حذار من جلطات الأوردة العميقة

قد تنتقل نحو أحد فروع الشريان الرئوي لتتحول الى «سدادة رئوية» تهدد الحياة

TT

جلطات الساقين هي حالة تتكون فيها تخثرات الدم في الأوردة العميقة للساقين، وهنالك عاملان أساسيان يساهمان في حدوث الجلطات، الأول ركود الدم في الأوردة السفلي والثاني هو قابلية الدم غير الطبيعية لتكوين الجلطات.

إن انقباض عضلات الساق أثناء الحركة (كالسير) يساعد على دفع الدم في أوردة الساق وعودته إلى القلب، لذا فإن الراحة في الفراش لفترات طويلة أو خلال السفر لرحلات طويلة بالطائرة أو السيارة تعيق الشخص عن الحركة، أو أثناء الجراحات الطويلة يفقد الجسم حدوث هذه العملية الطبيعية والنتيجة تباطؤ حركة تدفق الدم إلى القلب ويحدث ذلك أيضا حال إصابة المريض بنقص القدرة الانقباضية للقلب في حالات هبوط عضلة القلب الاحتقاني.

كما قد تحدث حال استعداد الجسم غير الطبيعي لتكوين الجلطات كما يحدث لدى بعض السيدات لدى تناولهم حبوب منع الحمل، أو خلال فترة الحمل، أوقد تنجم عن التلوث، أو موروثة كما في حالات زيادة تخثر الدم بأنواعها، وقد تحدث جلطات الأوردة لدى بعض المصابين بمرض السرطان أو أمراض النسيج الضام، وفضلا عن ذلك فإن الإصابات والسمنة وإجراء الجراحات تزيد من مستوي عوامل التجلط في الدم بدرجة كبيرة.

* الأعراض

* يمكن أن تحدث الجلطات من دون ظهور أعراض على الإطلاق لو كانت جلطات صغيرة، أما إذا كانت الإصابة في الأوردة الكبيرة للفخذ، فان الساق تبدأ بالتورم والاحمرار والألم، وعندما تصيب الجلطة منطقة السمانة من الساق يشعر المصاب بالألم فيها.

وكما ذكرت فقد لا تحدث أعراض على الإطلاق، ولكن في حال انفصال إحدى هذه الجلطات عن مكانها، فقد تسير مع تيار الدم حتى تصل إلى الجانب الأيمن من القلب ثم إلى الشريان الرئوي ثم إلى الرئة حيث تنحشر هذه الجلطة في أحد فروع هذا الشريان  الرئوي ويطلق عليها السدادة الرئوية أو القذائف الرئوية وعندئذ يشعر المريض بألم حاد في الصدر وصعوبة التنفس وسرعة ضربات القلب ونقص الأكسجين والإغماء وحتى الوفاة.

من الصعب على الطبيب تشخيص جلطات الساق ببساطة بمجرد النظر أو فحص الساق، وفي حال وجود تورم وألم عند الضغط فإن الفاصل هنا هو إجراء بعض الفحوصات الطبية، والتي غالبا ما يكون أولها اختبار الموجات فوق الصوتية، وفي حال عدم تأكيد النتيجة يتم فحص الأوردة إما بالأشعة بعد حقنها بصبغة تلون الأوردة وتظهر الانسدادات بالأشعة، أو بالتصوير بالرنين بالمغناطيسي والذي لا يحمل أي خطورة، وله ميزة إظهار الأوردة عند المستويات العليا من الساق وفي منطقة الحوض، حيث من الممكن تكون الجلطات. وإذا أظهرت الاختبارات التشخيصية أن جلطات الساق تقتصر على أوردة الساق (منطقة السمانة) فقد تعاد الفحوصات على مدى الأسابيع التالية للتأكد من عدم تحرك الجلطة إلى أوردة ما فوق الركبة.

* العلاج

* يحتاج العلاج التقليدي لجلطات الأوردة إلى المكوث في المستشفى لفترة خمسة إلى سبعة أيام يتم خلالها إعطاء مسيل للدم والحاجة في هذه الحالة للبقاء في المستشفى لضرورة إجراء فحص الدم لضبط نسبة التخثر المرغوبة وتحديد الجرعة المناسبة للحالة ولضرورة إعطاء العقار المسمي بالهيبارين غير المجزأ عن طريق الوريد في الفترة الأولي، ويوجد اليوم نوع جديد من عقار الهيبارين مخفض الوزن الجزيئي وتعطى عن طريق حقن تحت الجلد مرة أو مرتين في اليوم من دون الحاجة إلى إجراء اختبارات كثيرة للدم، وهذه الطريقة الجديدة تمنح المريض فرصة العلاج في المنزل بسهولة.

ومع بدء العلاج بالهيبارين يعطى المريض نوعا آخر من مسيلات الدم يسمي الوارفرين ويؤخذ كأقراص عن طريق الفم، وتحتاج إلى عدة أيام لتظهر فاعليتها وتوصف للمريض غالبا لفترة بين 12 أسبوعا إلى ستة أشهر حسب شدة الحالة.

وفي الحالات الشديدة من جلطات الساقين يمكن إعطاء عقاقير مذيبة للجلطات للقضاء عليها نهائيا تحقن بشكل مباشر بإيصالها إلى مكان الجلطة عن طريق القسطرة، ومع ذلك فإن هذه الطريقة قد تكون فعالة فقط إذا تم إجراؤها خلال أسبوعين من تكون الجلطة.

بعد علاج حالة التجلط، على المريض اتخاذ سبل الوقاية من الإصابة بجلطات أخرى بارتداء جوارب طبية مرنة ومحكمة تلبس بصفة يومية من بدء النهار حتى قبل النهوض من السرير، ورغم أنها قد تكون غير مريحة، فإنها مهمة جدا إذ تقلل  بمقدار النصف الشعور بالألم عند السير والوقوف والذي يتبع غالبا حدوث جلطات الساقين، وتساعد هذه الجوارب على منع تورم الساق وتهتك الجلد وتلوثه.