بين الخطأ والصواب

TT

* لتكن نباتيا.. بشرط اتباع نظام غذائي نباتي مدروس > من الأخطاء الشائعة في مجتمعنا عزوف البعض عن تناول الأسماك واللحوم بدعوى الانضمام إلى فئة النباتيين في المجتمع، وغالباً ما يتبع هؤلاء ويحاكونهم في سلوكهم هذا الأطفال الصغار في الأسرة. وهذا لا شك يؤثر على النمو الطبيعي لهؤلاء الأطفال، إضافة إلى إصابتهم بأعراض سوء التغذية التي تنتاب الكبار أيضاً! والصواب هنا هو عدم الامتناع نهائياً عن تناول هذه الأصناف الرئيسية من الطعام لما تحتويه من عناصر غذائية مهمة يحتاج إليها الكبار والصغار على حدٍ سواء حتى يظلوا في حالة لياقة صحية معتدلة وخاصة بالنسبة للدماغ والجهاز العصبي.

ستون في المائة من مكونات الدماغ عبارة عن خلايا دهنية، وهي تحتاج إلى أحماض دهنية من نوع أوميغا ـ 3 لتمرير ونقل الرسائل والإشارات بين الخلايا العصبية.

والأطعمة البحرية وخاصة السمك منها كالتونة والسلمون والماكريل والسردين تحتوي على الأحماض الدهنية من نوع أوميغا ـ 3 التي يحتاجها الدماغ للمحافظة على قوة الترابط بين الخلايا الدماغية، إضافة إلى محتواها من البروتينات وفيتامينات(بي) وعناصر الزنك والسيلينيوم اللازمة للأداء المثالي والضرورية لسلامة الوظائف والعمليات الحيوية في الدماغ. أما عن الانضمام إلى فئة النباتيين في المجتمع فلا مانع من ذلك بشرط أن يتم اتباع نظام غذائي نباتي مدروس، يلبي احتياجات الجسم من الغذاء. لأن هناك احتمالاً من أن يعاني الأشخاص النباتيون أو الذين يتبعون الحمية النباتية في بعض الأحيان من نقص في البروتينات والفيتامينات مثل فيتامين ب ـ 12 وفيتامين د وفيتامين ب ـ 1، ومن بعض المعادن مثل الكالسيوم والزنك والحديد. وعليه فإننا ننصح بالآتي:

> ضرورة الالتزام بتناول الوجبات الغذائية بصورة منتظمة لأن إهمال ذلك قد يسبب ضعف الأداء الذهني والقلق والعصبية وتعكر المزاج.

> شرب كمية كافية من الماء يوميا حتى يظل التواصل الفعال والسليم بين الخلايا العصبية والدماغية في وضع جيد، دون المساس بالوظائف الحيوية وعدم التأثير سلبيا في مزاج الإنسان.

> تناول أطعمة غنية بالأحماض الدهنية الضرورية لاتمام عملية نقل الرسائل والإشارات بين الخلايا العصبية.

> تناول أطعمة غنية بالبروتينات التي تحتوي على كمية كافية من الأحماض الأمينية الضرورية للجسم والتي تتوفر في منتجات الحيوانات كاللحم والحليب والسمك والبيض، وكذلك البروتينات غير الكاملة والتي توجد في الحبوب كمصدر أساسي لها. وهي ضرورية لعمليات النمو وتحسين المزاج وتنشيط الدماغ كما تساعد على تخفيف حالات القلق والكآبة.

* من مزايا «مسحة باب» > من الأخطاء الشائعة، والتي تصل أحياناً إلى درجة الخطورة، أن تهمل المرأة أمر ظهور بعض الأعراض المرضية لديها دون أخذ الرأي والمشورة من الطبيب المختص. ومن ذلك ظهور نقطة دم من فتحة المهبل في غير موعد الدورة الشهرية، أو ظهور إفرازات مهبلية غير طبيعية، أو الإحساس بألم أثناء الجماع .. الخ وتتم الاستعانة بالطبيب بعد استفحال الحالة، ويكون التشخيص مع الأسف ورماً سرطانياً في عنق الرحم أو الرحم! إن الإهمال في مثل هذه الحالة يكلف ثمناً كبيراً من صحة وعمر المريضة، فهناك حوالي 370000 حالة جديدة من سرطان عنق الرحم تكتشف كل عام، ويحدث حوالي ثمانين بالمائة منها في الدول النامية. ويأتي سرطان عنق الرحم في المراتب المتقدمة بين السرطانات الأكثر شيوعا في العالم وهو من الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة بسبب السرطان بين النساء في الدول النامية. ويؤدي سرطان عنق الرحم إلى وفاة 274 ألف امرأة في جميع أنحاء العالم كل سنة. ولذلك وجب إجراء فحص دوري لعنق الرحم من قبل الطبيب الاختصاصي لاكتشاف أي تغيير غير طبيعي سواء في شكل النسيج أو ملمسه أو إفرازاته ومعالجته فوراً قبل أن يتحول إلى خلايا سرطانية.

ويعد سرطان عنق الرحم مشكلة من المشاكل الصحية المهمة ويتقدم المشاكل التناسلية التي تتعلق بالنساء خاصة في الدول النامية لضعف الوعي الصحي بهذه المشكلة وعدم الاستخدام الأمثل للموارد الصحية المتاحة في القطاع الطبي ببعض الدول وبالتالي عدم القدرة على تقديم فحص مسحة عنق الرحم لكل نساء المجتمع.

إن سرطان عنق الرحم هو من الأورام الخبيثة التي يمكن اكتشافها مبكرا جدا وعلاجها بدرجة نجاح عالية، كما تمكن الطب الحديث من التوصل إلى فحوص يمكنها اكتشاف أي تغيرات تطرأ في منطقة عنق الرحم وإيقاف نموها قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية. وهناك بعض التغيرات التي تحدث للمرأة بدون علامات واضحة ولفترة معينة ثم تختفي تلقائياً، وتغيرات أخرى تكون سريعة في تحولها إلى ورم سرطاني. وفي الحقيقة لا يمكن التمييز بين هذه وتلك ما لم يتم إجراء فحوص دورية بشكل منتظم لتجنب حدوث الاحتمال الثاني والخطير وهو التحول السرطاني.

ويأتي في مقدمة هذه الفحوص الفحص المسمى «مسحة پاپ لعنق الرحم» Cervical PAP smear ويُنصح عادة بعمله بشكل دوري مستمر لكل سيدة متزوجة عمرها بين 20 ـ 64 سنة.

وأخيراً على كل امرأة أن تلاحظ وجود أي نزيف رحمي بين دورة شهرية وأخرى أو حدوث نزيف بعد الجماع أو زيادة شديدة في الإفرازات المهبلية غير الطبيعية، وأن تسرع لاستشارة الطبيب المختص، فالكشف المبكر لهذه الحالة والعلاج الفوري يعطين نتائج أكيدة ومضمونة .