الضمور البقعي في العين يرتبط بتقدم العمر

أحد أهم الأسباب الرئيسية في إصابة البالغين بالعمى في العالم

TT

الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر أحد أمراض العين المزمنة، وهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر الشديد لمن هم في عمر الستين فما فوق وهو أيضاً من المسببات الرئيسية لفقدان البصر للبالغين في جميع أنحاء العالم.

وعلى عكس الاعتقاد السائد، لا يعتبر فقدان البصر ـ الذي يسببه الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر، امرا محتوما لا يمكن تفاديه في مرحلة الشيخوخة، لذلك يجب حماية البصر بتبني أساليب الرعاية الصحية الخاصة وزيارة طبيب العيون بانتظام.

ويمكن لمرض الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر التأثير على حدة الإبصار المركزي الذي نحتاج إليه في النشاطات التي تتطلب «النظر المستقيم إلى الأمام»، مثل القراءة وقيادة السيارة ورؤية ساعة اليد والتعرف على الوجوه.

في بعض الأحيان يكون تقدم الضمور البقعي بطيئاً بحيث يمكن ملاحظة التغير في الإبصار. وفي أحيان أخرى يكون التقدم سريعاً مما ينتج عنه فقدان سريع للبصر ورغم أنه لا يسبب ألماً، لكنه يسلب القدرة على رؤية الأشياء.

ويوضح لـ «الشرق الأوسط»، الدكتور وليد بن عبد الرحمن بن إبراهيم التركي، استشاري ورئيس أقسام جراحات الشبكية والجسم الزجاجي والمدير الطبي لمجموعة المغربي، أن هناك نوعين من الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر، أحدهما جاف والآخر رطب:

الضمور البقعي الجاف المرتبط بتقدم العمر: يتسبب في 85% من حالات الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر وموت خلايا الشبكية ذات الحساسية العالية للضوء، مما يؤثر مباشرة على الرؤية الأمامية المستقيمة. وأهم أعراضه هو ضبابية خفيفة في الرؤية. وعادة يتطور الضمور البقعي الجاف المرتبط بتقدم العمر ببطء، بيد أن له القدرة على التطور إلى شكل آخر اشد ضراوة، يسمى الضمور البقعي الرطب المرتبط بتقدم العمر.

الضمور البقعي الرطب المرتبط بتقدم العمر: يتسبب في 15% من حالات الإصابة بهذا المرض، فهو مسؤول عن غالبية حالات فقدان البصر عبر تسببه في نمو أوعية دموية شاذة خلف الشبكية وتحت البقعة. وقد يؤدي ذلك لحدوث نزيف أو تكوّن نسيج ندبي (ندبة) أو قد يتسبب في تلف دائم. ويتطور التلف بمعدل أسرع من النوع الجاف مع ميل لإحداث المزيد من الفقدان الحاد لخاصية الإبصار المركزي أو الرؤية الأمامية المستقيمة.

وإذا تم اكتشاف المرض في الوقت المناسب، أي مبكراً، عندئذ قد تستطيع بعض طرق العلاج المتبعة في التعامل مع الضمور البقعي الرطب المرتبط بتقدم العمر، في تقليل أو تأخير فقدان البصر.

يصيب هذا المرض النساء أكثر من الرجال، ويعتبر حوالي 25% من الناس الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة مصابين بالضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر، و40% من الذين يعانون من هذا المرض في إحدى العينين يصابون عادة بالمرض في العين الثانية خلال خمس سنوات.

ويعتبر التدخين أحد المخاطر المساعدة على تطور الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر، وكذلك الوراثة (إذ يبدو أن الناس المنحدرين من السلالة القوقازية أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض)، ووجود تاريخ أسري مرضي مع ثبوت الإصابة. وكذلك النظام الغذائي الذي ينقصه تناول أنواع معينة من الفيتامينات والأملاح الغذائية بمعدلات كافية.

