العلاجات العشبية.. وأهميتها

80 % من سكان العالم يستخدمون طب الأعشاب في الرعاية الصحية البدائية

TT

يُشار إلى طب الأعشاب أحياناً على أنه (طبابة الأعشاب) أو (الطب النباتي)، وهو استعمال الأعشاب من أجل قيمتها العلاجية أو الطبية.

ومن الوجهة النظرية البحتة، فإن العشب هو نبات، أو جزء من نبات، يُعدّ ذا قيمة بسبب خصائصه الطبية الدوائية أو العطرية أو المستساغة كطعام مقبّل.

لقد استخدمت الأعشاب في العلاج والمداواة منذ قديم الزمان، ولعب هذا النوع من العلاج دوراً كبيراً في التخفيف من آلام الناس وإدخال الفرحة والسعادة في بيوتهم، حين لم يكن هناك وسيلة علاجية أخرى سواها، عدا الدجل والشعوذة.

والآن ونحن نعيش عصر التقنية والاكتشافات المبنية على الدراسات والأبحاث، نجد أن طب الأعشاب قد استحوذ مرة أخرى على ثقة الكثيرين، وأصبحت هناك دعوة للعودة إلى الطب العشبي الذي يتميز ببساطته وبعده عن تعقيدات الأدوية والمستحضرات الكيميائية، خاصة أن هناك من الأمراض الخطيرة والمخيفة التي اكتشفت اخيرا ما لم يتوصل العلم بعد إلى معرفة أسبابه، ناهيك عن طرق علاجه الأكيدة.

وطب الأعشاب هو أقدم أشكال المعالجة والعناية الصحية التي عرفها الجنس البشري، وقد كانت كل المدنيات تستخدم الأعشاب طوال التاريخ، كما كان (طب الأعشاب) جزءاً لا يتجزأ من تطور الحضارة الحديثة.

يُعلق على ذلك الأستاذ الدكتور حسان صالح عبد الجبار، استشاري طب وجراحة النساء والولادة بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة، بأن الكثير من المخزون الصيدلاني للطب العلمي كان، حتى أمد كبير من القرن العشرين، يُستخرج من التراث المعرفي للشعوب الفطرية. ويضيف أن كثيراً من العقاقير الشائعة الاستعمال في أيامنا هذه، هي من مصدر عشبي، وأن حوالي 25 بالمائة من العقاقير المصروفة على أساس وصفات طبية تحتوي مكوناً فعالاً واحداً على الأقل، مستخرجاً من مادة نباتية. وفي تقدير منظمة الصحة العالمية أن أربعة مليارات من البشر، أي 80 بالمائة من سكان العالم، يستخدمون حالياً طب الأعشاب كوجه من وجوه الرعاية الصحية البدائية.

* علاجات عشبية الأستاذ الدكتور حسان صالح عبد الجبار، يستعرض بعض أكثر المشاكل شيوعاً، التي تؤثر في صحة النساء ونتيجة الطب الطبيعي والعلاج بالأعشاب لمعالجة أعراض معينة مثل: الصداع، الإمساك، وفقدان الشعر.

* الصداع والعلاجات العشبية: إن عدداً من الناس يصل إلى خمسين مليون نسمة، في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، يسعون في كل عام للحصول على مساعدة طبية بسبب الصداع ويتم إنفاق 500 مليون دولار على علاج الصداع في كل عام، وهناك كثير من النباتات التي يمكن أن تعدّ أعشاباً خاصة لمعالجة الصداع، غير أنها لا تصلح دوماً لجميع الناس للأسف.

* الإمساك وبعض العلاجات العشبية: إن شرب كأس من الحليب الدافئ قبل النوم، يساعد على تسهيل الخروج في الصباح، وفي حالة الإمساك الشديد أمزج ملعقتين صغيرتين من زيت الخروع مع الحليب، فذلك مفيد جداً وفعال.

* فقدان الشعر والعلاج العشبي: دلّك فروة الرأس والشعر بمستحلب جوز الهند أو استعمل (جل ألو فيرا)، ابق ما استعملته على فروة الرأس بضع ساعات، ثم اغسل المكان بالماء الدافئ حتى تزيل المادة المستعملة تماماً ـ كرر ذلك ثلاث مرات في الأسبوع ـ دلّك فروة الرأس والشعر بالعسل وصفار (مح) البيض، وابق ما استعملته لمدة نصف ساعة ثم اغسله.

* الحمل والعلاج العشبي: يعتقد الكثير من الناس أن العلاج العشبي أكثر أماناً من العقاقير التقليدية. فهناك حوالي 400 نوع من الأعشاب تباع في شكل كبسولات أو أقراص، كذلك في شكل أنواع من الشاي. إن الغالبية منها لا تخلو من وجود مخاطر على صحة النساء الحوامل حتى وإن لم تكن هنالك آثار جانبية مثبتة.

والأفضل في مثل هذه الحالات أن نتخذ جانب الحيطة والحذر ونتجنب العلاج بالأعشاب إلى أن تثبت الدراسات بصورة قاطعة أن هذه الأعشاب مأمونة الجانب بالنسبة للأم والطفل.