بين الخطا والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

* سمنة الطفولة قد تستمر مدى الحياة > من الأخطاء الشائعة أن تسعى معظم الأمهات الى تغذية أطفالهن بطريقة خاطئة ومبالغ فيها، وتصبحن السبب الرئيسي في إصابة الطفل بزيادة الوزن والسمنة، وذلك عن طريق اتباع طرق غذائية خاطئة وإعطاء الطفل كميات الطعام الزائدة عن الحاجة وخاصة في السنوات الأولى من حياته. ولا شك أن الأمهات ينتهجن هذا السلوك الصحي الخاطئ بحسن نيةٍ منهن حيث تعتقد معظم الأمهات أن السمنة المفرطة لدى الأطفال دليل على الصحة.

وهذا مفهوم خاطئ وغير صحيح لأن للسمنة أضراراً بالغة على الأطفال من الناحية النفسية والصحية والعقلية. وتشير النشرة الصادرة عن وزارة الصحة السعودية بمناسبة الحملة الوطنية لمكافحة زيادة الوزن والبدانة أن الدراسات توضح أن 80% من الأطفال ذوي البدانة المفرطة سيظلون هكذا فترة الشباب، وكذلك الأطفال المتحدرين من أبوين بدينين، كما تشير الدراسات الى أن الخلايا الدهنية تبدأ في زيادة عددها في الأطفال العاديين بعد السنة الأولى من العمر وحتى سن البلوغ حيث تزداد الخلايا الدهنية حجما وليس عددا في السنة الأولى. ومن الصعب جدا السيطرة على السمنة المفرطة لدى الطفل لأن الحمية محدودة جدا وتستطيع إنقاص حجم الخلايا الدهنية ولا يمكنها إنقاص عددها. مما يجعل السمنة في مرحلة الطفولة تستمر مع الشخص مدى الحياة.

والهدف من تبني وزارة الصحة مثل هذه الحملة هو توعية أفراد المجتمع بأضرار السمنة ومكافحة ظاهرة زيادة الوزن التي انتشرت في المجتمع وشملت الأطفال أيضاً ومنع آثارها السلبية على صحة الأطفال بشكل خاص، ومنها تقوس العمود الفقري، تصلب الشرايين، جلطة القلب، عدم القدرة على الحركة، والإحساس بالتعب بسرعة، إضافة الى التأثير النفسي الذي يجعل الطفل غير قادر على مشاركة بقية الأطفال في اللعب والحركة حيث تؤدي السمنة إلى سخرية الأطفال الآخرين والأصدقاء من الطفل لعدم قدرته على الحركة فيلجأ إلى الانطواء والاكتئاب والوحدة. وأيضاً تؤثر السمنة تأثيرا واضحا وقويا على التحصيل الدراسي للطفل، لأنه كلما زادت بدانة الطفل وكمية الشحم المتراكمة على صدره عجز عن التنفس الصحيح، فتقل كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسم والمخ مما يسبب الخمول للجسم والضعف للعقل.

ولا بد من أن تغير الأمهات هذا السلوك الغذائي مع أطفالهن حتى لا تتسببن في إصابتهم بهذا الداء الخطير الذي يلازمهم مدى الحياة. كما يجب عليهن تشجيع أطفالهن على ممارسة الرياضة بشكل عام والسباحة بشكل خاص. فبالنشاط الجسدي ينخفض الوزن ويحافظ الجسم على وزن مثالي ثابت.

* حذار من أعراض الوحام! > تتعرض نصف الحوامل تقريبا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل الى المعاناة مما يسمى بأعراض الوحام (التي تتميز ببعض الاعراض مثل التقيؤ، القلق، عدم النوم) والتي تختلف شدتها ومدتها من حامل لأخرى، وقد تزداد حالة المرأة الحامل سوءاً في بعض الأحيان بحيث تستعصي على جميع العلاجات المسكنة بالمنزل، ولكنها تظل تكابر في تحمل الألم اعتقاداً بأن ذلك أمر طبيعي. وبعدها يصبح القيء متعددا ومتكررا وينهكها ويضعفها فتجد نفسها أخيراً مضطرة الى الذهاب الى المستشفى لأخذ العلاج الاسعافي المكثف لحالتها.

تظهر علامات الوحام عادة في الصباح الباكر خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، ثم تزول بعد ذلك بساعات قليلة. وعلى هذا المستوى تعتبر أمراً طبيعياً يمكن السيطرة عليه بالوسائل المتاحة بالمنزل. ولكنها تزداد في بعض الحالات وتشكل حالة مرضية اسعافية إذا لم يتم استدراكها مبكراً ولم تعطَ العناية الكافية منذ البداية. خاصة أن هذه الأعراض ترتبط بالوضع النفسي للحامل فتزداد شدتها مع الارهاق والارتباك وتهيج الجهاز العصبي إلى درجة تصبح فيه بعض المناظر أو الروائح الشديدة قادرة على إثارة نوبة القيء بكل سهولة. وعلى المرأة الحامل في هذه المرحلة من الحمل أن تراعي أموراً عديدة، نذكر منها:

* أن تشغل نفسها عن التفكير الدائم بالحمل بالتسلية ومشاهدة المناظر الطبيعية.

* عدم التفكير في الحالة وتوقع القيء أو الغثيان قبل حدوثه.

* عدم النهوض مباشرة من على السرير بعد الاستيقاظ من النوم.

* الراحة قليلاً بعد تناول الفطور حتى لا تتعرض للقيء.

* أن تكون وجبة الفطور خفيفة وخالية من الدهون.

* أن تتعود على تناول وجبات غذائية خفيفة ومتعددة طوال النهار.

* أن تمارس الرياضة البدنية الخفيفة ومنها المشي ببطء في الحدائق العامة أو على شاطئ البحر، وذلك لتهدئة الأعصاب ولراحة النفس مما يزيل أو يخفف هذه الأعراض.