* الأعراض والتشخيص

* يقول الدكتور وليد التركي أن الأعراض تشمل العلامات التالية:

> نقص حدة البصر: العتامة والتشويش وانخفاض حدة الإبصار المركزي أو الرؤية الأمامية المستقيمة.

> العتمة المركزية: رؤية نقطة سوداء في ساحة الإبصار المركزي.

> اضطراب الرؤية: رؤية الأشياء متموجة أو منحنية.

> فقدان حساسية التمييز بين الألوان: رؤية الألوان باهتة وغير زاهية.

ويتم فحص العين بالطرق العادية من قبل طبيب العيون، ويمكن فحص الأعراض البصرية في البيت باستخدام لوحة المربعات المعروفة باسم «شبكة أمسلير»، ومراجعة طبيب العيون فوراً عند اكتشاف أي تغيرات لاكتشاف علامات داء الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر في وقت مبكر وتفادي فقدان البصر.

وباستطاعة طبيب العيون تحديد قابلية الشخص للإصابة بالضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر واكتشاف الاصابة عند حدوثها وتوفير خيارات العلاج. علماً أن العلاج المبكر يساعد في المحافظة على حدة الإبصار المتبقية، ولكنه لا يستعيد البصر المفقود.

* علاج ووقاية

* يتسبب الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر في العمى. وبما أن أنماط العلاج الراهنة لا تستطيع استعادة البصر المركزي المفقود، فان العلاج الناجح يمكنه جعل حالة المريض المصاب بالضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر مستقرة و/ أو يساعد في إبطاء تدهورها. وبالرغم من أن أنواع العلاج الجديدة الآن موضع دائم للدراسة والبحث إلا أن خيارات العلاج لا تزال تنحصر في الطرق العلاجية التالية:

الديناميكية الضوئية: تستخدم في علاج الضمور البقعي الرطب المرتبط بتقدم العمر، وتطبق هذه الطريقة بحقن دواء قابل للتنشيط ضوئياً في مجرى الدم ليصل الدواء إلى الأوعية الدموية غير الاعتيادية في العين، وفي العين يُنشط الدواء بواسطة أشعة الليزر الباردة، وذلك للمساعدة على تقليل خطر فقدان المزيد من حاسة البصر.

التجلط الضوئي بالليزر: تستخدم في هذه الطريقة حزمة ضوئية عالية الطاقة لإزالة الأوعية الدموية التي يتسرب منها الدم وبذلك يتم منع فقد المزيد من قوة البصر_ وبسبب الحرارة المتولدة تتلف شبكية العين عند نقطة العلاج_ ويؤدي ذلك إلى نشوء آثار جروح ونقاط عمياء، كما أن هذه الطريقة لا تصلح إلا لفئات مختارة من المرضى.

الأدوية المضادة للتأكسد: فيتامينات مركبة يومياً.

وللوقاية، تشير بعض الدلائل إلى احتمال تقليل خطر تطور المرض بإتباع الإجراءات الصحية البسيطة التالية:

> اخضع عينيك لفحوصات منتظمة وذلك لأن الكشف والعلاج المبكر للضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر يساعدان على تقليل وتأخير فقدان الإبصار المركزي.

> تناول وجبات غذائية متوازنة مثل الفاكهة والخضروات الغنية بالمواد المقاومة للتأكسد مثل فيتامين (أيه) وفيتامين (سي) وفيتامين (إي). واستشر طبيبك حول المكملات الفيتامينية في غذائك.

> استخدم نظارات شمسية لحماية عينيك من الأشعة فوق البنفسجية.

> مارس الرياضة بصورة منتظمة.

> توقف عن التدخين إذا ترك مرض الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر دون تشخيص وعلاج فستكون الخاتمة العمى الكامل. أما التشخيص المبكر واتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج فسوف يساعد في استقرار الحالة والمحافظة على ما تبقى من قوة الإبصار.