الأرز الأسمر وتناول الخضار يقللان من ضغط الدم وجلطة الدماغ

TT

أكدت دراستان حديثتان من بريطانيا أن تناول البروتينات من مصادر نباتية وتحديداً من الخضار يقلل من معدل مقدار ضغط الدم، وأن تناول خمس حصص من الخضار والفواكه يقلل أيضاً من احتمالات الإصابة بجلطات الدماغ، هذا وأضاف الباحثون من اليابان أن تناول الأرز الأسمر أو البري يقلل أيضاً من ضغط الدم.

وكانت مجلة أرشيفات الطب الباطني الأميركية قد نشرت في عدد يناير الماضي نتائج دراسة للباحثين من «امبريال كوليدج» في لندن حول تأثير تناول البروتينات من مصادر نباتية على مقدار ضغط الدم. والذي دفع الدكتور بول إليوت وزملاءه الى هذا هو ما قد سبق للدراسات الطبية أن أشارت إليه من دور سلبي لتناول البروتينات الحيوانية كما في اللحوم على ارتفاع مقدار ضغط الدم، وهدف البحث الى فحص تأثير البروتينات في الخضار عليه. وشملت الدراسة 4680 شخصا نصفهم من الإناث، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 40 و 59 سنة من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين واليابان. وقاموا بملاحظة مقدار ضغط الدم لديهم خلال أربع زيارات الى العيادة في بحر ما بين 3 الى 6 أسابيع من المتابعة بالمقارنة مع ما يذكره الشخص من قائمة الأطعمة التي تناولها يومياً أثناء المتابعة بالإضافة الى تحليل المركبات الكيميائية في عينتين من البول.

الباحثون لاحظوا أمرين، الأول أن تناول البروتينات من الخضار أدى الى انخفاض ضغط الدم، والثاني أن تأثير تناول البروتينات من اللحوم لم يكن مهماً على مقدار ضغط الدم، مما دفع الباحثين الى التفكير مجدداً في تأثير مستقل لمكونات الخضار سواء أنواع معينة من الأحماض الأمينية في تركيب بروتيناتها والتي لا تُوجد في البروتينات اللحمية، أو عناصر غذائية أخرى فيها، وأحد العناصر الجديرة بالتأمل هو المغنسيوم الذي ربما يتفاعل مع البروتينات ويقلل بالتالي من ضغط الدم. لكن بالجملة كما يقول الباحثون فإن النتائج هذه تتوافق مع النصيحة الطبية لسلوكيات نمط الحياة الصحية وهو أن الوجبات عالية المحتوى من الخضار تُسهم في خفض مقدار ضغط الدم العالي، أما دور الأحماض الأمينية في بروتيناتها فيحتاج الى مزيد من الدراسة والبحث.

والنقطة المهمة التي ربما لا تثير الاهتمام هو أن خفض مقدار ضغط الدم الانقباضي بمقدار لا يتجاوز 2 مللي متر زئبقي وخفض مقدار ضغط الدم الانبساطي بمقدار لا يتجاوز 1 مللي متر زئبقي هو نسبة مهمة بالنظر الى تأثيراته الصحية على القلب والدماغ والكلى. فالانخفاض الطفيف بوسائل طبيعية لا يُمكن التقليل من شأنه بخلاف تقييم تأثير خفض الأدوية لمقدار ضغط الدم والذي تتطلب الدراسات تأثيراً أكبر للمقارنة في علاج المرضى.

من جهة أخرى في العاصمة البريطانية لندن، أعلن الباحثون من جامعة سانت جورج أن تناول وجبات يومية غنية بالفواكه والخضار يقلل بنسبة مهمة من الإصابة بجلطات الدماغ. ففي دراسة تحليلية نشرتها مجلة لانست العلمية في أواخر يناير الماضي وشملت أكثر من 25 ألف شخص من البالغين وتمت متابعتهم بمعدل 13 سنة، تبين أن تناول خمس حصص يومية من الخضار والفواكه يقلل بنسبة 26% من الإصابة بجلطة الدماغ، هذا بالمقارنة مع من لا يتناولهما بهذه الكمية. كما أضافت دراسة يابانية نشرت يوم أمس في مجلة كيمياء الغذاء والزراعة الأميركية حول التأثير على مقدار ضغط الدم للمواد في قشرة حبة الأرز، تلك التي تُزال عادة للحصول على الأرز الأبيض. ويؤكد الباحثون من جامعة تهوكوو من المؤسسة القومية اليابانية للأبحاث أن النخالة من قشر الأرز قادرة على خفض مقدار ضغط الدم بنسبة تصل الى 20% لدى حيوانات التجارب في المختبرات. وتبين لهم أن النخالة تحتوي مادة تشبه في مفعولها تأثير حبوب معالجة ارتفاع ضغط الدم من نوع مثبطات تحول أنزيم الأنجيوتنسين angiotensin-1 converting enzyme inhibitors ACE كالرينتك والكابوتين والستاريل.

وعلق الدكتور جيمس سيبر مدير المنطقة الغربية للأبحاث في ديفس بكاليفورنيا التابع لوزارة الزراعة الأميركية بأن كثيراً من الأبحاث أثبتت أن الطرق الإنتاجية تتلف الكثير من فوائد المنتجات النباتية، والذي لفت نظري حسب قوله الى الدراسة هما سببان، الأول استخدام ما يعتبر نفايات إنتاجية كنخالة الأرز في الأبحاث العلمية لمعرفة فوائدها، والثاني هو طريقة فريق البحث التي تمتاز بالدقة في إجراء الدراسة واستخلاص النتائج منها.

والحقيقة أنه من غير المعروف اليوم بشكل أكيد أن تناول الأرز كاملاً سيعطي نفس المفعول، وإن كان متوقعاً بداهة لكنه يحتاج الى دراسة تثبته خاصة على الإنسان. وهو ما سيضاف الى نتائج سابقة أثبتت أن تناول الأرز الأسمر أو البري الذي بقشره قادر على خفض معدل الكلسترول الخفيف وهو الكولسترول الضار على الجسم. ودراسة اليابانيين لم تظهر كامل نتائجها، إذْ أن هناك مواد كيميائية أخرى تحت الدراسة تؤثر على نسبة سكر الدم والدهون ووظائف الكلى إضافة الى تخفيف الأثر الضار للمواد من الجذور الحرة المؤكسدة.