إبر الفوسفاتيديل كولين لإذابة الشحوم

تحذيرات طبية من الإفراط في استخدامها

TT

الجمال والرشاقة وتناسق أجزاء الجسم هو حلم كل فتاة وامرأة من بنات حواء اللائي فُطرن على حب الجمال والسعي الحثيث إليه. إلا أنهن يقفن عاجزات أمام وسائل التخسيس الطبيعية مثل الحركة والرياضة وتحديد نوعية الطعام وكميته. ولم يبقَ أمامهن إلا اللجوء إلى ما توصل إليه الطب الحديث من وسائل مختلفة جراحية وغير جراحية لتحقيق هذا الحلم، وإن كانت هذه الوسائل لا تخلو من بعض المضاعفات.

عمليات شفط الدهون هي إحدى تلك الوسائل التي تم تطويرها في السبعينات، ثم أدخلت عليها العديد من التحسينات فيما بعد، وهذه العملية تستخدم لإزالة التراكمات الدهنية مناطق معينة في الجسم. وهي حالة شائعة يعاني منها الكثير من الناس، خاصة النساء، حيث تسبب لهن إحباطاً وحرجاً أمام الأخريات.

وللتخفيف من المضاعفات المحتملة، يحاول العلماء والباحثون دوماً الوصول إلى أساليب أكثر سلميةً وأكثر أمناً للمريض. ومنها طريقة حل الدهون بالموجات فوق الصوتية لتكسير الدهون إلى أجزاء صغيرة يتم شفطها بواسطة أنبوب خاص وعبر فتحات صغيرة ومحدودة أو تُترك ليزيلها الجسم بدوره فيما بعد.

ومن الأساليب السلمية الأخرى التي تطبق حالياً في هذا المجال وتعطي نتائج مقنعة للكثيرين استعمال عقار يحتوي على مادة «فوسفاتيديل كولين» Phosphatidyl Choline والتي يفرزها الجسم بشكل طبيعي لاستخدامها في عملية استقلاب الشحوم.

* تحذير طبي

* إلا أن استشاري جراحة التجميل والحروق، الدكتور ممدوح عشي، الحاصل على الدكتوراه في جراحة التجميل من ألمانيا، يحذر من الإفراط في استخدام حقن «فوسفاتيديل كولين» Phosphatidyl Choline التي يتم استخدامها لإذابة الشحوم، وأكد لـ «الشرق الأوسط» أن استخدام هذه المادة ما زال قيد البحوث والدراسات وأن آثارها السلبية غير واضحة حتى الآن في حال استخدام جرعات كبيره منها.

وأضاف الدكتور عشي لـ «الشرق الأوسط» بأن هذه المادة كانت تستخدم في السابق لعلاج الجلطات الشحمية في الدم وارتفاع الكوليسترول فيه وأمراض الكبد. ثم بدأ استخدامها لإذابة الشحوم منذ عشرات السنين في البرازيل ولكن بحدود وبكميات صغيرة جدا. ومنذ عدة سنوات بدأت في الانتشار في العالم وبدأ إقبال المرضى عليها دون رقيب وأقبل الأطباء، خاصة المتخصصين في طب الأمراض الجلدية على استخدامها! وأفاد الدكتور ممدوح عشي بأن هذه المادة يُمْنَعُ استخدامها لإذابة الشحوم في أميركا وأوروبا بصورة رسمية وأن حقنها يتم على مسؤولية الطبيب فقط.

وأكد، أيضاً بأن استخدام أكثر من 10 ملجم في الجلسة الواحدة كل أسبوعين لا يؤدي إلى آثار سلبية، ولكن استخدام جرعات أكبر يمكن أن يؤدي إلى ظهور آثار سلبية كبيرة.

وأخيراً يشير الدكتور ممدوح عشي إلى أن استخدام هذه الإبر ينحصر على إذابة كميات صغيرة من الشحوم فقط مثل أعلى الرقبة والبطن والأفخاذ ولا يمكن استخدامها بشكل كبير وواسع.