أخبار طبية

TT

* «تستيرون» الرجل وبخاخ الحشرات > أحد العوامل التي تقترحها دراسة حديثة لعقم الرجال هو التعرض للمبيدات الحشرية ذات المفعول قصير الأمد والمحتوية على مادة كلوربيريفوز chlorpyrifos أو أحد المواد المتحللة منها.

والقصة غريبة نوعاً ما، فبالرغم من قرار وكالة حماية البيئة الأميركية في عام 2000 حظر استخدام هذه المادة التي تعتبر من أكثر مواد المبيدات الحشرية المنزلية استخداماً، لأن لها تأثيرات على الجهاز العصبي المركزي لدى الأطفال، فإنه تم استخدام 19 مليون رطل (الرطل 453 غراما تقريبا) في الولايات المتحدة من هذه المادة، ليس هذا فحسب بل أشار التقرير القومي الثاني لتعرض البشر للمواد الكيميائية من البيئة الى أن 90% من الرجال ما يزال يُوجد في بولهم نسبة من المواد التي تتحلل إليها مادة كلوربيريفوز.

وكان الدكتور جون كيبير من جامعة ميتشغن في أنا أربر والباحث الرئيس في الدراسة الحديثة قد ذكر في دراسة سابقة أن ارتفاع مادة نافثول ـ 1 1-naphthol في بول الرجال مرتبط بنقصان تركيز الحيوانات المنوية وكذلك ضعف حركتها كما بزيادة احتمالات تلف الحمض النووي دي ان إيه داخل الحيوانات المنوية. وهذه المادة هي أحد المواد التي يتحلل إليها مركب كاربأرييلCarbaryl المستخدم كمبيد حشري في المزارع والحدائق. وفي بحثه الأخير بالاشتراك مع كلية هارفارد للطب ببوسطن ومراكز التحكم في الأمراض ومنع انتشارها في أتلنتا بولاية جورجيا، قام بدراسة على مدى ثلاث سنوات لمحاولة فهم تأثير مادة نافثول ـ 1 ومادة «تي سي بي واي» TCPY التي تنتج عن تحلل مادة كلوربيريفوز، على نسبة هورمونات الإنجاب لدى 268 رجلا ممن يتابعون في عيادات العقم.

الذي وجدته الدراسة المنشورة هذا الشهر في مجلة علم الأوبئة الأميركية أنه كلما ارتفعت نسبة هاتين المادتين في جسم الرجل انخفض مستوى هورمون الذكورة تستيرون، وهو ما يُعتبر أول إثبات على دور مادة كلوربيريفوز والمواد المتحللة منها على خفض هورمونات الرجولة وهو ما قد يُؤثر بالتالي على القدرات الإنجابية لهم بحسب قول الدكتور ميكير.

* الأحذية الهزازة تعالج مرضى السكري وجلطة الدماغ > الأحذية ذات جزء النعل لباطن القدم المزود بخاصية إعطاء نوع من الاهتزازات الخفيفة يمكن أن تكون مناسبة جداً لتحسين توازن المشي لدى المرضى المصابين بجلطة الدماغ أو الذين يعانون من مرضى السكري ممن تتأثر لديهم قدرات أعصاب الإحساس في الأقدام، كما يشير إلى ذلك الباحثون من بوسطن بالولايات المتحدة.

ويعتقد العلماء أن الاهتزازات من النوع الذي يمكن ضبط مقدارها بدرجة دون مستوى الإحساس العادي، أي أنها تعمل لكن قوتها دون ما يمكن للمرء الإحساس به، هي في واقع الحال مثيرة لنقاط معينة من الخلايا العصبية، مما يجعلها بالتالي تكتسب قدرة الإحساس بشكل أكبر حين الوقوف، وبالتالي تتمكن من إشعار الدماغ بمدى توازن الجسم، وعمله على إرسال إشارات عصبية لأجزاء الجسم المختلفة، لإعطاء مزيد من التحكم والضبط لذلك بصفة طبيعية، كما يشير الدكتور جيمس كولنز الباحث الرئيس لدراسة جامعة بوسطن حول الأمر.

