أخبار طبية

TT

* الخلايا الجذعية علاج لجلطة القلب > برغم الفضائح الكورية الجنوبية المدوية حول أبحاث الخلايا الجذعية وانكشاف زيف ادعاءاتها، فإن الأبحاث الأوروبية والأميركية تسير بخطى أدق ضمن منهج المصداقية والرقابة العلمية على التجارب والدراسات. من هذا ما أعلنه الباحثون من جامعة ليوفين الكاثوليكية في بلجيكا عن نتائج أول دراسة عالمية لاستخدام الخلايا الجذعية في العلاج الفوري لحالات الجلطة القلبية، أي في المراحل الأولى للإصابة بها. في عدد الأسبوع الأول من يناير لمجلة لانست العلمية قال الباحثون البلجيكيون إن حقن مرضى الجلطة القلبية بخلاياهم الجذعية يقلل من حجم الضرر الناتج عن الجلطة كما أنه آمن عليهم، فحصول انسداد في الشريان التاجي المغذي لجزء من عضلة القلب والذي تنتج عنه حالة الجلطة القلبية يؤدي عادة الى تلف هذه الأجزاء من عضلة القلب، وكل الجهود العلمية منصبة منذ فترة طويلة لمحاولة إنقاذ أكبر جزء من العضلة بغية تخفيف الضرر الدائم على القلب ووظائفه.

الدراسة شملت 67 مريضا بالجلطة القلبية، والباحثون البلجيك قاموا بالآتي: بعد الإصابة بالجلطة تم فتح الشريان التاجي المسدود لكل المرضى، ثم بعد 24 ساعة قاموا بحقن خلايا جذعية مستخرجة من نخاع عظم المريض نفسه لنصف المرضى، والنصف الأخر منهم تم حقنه بسائل عادي. ثم جرت المقارنة بين تأثير كلا الطريقتين العلاجيتين.

وبعد مشاركة مجموعة من أطباء القلب والدم والأشعة والطب النووي في الدراسة والتقويم للتغيرات التي اعترت عضلة القلب وترويتها بالدم وحصول العمليات الحيوية الطبيعية فيها، كمؤشر على سلامتها وحياتها، وجدوا أن مجموعة المرضى ممن كانت إصابتهم بالجلطة بليغة قد استفادوا من الخلايا الجذعية بشكل أكبر وحصل لديهم تحسن في وظائف القلب بصفة أوضح من المرضى الذين لم تُعط لهم.

الدراسة بداية مشوار من الدراسات والأبحاث حول هذه الوسيلة العلاجية الجديدة وننتظر الكثير حولها.

* لقاح يمنع وفاة نصف مليون طفل سنويا > في بحث شمل 68 ألف طفل ونشر بعدد هذا الشهر من مجلة «نيو أنغلند» الطبية الأميركية طرح الباحثون من نتائج استخدام لقاح روتاتك RotaTeq للوقاية من حالات النزلات المعوية لدى الأطفال، والتي تتسبب في دخول مليوني طفل سنوياً الى المستشفى لتلقي العلاج ووفاة 500 ألف سنوياً على مستوى العالم. نتائج الدراسة، التي تُعتبر أحد أكبر الدراسات العالمية التي تُجرى قبل السماح بإنتاج واستخدام لقاح ما، تم إجراؤها من قبل الباحثين من كلية الطب بجامعة شرقي فرجينيا الأميركية، وأظهرت أمان تلقي هذا اللقاح الذي يُؤخذ عبر الفم وفاعليته الى مستوى يتجاوز 98% للوقاية من النزلات المعوية.

فيروسات روتا Rotavirus التي يوجه ضدها هذا اللقاح الجديد، تتسبب بوفاة طفل في كل دقيقة على مستوى العالم وإنتاج لقاح ضد هذا النوع من الفيروسات كان حلماً وأولية علاجية وقائية على مستوى العالم منذ عام 1970 كما يقول البروفسور ديفيد ماتسون الباحث الرئيس في الدراسة، وكان من الجلي أن هذه الفيروسات من أكثر ما يسبب وفيات الأطفال عالمياً لكن لا يُوجد حل جذري لمشكلتها. وكانت الجهود للوقاية منها قد تعثرت عام 1999 حينما أُجريت دراسة شملت أكثر من 60 ألف طفل للقاح ضدها، لكنه كان غير آمن نتيجة تسببه في ظهور مشاكل بالأمعاء وسددها بالتالي. اللقاح الجديد يشمل الوقاية من خمسة أنواع من فيروسات روتا التي تُشكل نسبة 90% من أنواعها المختلفة. اللقاح اليوم محل نظر إدارة الغذاء والدواء الأميركية وتنتظر أكثر من 50 دولة بحسب مصادر الشركة المنتجة نتائج الأمر كي تبدأ في إجراءات استخدامه لوقاية الأطفال من النزلات المعوية.

