بين الخطا والصواب

أهمية قناة استاكيوس

TT

> يتعرض البعض منا إلى الإحساس بألم في أحد الأذنين أو كليهما مع ضعف في قوة السمع لبضعة أيام، وذلك بعد رحلة طويلة بالطائرة بسبب زيادة الضغط داخلها، أو بعد الإصابة بنوبة زكام حاد أو بسبب عيوب موجودة في الحاجز الأنفي، كميل الغضروف إلى أحد الجانبين. وقد تتكرر هذه الحالة عدة مرات، ولكن الاستجابة لها تكون، عند البعض، أقل من المطلوب ونعني بذلك عدم أخذ الأمر بجدية وعدم العرض على طبيب متخصص في أمراض الأذن مبكراً وفي الوقت المناسب. وتكون النتيجة في كثير من الحالات ثقب غشاء طبلة الأذن وما يتبع ذلك من مضاعفات عديدة وضعف قوة السمع. يعتبر هذا من الأخطاء الشائعة والإهمال الذي ينتهي بمضاعفات مرضية خطيرة كحدوث ثقب في طبلة الأذن مما يؤثر في قوة السمع عند المريض. فمن المعلوم أن الأذن الوسطى تقع بعد طبلة الأذن مباشرة، وتتصل بالجزء العلوي للحلق (البلعوم الأنفي) عن طريق قناة ضيقة تدعى قناة استاكيوس eustachian tube، وهذه القناة تسمح بتصريف السوائل من الأذن الوسطى إلى الجزء العلوي للحلق (البلعوم الأنفي) وتساعد على توازن ضغط الهواء بداخل الأذن. ومن المعلوم أيضاً أن تجويف الأذن الوسطى يكون عادة مملوءا بالهواء ومن الممكن أن تتراكم السوائل في الأذن الوسطى بسبب التهابات المجاري التنفسية العلوية مثل الزكام أو الإنفلونزا.

وإذا ما تعرضت قناة استاكيوس للانغلاق تحت أيٍ من الظروف المؤدية إلى ذلك كرحلة طويلة بالطائرة بسبب زيادة الضغط داخلها أو التعرض للالتهابات الشائعة في الحلق والأنف، يحدث نتيجة ذلك الانغلاق حرمان الأذن الوسطى من التهوية وتبدأ بها سلسلة من الأمراض والالتهابات تنتهي بالتهاب الأذن الوسطى التهاباً مزمناً إذا لم يعالج بطريقة جيدة، ثم يحدث ثقب وشق في الطبلة مع إفرازات صديدية وصمغية مصحوبةً بألم شديد وطنين وتأثر حاسة السمع.

وتكون هذه الحالة أكثر شيوعاً عند الأطفال الصغار والرضع. لقصر طول قناة استاكيوس لديهم مما يسهل انتقال العدوى البكتيرية إلى الأذن الوسطى. وتشعر الأم في هذه الحالة بصعوبة لمعرفة الحالة والسبب المؤدي إليها حيث أن الطفل في هذه السن لا يستطيع وصف ألم الأذن بالتحديد كما هو الحال مع الكبار. وعليها أن تكون مركزة على بعض الأعراض المهمة مثل ارتفاع درجة الحرارة، رفضه الأكل، والبكاء أثناء الرضاعة، خروج إفرازات بيضاء أو صفراء من الأذن، حك الأذن وشدها، الانفعال وسرعة الغضب.

إذن لا بد من الوعي بشدة لمثل هذه الأعراض مبكراً وعند لحظة حدوثها حتى لا تتفاقم وتصل إلى وضع يصعب معه العلاج أو قد تقل فيه نسبة الشفاء.

* الحل ليس مع شفط الدهون دائماً > من الأخطاء الشائعة لدى الكثيرات ممن يعانين من زيادة الوزن ذهابهن إلى عيادات التجميل ويطلبن إجراء عمليات «شفط الدهون». والسبب في ذلك هو اعتقادهن أن هذا النوع من العمليات يغني عن إجراء عمليات جراحية أخرى كبيرة ومعقدة مثل ربط وتحزيم المعدة، أو الخضوع لبرامج التخسيس وتخفيف الوزن المملة بالنسبة للبعض.

في الحقيقة كثيرات هن من يخلطن بين مفهوم عمليات شفط الدهون ومفهوم العمليات الأخرى بغرض التخسيس ومتى تُستخدم كل منها وفي أي حالات السمنة ومع مَنْ مِنْ المرضى تُستخدم.

الهدف الأساسي من شفط الدهون هو تحسين مظهر الجسم وإعادة الشكل المتناسق له، وليس تخفيض الوزن بشكل عام. وإن ما يتم جنيه كنتيجة لشفط الدهون من تخفيض جزء من الوزن هو مكسب جانبي وليس أساسي ويحدث عندما تكون كمية الدهون المسحوبة كبيرة نسبياً. وعمليات شفط الدهون هي عبارة عن إزالة جزء من الخلايا الدهنية بالجسم التي تخزن فيها الشحوم، إما من منطقة الخصر والبطن أو الورك والأرداف أو الفخذ أو الخدين أو من تحت الذقـن. وتتم بواسطة أنبوب صغير مرتبط بجهاز شفط، وبالتالي يقل عدد الأوعية التي تخزن فيها الدهون، وتساعد هذه الطريقة على إزالة الطبقات العميقة والسطحية للدهون وغالباً ما تتم تحت تخدير موضعي وشعور خفيف بعدم الراحة من قبل المريض.

والحمية الغذائية والتمارين الرياضية تساعدان الكثيرين على الظهور بمظهر أفضل. وعمليات التخسيس الجراحية المعقدة تؤدي لفقدان الوزن من عموم أجزاء الجسم. إلا أن الكثيرين يظلون غير راضين، بعد كل هذه الوسائل، وذلك بسبب عدم التناسق الناجم عن وجود كتل شحمية مقاومة للحمية والتمارين، فتصبح عملية شفط الدهون هي الحل الأمثل الذي يرضي هذه الفئة من المرضى. ونقطة أخيرة يجب أن نؤكد عليها وهي أن عملية شفط الدهون يجب أن يتبعها تطبيق نظام غذائي مناسب مع ممارسة تمارين رياضية بانتظام لزيادة الجهد المفقود والمحافظة على الجسم الرشيق المتناسق.