مواد لها «ذاكرة» لمختلف الاستخدامات الطبية

TT

اخترع العلماء الألمان مادة صناعية ذات ذاكرة للشكل، وتستطيع دائما العودة إلى شكلها الأصلي بتأثير حقول مغناطيسية خارجية. وسيكون بوسع الأطباء مستقبلا إذابة صمام قلب صناعي وإرساله وهو في حالة سائلة إلى القلب بواسطة قثطار، ثم إعادته إلى شكله الأصلي بتأثير حقل مغناطيسي يعمل من خارج جسم الإنسان.

ويأمل العلماء أيضا، عن طريق هذه المادة، ايصال القثطار المصنوع من المادة الجديدة من الفم إلى الاثنى عشر والأمعاء الدقيقة، وهي مناطق يتعذر بلوغها بالقثطار التقليدي. والمهم أيضا أن القثطار المصنع من مادة بولييوريثران خاص يمكن إيصاله إلى اي مكان في الأمعاء دون ألم ودون الحاجة إلى تخدير. إذ من الممكن التحكم بشكل القثطار من الخارج، حسب شدة الحقل المغناطيسي، بحيث يتخذ شكل الالتواءات المعوية.

وكتب معهد أبحاث البوليمر الألماني في دارمشتادت (جنوب) على صفحته الإلكترونية أن مادة بولي يوريثران الجديدة تحتوي على جسيمات نايونو (النانو جزء من المليار) ممغنطة من مادة أوكسيد الحديد تتأثر بالحقول المغناطيسية الخارجية وتضمن للمادة ذاكرتها. ولا تحتاج المادة إلى حرارة كي تتكيف وتستعيد شكلها الأصلي، لأن حقلا مغناطيسيا خفيفا يفي بالغرض، بمعنى أن الجسيمات قادرة على تحويل طاقة الحقل المغناطيسي إلى طاقة حرارية تحفز المادة على العودة إلى شكلها المطلوب. ومن الممكن تطويع المادة وتغيير شكلها مؤقتا حسب شدة التيار المغناطيسي. ونشر المعهد على صفحته الالكترونية صورة تظهر كيفية عمل لفات حلزونية في قضيب من المادة باستخدام حقول مغناطيسية مختلفة الشدة.

وذكر البروفيسور اندرياس ليندلاين، رئيس معهد أبحاث البوليمر، ان المادة يمكن أن تتخذ شكل شريان أو صمام أو غضروف أو أي شكل آخر. وسبق لعلماء المعهد نفسه أن صنعوا مادة مماثلة في العام الماضي يمكن تغيير شكلها من خارج الجسم باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.