ولإثبات هذه النتيجة قام الدكتور كولنز بإجراء اختبارات على مجموعة من مرضى السكري ومرضى جلطة الدماغ، حيث تم تحليل تأثير الوقوف باستخدام أحذية تُعطي أسطح نعلها لباطن القدم نوعاً من الاهتزازات عند الكعب وعند مشط القدم، ونشرت الدراسة في عدد شهر يناير من مجلة مدونات علم الأعصاب الأميركية. ونظر الباحثون فيها إلي خمسة أنواع من مؤشرات الترنح التي لوحظت أثناء المشي لدى المرضى، وتبين لهم أن مقدار الترنح قل بصفة ملحوظة باستخدام هذه الأحذية، والأهم هو التحكم في التوازن أثناءه.

وسيستمر الباحثون في دراسة هذا الأمر لمعرفة آلية تأثر الدماغ بهذه الاهتزازات من الحذاء، كيف يمكن أن تُطور هذه التأثيرات المفيدة للمرضى وقدراتهم على التحكم في توازن الوقوف والمشي، وكيف يمكن استخدامها حينما يكون الاختلاف في الاضطراب عند مرضى جلطات الدماغ في حال إصابة الجزء الأيسر أو الأيمنه. كما ستجرى المزيد من الدراسة والتحليل حول أنواع مختلفة من الحركات أثناء المشي كصعود الدرج وغيرها من الأنشطة اليومية.

والمأمول أن يتم أيضاً اختبار فائدة هذه الأحذية عند مرضى باركنسون وغيره من الاضطرابات العصبية.

* التلفزيون في غرفة النوم والجنس > الإيطاليون لهم رأي آخر حول التلفزيون، فالذي يبدو أن أهميته بالنسبة لهم تفوق أهمية ممارسة الجنس لدى المتزوجين منهم!، والسبب غير معروف إلى الآن. ففي دراسة نشرت هذا الشهر وتناقلتها وكالات الأنباء قام مجموعة من الباحثين النفسيين في إيطاليا بدراسة لمحاولة فهم تأثير التلفزيون وأنواع البرامج فيه على الحياة الجنسية لدى المتزوجين.

وشملت الدراسة مجموعة من 523 زوجا عبر استبيان يحدد جملة من الأمور المؤثرة على الأداء الجنسي والظروف المقللة أو المحفزة عليه. وإحدى نتائج الدراسة أشارت إلى أن وجود التلفزيون ومشاهدته في غرف النوم مرتبط بقلة الرغبة في اللقاء العاطفي بين الزوجين. وقارنت الدراسة الأمر لدى الأزواج ممن يضعون التلفزيون في غرفة النوم ويشاهدونه بمن لا يضعونه فيها أصلاً. وقال الدكتور سيرينيلا سالوموني إن لم يكن هناك تلفزيون في غرفة النوم فإن ممارسة الجنس تتضاعف بين الزوجين، فالأزواج ممن لا يُوجد تلفزيون في غرف نومهم يُمارسون الجنس مرتين في الأسبوع، وهو ما تنخفض نسبته إلى مرة في الأسبوع بفعل وجود التلفزيون في غرفة النوم.

وبمزيد من التدقيق تبين أن عمر الأزواج عامل مؤثر في الأمر، فمن كان فوق الخمسين منهم تأثر بشكل أكبر بوجود التلفزيون في غرفة النوم، لينخفض معدل اللقاء العاطفي من سبع مرات في الشهر إلى أقل من مرتين في نفس المدة. كما لاحظت الدراسة أن نوعية بعض البرامج المُشاهدة دون أخرى لها تأثير أيضاً، ففي حين أن أفلام العنف تُعطل الرغبة في الجنس لدى نصف الأزواج، فإن الأفلام الواقعية تحفز الرغبة العاطفية لدى ثلث الأزواج.