوك صحي وعادات صحيحة للنوم مثل:

* الخلود للنوم في وقت منتظم في كل ليلة.

* ترك الهموم ومشاكل الحياة خارج غرفة النوم.

* أخذ حمام دافئ مساء.

* وأن تكون وجبة العشاء خفيفة سهلة الهضم.

* تجنب شرب المنبهات وكذلك التدخين.

* الحليب غذاء متوازن وضروري

* يخطئ الكثير من الأمهات عندما إصرارهن على إعطاء الحليب لصغار السن فقط وتتهاون في إعطائه للكبار ثم تُفاجأ عندما يتم تشخيص حالة أحدهم بلين العظام أو الكساح أو اضطراب في الوظائف العضلية والعقلية. أو أن يصاب أحد كبار السن بكسر مفاجئ في أحد عظام الأطراف.! يعتبر الحليب ومنتجات الألبان بشكل عام من الأغذية الأساسية ليس فقط لصغار الأطفال كما يعتقد البعض، لكن خلال مراحل العمر المختلفة.

ويعتبر الحليب مصدرا مهما لعنصر الكالسيوم والفسفور والنحاس وفيتامين A وفيتامين B المركب، كما يحتوي اللبن على الأحماض الأمينية الأساسية التي تدخل في تركيب البروتينات.

يؤكد د. خالد مدني استشاري التغذية بوزارة الصحة السعودية أن الإنسان يحتاج خلال مراحل عمره المختلفة إلى تناول الكمية الكافية من الفيتامينات والمعادن من خلال تناول الغذاء الصحي المتوازن، وأن الحليب ومنتجات الألبان يعتبران أحد أساسيات الغذاء الصحي المتوازن.

وأن استمرار نقص المتناول من الفيتامينات والمعادن يؤثر سلبا على النمو كما يؤدي إلى خلل في وظائف الجسم العضوية والعقلية مما يمثل خطورة على صحة وحياة الفرد.

ويمثل الكالسيوم أكثر العناصر المعدنية من حيث وجوده في الجسم، فهو يشكل حوالي %2 من وزن الجسم ويوجد حوالي %99 منه في الهيكل العظمي والأسنان. ونسبة الكالسيوم إلى الفسفور في العظام والأسنان هي 2 ـ1. ويؤدي الكالسيوم وظائف عدة تتلخص في بناء العظام والأسنان وكذلك تنظيم بعض العمليات الحيوية في الجسم، فيساعد الكالسيوم في عملية تجلط الدم عند حدوث الجروح والمساعدة في الانقباضات العضلية بما في ذلك عضلة القلب. ومن الوظائف الأخرى للكالسيوم المساعدة في تنشيط إنزيم الليباز البنكرياسي Pancrcalic Lipase ، كما يقوم الكالسيوم بالمساعدة في امتصاص فيتامين B12 وكذلك في نقل الرسائل العصبية والمساهمة في تنظيم الكثير من عمليات الأيض.

ويعد الفسفور العنصر المعدني الذي يأتي في الدرجة الثانية بعد الكالسيوم من حيث كميته في الجسم ويشكل ما يقرب من %1 من وزن الجسم ، ويوجد ما يقرب من %85 من مجموع الفسفور الكلي في الجسم في العظام والأسنان متحدا مع الكالسيوم في صورة أملاح فوسفات الكالسيوم وهي صلبة وغير ذائبة ومسئولة عن إعطاء الهيكل الصلب، أما الباقي فيوجد في خلايا وأنسجة وسوائل الجسم في صورة أملاح أخرى للفسفور. إن الوظيفة الأساسية للفسفور هي انه يدخل في بناء العظام، كما يدخل في تركيب الأدينوزين ثلاثي الفوسفات Adenosine Triphosphate Atp وهو مركب الطاقة الناتجة من أيض الكربوهيدرات والبروتينات والدهون ويدخل الفسفور في تركيب الأحماض النووية التي تهيمن على عمليات انقسام الخلايا والتكاثر ونقل الصفات الوراثية، كما يشكل مركبا أساسيا في جدار خلايا الجسم وتلعب بعض أملاح الفوسفات الموجودة في سوائل الجسم دورا مهما في المحافظة على اتزان الحموضة والقلوية في الجسم.

* استشاري في طب المجتمع