* ليالي الصيف الحارة ترفع ضغط الكبار > بينما يكون ضغط الدم منخفضاً خلال نهار أيام الصيف الحارة مقارنة بنهار الأيام الباردة، فإن كبار السن من مرضى ضغط الدم الذين يتناولون علاجاً ضد ارتفاعه يكون لديهم ضغط الدم عالياً خلال ليالي الصيف الحارة، مما يعني أن الظن السابق حول خفض مقدار جرعة علاج ضغط الدم لا يجب تغيرها خلال الصيف، هذا ما يقوله الباحثون من إيطاليا. الدكتور بيترو أميدو موديستي من جامعة فلورنسا راجع مع فريق البحث معه قراءات مقدار ضغط الدم فيما بين عامي 1999 و 2003 لدى 6400 من مرضى ارتفاع ضغط الدم. وبشكل عام وجد الباحثون أنه كلما ارتفعت حرارة النهار كلما انخفض ضغط الدم، وكلما ارتفعت درجة حرارة الليل كلما ارتفع ضغط الدم. كما لاحظ الباحثون أن مقدار ضغط الدم لدى كبار السن في الصباح يكون مرتفعاً في الأجواء الباردة مقارنة بالأجواء المعتدلة وليس الأجواء الحارة.

إن حرارة الجو تعتبر عاملاً إيجابياً مستقلاً لتوقع الارتفاع في مقدار ضغط الدم لدى كبار السن فقط الذين يتلقون علاجاً له. بينما ما يدفع بعض الأطباء لوصف أدوية أكثر خلال الأيام الباردة بخلاف الأيام الحارة لا يبدو أمراً علاجياً منطقياً مع هذه النتائج المنشورة في عدد يناير لمجلة ارتفاع ضغط الدم التابعة لرابطة القلب الأميركية. وهو ما علق عليه الباحثون بقولهم إن تعديلات علاج ارتفاع ضغط الدم حسب درجة حرارة الجو ربما كان أمراً خطيراً، لأنه قد يؤثر سلباً على حالة المرضى وخاصة تعرضهم لمضاعفات قلبية خلال الصيف وخلال الشتاء عبر آليات مختلفة. مما يؤكد الحاجة الى استخدام قياس ضغط الدم خلال 24 ساعة كمعيار أدق في تقويم درجة الارتفاع و مقدار الاستجابة للعلاج.

والحقيقة أن تغيرات ضغط الدم مع تناول العلاج غاية في التعقيد عند المتابعة وتحتاج الى دقة بالغة حينها خاصة لدى كبار السن.

* أدوية السعال سبب في تسويس الأسنان > الحملة ضد أدوية السعال من الشراب وغيرها ما تزال مستمرة في جهودها الخيرة، وكما سبق لـ «الشرق الأوسط» الحديث عن عدم جدواها ضمن خبر الإرشادات الأخيرة الصادرة هذا الشهر عن الكلية الأميركية لأطباء الصدر التي تحدثت عن الفائدة القليلة والضرر المحتمل على الأطفال لدى تناولهم أدوية السعال. فإن تقريراً صدر في عدد يناير ـ فبراير من مجلة طب الأسنان العام الصادرة عن أكاديمية طب الأسنان العام الأميركية يناقش الآثار السلبية لشراب وأدوية السعال على الأسنان وظهور حالات التسويس فيها، خاصة مع الصعوبات التي يواجهها الأطباء في إقناع الوالدين حول مدى استفادة الأطفال منها وتحديد أوقات الضرورة لتناولها.

المسألة لا علاقة لها بمحتوى السكر في هذه الأنواع من شراب مضادات الهيستامين وحده بل أيضاً بدرجة حموضتها، وهما أمران حينما يجتمعان يؤثران سلباً بشكل أكبر على الأسنان، عبر تكوين خدشات في أسطحها وظهور حالات التجويف و التسويس فيها. وعلق الدكتور بول بيوسمان الناطق الرسمي للأكاديمية قائلاً إن من المهم حين مراجعة طبيب الأسنان أن يناقش الوالدان معه الأدوية التي يتناولها الطفل لتبين مدى احتمال تضرره منها. وأضافت الى هذا الدكتورة كارولينا داكوستا الباحثة الرئيسة في الدراسة قائلة إنه بالرغم من أن بعض الأدوية من المهم تناولها لكنها قد تكون بليغة الضرر على الأسنان خاصة إذا ما أُعطيت للطفل وقت النوم أو عند عدم اتباع الأطفال أو مراقبة ذويهم العادات الصحية السليمة للعناية بالأسنان.

ولذا تنصح الدراسة باتباع ثلاثة أمور، الأول تناول الأدوية في أوقات تناول الأطعمة (قبلها أو بعدها) بدلاً من قبل النوم، ثانياً تنظيف الفم بالماء بعد تناول الشراب أو مضغ علك خال من السكر، ثالثاً تناول الكالسيوم أو استخدام الفلوريد. والسبب هو أن إفراز مادة اللعاب يقل أثناء النوم، ومعلوم أن اللعاب مادة تحمي وتنظف الأسنان كما أنها تُعادل درجة حموضة المواد المُتناولة، لذا تُتخذ الأمور السابقة كوقاية للأسنان كما تقول الدراسة.