هشاشة العظام.. تهدد النساء أكثر من الرجال

مرض يبدأ بدون ألم .. وأول أعراضه الكسور

TT

يعتبر مرض هشاشة العظام من أكثر الأمراض التي تصيب النساء في العالم، وهو عبارة عن حدوث نقص غير طبيعي في كثافة العظام مع تغير في نوعيتها، ويحدث ذلك مع تقدم العمر، فالعظام في حالتها الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج، تكون مليئة بالفراغات الصغيرة وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام تصبح هذه الفراغات كبيرة، فتصبح هذه العظام أكثر هشاشة وتنقص صلابتها وبالتالي يمكن أن تنكسر بسهولة.

تقول الدكتورة ناهد جانودي، استشارية مساعدة في الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، ان من العظام التي تصاب بالمرض وتتعرض إلى الكسر بسهولة، عظام الورك والفخذ والساعد فوق الرسغ والعمود الفقري، وهذه الكسور التي تصيب عظام الفقرات قد تجعل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ينقصون في الطول وتصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة.

كما بينت الدكتورة ناهد جانودي أن هشاشة العظام تنشأ على مدى سنوات عديدة، حيث تصبح تدريجيا أكثر رقة، وهذه هي الفترة التي يجب فيها البدء بالعلاج، حيث ان هذا المرض صامت ويبدأ بدون ألم، وأول أعراضه حدوث الكسور في أحد العظام المذكورة آنفاً. لذلك فمن الضروري جدا أن نبني عظاما قوية في شبابنا ونحافظ عليها مع تقدم العمر، وعلينا أيضاً معرفة مدى تعرضنا للإصابة بهذا المرض حتى يمكننا اتباع الخطوات اللازمة لتلافي حدوثه.

النساء عموما لديهن كتلة عظيمة أقل، وبالتالي فإن عظامهن أضعف من عظام الرجال في نفس المرحلة من العمر. كما أن هنالك سبباً آخر أكثر أهمية وهو وجود هورمون الأنوثة الذي ينظم الدورة الشهرية، والهورمون الأهم بين هذه الهورمونات هو الاستروجين Estrogen، الذي يتم إنتاجه من المبايض، وهو يساعد على تنظيم إنتاج البويضات أثناء سنوات الخصوبة، ونقصه يعتبر عاملا أساسيا مسؤولا عن حدوث هشاشة العظام، حيث يعتبر مادة الحماية للهيكل العظمي.

كما أن هنالك عوامل مسببة لهشاشة العظام خاصة بالنساء، فهناك عوامل مرضية يشترك فيها الرجال والنساء مثل أمراض الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص وأمراض الفشل الكلوي وأيضاً تناول مركبات الكورتيزون لفترة طويلة. وهناك عوامل أخرى تتعلق بالمريض نفسه مثل وجود تاريخ عائلي بمرض هشاشة العظام والتقدم في السن أو النحافة الشديدة أو البنية الضعيفة. وهذا يعني أن الهيكل العظمي ضعيف ومثل هذا الشخص يكون معرضا للإصابة بهشاشة العظم بعد سن اليأس أكثر من غيره.

وأخيرا توجد هناك عوامل تتعلق بنمط الحياة وأهمها قلة تناول الكالسيوم أقل من 1 غرام يوميا، وعدم ممارسة الرياضة، وانعدام التعرض لأشعة الشمس، مما ينقص تركيب فيتامين «دي» في الجسم، ويجب ألا ننسى التدخين وضرره الشامل على الجسم، لذا ننصح بالإقلاع عنه وأخذ جوانب الوقاية من هذا المرض وذلك بتناول كمية كافية من الكالسيوم أو فيتامين «دي».