دراسة عالمية جديدة حول سرطان المستقيم

العلاج الإشعاعي المتطابق يقلل من الانتكاسة الموضعية ونسبة رجوع الورم

TT

يعتبر سرطان المستقيم والقولون من أنواع السرطان العشرة الأكثر شيوعاً في العالم، حيث يحتل المركز الخامس في عدد المصابين من الرجال والنساء في معظم بلاد العالم. وعلى الرغم من ارتفاع معدل الاستئصال الجراحي فلا يزال نصف المرضى المصابين بسرطان المستقيم يموتون بسبب المرض.

يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 80 إلى 90% لدى المرضى المصابين بسرطان المستقيم في المرحلة الأولى مع الجراحة لوحدها.

غير أن المرضى في المرحلتين الثانية والثالثة من المرض معرضون جداً لحدوث انتكاسة موضعية أو انتشارية. ويعزى الانتكاس الموضعي على الأرجح إلى العوائق التشريحية في الحصول على هوامش جراحية قطرية واسعة على الرغم من وجود الهوامش بالطرفين بصورة ملائمة.

* دراسة عالمية

* الدراسة العالمية الجديدة المرفقة لكبير الفيزيائيين بمستشفى الملك فيصل التخصص ومركز الأبحاث بجدة الدكتور بلال علي مفتاح تؤكد أن العلاج الإشعاعي المتطابق يقلل من الانتكاسة الموضعية ونسبة رجوع الورم. وقد نشرت هذه الدراسة في المجلة العالمية Dis Colon Rectum المتخصصة في سرطان المستقيم والقولون. وقد أشارت هذه الدراسة التي أجريت مؤخراً على 49 مصاباً بسرطان المستقيم إلى فعالية الأشعة المعالجة إذا استخدمت بمعدل جرعات عالية كوسيلة علاجية في العملية، حيث يعطى مقدارا ثابتا خلال 4 أيام متتالية ويتم إجراء العملية بعد فترة من 4 إلى 8 أسابيع.

وقد أفاد د. بلال أن نتائج الدراسة أكدت نجاحها والتخلص من الأورام نهائياً بنسبة 68% من المرضى الذين أجريت لهم المعالجة المتطابقة، ويشير د. بلال أيضا إلى انه لم تحدث مضاعفات عند التدخلات الجراحية بعد المعالجة المتطابقة. كما أن هذه الطريقة توفر معدلات عالية لتخفيض مرحلة الورم وحجمه خصوصا بالنسبة للمرضى الذين يكون لديهم الورم في الثلث الأدنى من المستقيم.

وكان الغرض من هذه الدراسة تقييم فاعلية وسُمية المعالجة عن قرب بمعدل جرعات إشعاعية عالية كوسيلة علاجية قبل العملية، حيث أن العلاج الإشعاعي قبل العملية في حالة سرطان المستقيم يقلل من نسبة حدوث المعاودة الموضعية. وتشير المرحلة الثانية من الدراسة التي أجريت مؤخراً إلى انه يمكن النظر في إجراء الجراحة للمحافظة على المصرة في حالة وجود الآفات في الثلث الأدنى. وقد تم إعطاء المرضى، الذين تم تشخيص حالتهم على أنها سرطان غدي غازي في المستقيم من المرحلة الثانية إلى البداية المبكرة للمرحلة الرابعة، جرعة مقدارها (26) وحدة قياسية على مدى أربعة أيام علاجية متتالية بمعدل 6.5 وحدة قياسية يوميا كما يمكن استخدام المعالجة عن قرب في بطانة المستقيم بواسطة نظام توصيل بمعدل جرعات إشعاعية عالية. وكما هو مقرر أصلا فقد أجريت الجراحة بعد فترة تتراوح بين أربعة وثمانية أسابيع. تلقى المرضى الذين تبين وجود عقد مرضية ايجابية لديهم بعد العملية حزمة شعاعية خارجية لمنطقة الحوض مع علاج كيميائي من نوع 5 ـ فلوروراسيل.

وكانت النتيجة كالتالي: أجريت الدراسة على 49 مريضاً. كانت الأورام في الثلث الأدنى لدى 24 مريضا منهم، وفي الثلث الأوسط لدى 22 مريضاً، وفي الثلث الأعلى لدى 3 مرضى. اظهر تصوير بطانة المستقيم بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي قبل العملية أن المراحل السريرية للأورام كانت كما يلي: 3 ت2، 42 ت 3، 16 ن 1 ـ 2. كانت السمية الحادة المتعلقة بالمعالجة عن قرب محدودة بالتهاب المستقيم المعتدل الشدة (نظام تحديد السمية الحادة لمجموعة علاج الأورام الإشعاعي، الدرجة الثانية) لدى جميع المرضى. كان الورم لدى اثنين من المرضى ممتدا داخل القناة الشرجية مما أدى إلى حدوث التهاب جلدي من الدرجة الثالثة. خضع سبعة وأربعون مريضا للجراحة ورفض مريضان إجراء العملية بناء على النتيجة الطبيعية لتصوير المستقيم بالموجات فوق الصوتية بعد العلاج.

تم الحصول على استجابة سريرية تامة لدى 32 من أصل 47 مريضا (68%) وكان 32% من المرضى من الناحية الباثولوجية و 36% كانت لديهم بقية من بؤر دقيقة أو ورم سرطاني. ولم تحدث عند التداخلات الجراحية مضاعفات أكثر مما هو متوقع.

* الاستنتاج

* يستنتج من هذه الدراسة أن المعالجة عن قرب بجرعات لبطانة المستقيم قبل العملية تعتبر آمنة لأن السمية الحادة كانت موضعية بصفة أساسية مع التهاب المستقيم المعتدل الشدة (من الدرجة الثانية) والتهاب الجلد أحياناً (من الدرجة الثالثة) بالنسبة للأورام المنخفضة جداً.

وخلاصة القول أن هذه الطريقة توفر معدلا عالمياً لتخفيض مرحلة الورم وحجمه بالنسبة للمرضى الذين تكون الآفات لديهم في الثلث الأدنى من المستقيم وبذلك فهي تمثل فرصة قوية لجراحة المحافظة على المصرة لدى إجراء الاستقصاءات اللازمة في الدراسات المستقبلية بدرجة معتدلة.