بيب الخطأ والصواب

TT

* المرض الجنسي .. مصارحة شريك الحياة والطبيب > يخطئ البعض من المصابين بأمراض مزمنة وخاصة الجنسية منها في عدم إخبار الطرف الآخر بتلك الأمراض قبل الزواج ومصارحته أو مصارحتها بحقيقة الأمر. ومن تلك الأمراض وأكثرها شيوعاً مرض الهيربس الذي يصيب المناطق التناسلية عند الجنسين. وقد يحدث ذلك في بعض الحالات بحسن نية من المصاب خاصة بعد شفائه ظاهرياً من المرض.

إلا أن معظم هذه الأمراض تظل كأمنة في جسم الإنسان وتنشط من وقت لآخر كلما توفرت الظروف الملائمة لها فتظهر مرة ثانية وقد تكون أشد وأوسع انتشاراً. وفي كثير من الحالات تحدث مشاكل كثيرة بعد الزواج قد تنهي العلاقة الزوجية بالطلاق باعتبار ما حصل هو نوع من الغش الذي لا يُغتفر! إن معظم الأمراض التناسلية إن لم تعالج جيداً عند الإصابة بها تتحول إلى أمراض مزمنة وتنشط من وقت لآخر حسب قوة ومناعة المصاب. ومن ذلك مرض الهربس التناسلي، وهو مرض فيروسي ينتقل في غالب الأحيان عن طريق الاتصال الجنسي، حيث يختار الفيروس منطقة معينة على القضيب أو العانة أو الخصيتين عند الرجل أو منطقة الفرج الخارجية أو داخل المهبل عند المرأة أو منطقة الدبر عند كليهما ثم يذهب للسكن في العقدة العصبية التي تغذي تلك المنطقة ويبقى كأمنا هناك مدى الحياة.

والأدوية المستخدمة في علاج المرض ليست أكثر من كونها مضادة للفيروس المسبب للمرض ودورها محدود وهو تخفيف الأعراض وإطالة المدة بين إصابة وأخرى. فعند حصول نقص في المناعة أو الإصابة بمرض يكون مصحوباً بارتفاع في درجة الحرارة أو حدوث احتكاك زائد لتلك المنطقة أثناء الجماع أو ممارسة الرياضة أو العادة الشهرية أو الحمل عند المرأة، فينزل الفيروس من العقدة العصبية إلى المنطقة نفسها في كل مرة على شكل حبيبات مائية متقاربة سرعان ما تزول نتيجة الاحتكاك مسببة تقرحات في تلك المنطقة.

هذه التقرحات تكون مؤلمة وتمنع المصاب أو المصابة من ممارسة الجنس وتستمر من 10 ـ 15 يوما قبل أن تجف ويرجع الجلد لحالته الطبيعية.

ومن مساوئ هذا المرض أنه معدٍ ويمكن أن ينتقل من الزوج إلى الزوجة وبالعكس وذلك أثناء المعاشرة الزوجية. وهناك احتمال أن يهاجم الفيروس المولود أثناء عملية الولادة ونزوله من خلال المجرى التناسلي، فيصاب بهذا المرض الذي يتسبب في مضاعفات عصبية للمولود وتشوهات وإعاقة.

ولذلك ينصح أطباء الأطفال، كما يفضل كثير من أطباء النساء والولادة عمل عملية قيصرية في هذه الحالة لكي يخرج المولود عن طريق البطن بعيدا عن الاحتكاك بالمنطقة المصابة. وبهذا يتجنب المولود الإصابة بهذا المرض.

ولذا يجب أيضاً إخبار طبيب النساء والولادة، الذي يقوم بمتابعة الحمل، بالإصابة بهذا المرض حتى يتم أخذ الاحتياطات اللازمة عند الولادة وعمل الفحوصات اللازمة للزوجة إن كان الزوج هو المصاب بالمرض.

* غسل اليدين .. وقاية من العديد من الأمراض الخطيرة > من الأخطاء الشائعة بشكل واسع عدم الاهتمام بغسل اليدين، ولا نعني مجرد غسلهما وإنما نعني طريقة غسلهما الخاطئة. وخاصة بعد قضاء الحاجة ولمس الحيوانات والزرع والنباتات والتعامل بالعملات النقدية الورقية وغير ذلك مما يؤدي إلى تلوث اليدين بالكثير من أنواع البكتيريا والفيروسات المحيطة بنا وتؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الالتهابية الخطيرة، والتي تستدعي في بعض الحالات التنويم بالمستشفى.

نعم، فهناك عدد كبير مِن الأمراض المعدية يُمْكِنُ أَنْ تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الأيدي الملوثة، خاصة أمراض الجهاز الهضمي Gastroenteritis وإصابات الكبد مثل التهاب الكبد ـ أيه Hepatitis A.

وبَعْض أشكالِ الالتهابات المعوية يُمْكِنُ أَنْ تُسبّبَ تعقيداتَ ومضاعفات خطيرةَ، خصوصاً للأطفال والشباب والمسنين الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة مثل مرض الأميبا amoebiasis، والجاردياgiardiasis، ومرض السالمونيلا salmonellosis، وكذلك مرض الحمى الغدية Glandular fever، ومتلازمة التحلل الدموي Haemolytic uraemic syndrome.

إن غْسل الأيدي بشكل صحيح يُمْكِنُ أَنْ يُساعدَ على مَنْع انتشار هذه الكائنات الحية. وكذلك تَجفيف الأيدي بشكل صحيح، فهو مهم جداً وبنفس درجة أهمية غسلهما.

ويَجب َغسل اليدين جيداً وبطريقة صحيحة وفعالة Personal hygiene وذلك قبل البدء في تحضير الطعام، وقبل الأكل، وعند ملامسة الأطعمة الخام والمطبوخة أَو الجاهزة للأكل، وبعد الانتهاء من قضاء الحاجة، أَو بعد تَغيير الحفّاظات. وأيضاً ننصح بغسل اليدين بعد التدخين، وبعد استعمال المناديل الورقية، وعند ملامسة القمامة أَو العَمَل في الحديقة، وبعد ملامسة الحيوانات، وبعد مصافحة المرضى. ولا بد من استعمال الصابون في غسل اليدين وتنظيفهما فهو مهمُ لاحتوائه على المكوناتَ التي سَتُساعدُ في إزالة الأوساخ بسهولة. ويفضل استعمال الصابون السائل خصوصاً خارج المنزل مثل مكان العمل، لأن احتمال تلوثه أقل من الصابون الصلب، كما أنه يُوفّرُ الوقت.

ويجب الاعتناء بصحة اليدين بعد تجفيفهما وذلك باستعمال كريم مرطب للجلد hand cream ثلاث إلى أربع مرات كل يوم. وننصح باستعمال القفازات عند غَسْل الصُحونِ أو العمل في الحديقة لحِماية الأيدي من التلوث ومنع حدوث الخدوش والجروح. ومن الضروري استشارة الطبيب عند حدوث حساسية أو التهابات جلدية.

ولا بد من أن نتَذكر دائماً أن غسل اليدين hand washing بطريقة صحيحة يَحْميك والآخرين مِنْ عدة أمراض معدية وخطيرة. وأن استعمال الصابون السائل أفضل مِنْ الصابونِ الصلب، ولا بد من تجفيف اليدين بعناية بعد غسلهما.