> اختير مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة، للانضمام إلى الدراسة العلمية الخاصة بالدواء الجديد أفاستين AVASTIN الذي يعتبر الأول من نوعه من حيث طريقة عمله في مقاومة السرطان وكذلك نتائجه المذهلة في علاج سرطان القولون، إذ يعمل بطريقة مبتكرة في الجسم حيث يقوم بتثبيط عملية التغذية والتزود بالأوكسجين للورم السرطاني، مما يؤدي إلى الحد من نموه وبالتالي القضاء عليه.
يقول البروفسور عز الدين إبراهيم، استشاري ورئيس قسم الأورام والمدير التنفيذي لمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة والباحث في هذه الدراسة، انه لتمكين عدد أكبر من مرضى سرطان القولون من الانتفاع بهذا الدواء، قامت شركة روش السويسرية العالمية الشركة المنتجة لهذا الدواء بإجراء دراسة كبيرة شارك فيها عدد من دول أوروبا والعالم، وكانت المملكة العربية السعودية إحدى هذه الدول حيث مثلها في هذه الدراسة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، وتم علاج أحد عشر مريضا بالمستشفى تحت إشرافه. ووصف البروفسور عز الدين إبراهيم، دواء افاستين بأنه نقلة نوعية في علاج سرطان القولون، ويتوقع لهذا الدواء أن يلعب دوراً مهماً في المساعدة بعلاج أورام سرطانية أخرى. يقوم هذا الدواء بالاتحاد مع بروتينات محددة، يفرزها الورم السرطاني، ويمنعها من القيام بدورها الحيوي الهام في بناء أوعية دموية جديدة، وبالتالي يتم منع تزويد الورم بالغذاء والأكسجين اللازمين لنموه، كما يقلل انتقال وانتشار الخلايا السرطانية من خلال الدم إلى أماكن أخرى في الجسم.
وقد تم منذ شهور بسيطة، نشر أول دراسة علمية مستفيضة عن هذا الدواء تمت في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أثبتت هذه الدراسة بأن إضافة دواء أفاستين إلى الأدوية المعتادة في علاج سرطان القولون، أدت إلى ازدياد معدل حياة هؤلاء المرضى بشكل قياسي وكبير. وبناء على هذه الدراسة، تم اعتماد هذا الدواء من وكالة الغذاء والدواء الأميركية كخط علاجي أول لمرضى سرطان القولون المنتشر. كما قامت في وقت سابق الهيئة الطبية في الاتحاد الأوروبي باعتماد دواء أفاستين لمرضى سرطان القولون بعد القيام بدراسات إضافية والتأكد من فاعلية وسلامة هذا الدواء الجديد. ومشاركة أحد المستشفيات السعودية في مثل هذه الدراسات العالمية، هي دلالة هامة على التقدم العلمي والطبي الذي وصلت إليه المملكة، وعلى مواكبتها لآخر التطورات الطبية بالعالم.