تمارين القوة للمرأة

تنمية العضلات بطريقة صحية وجمالية تقلل طبقات الشحم

TT

عرض الباحثون من جامعة بنسلفانيا بولاية فيلادلفيا الأميركية نتائج دراستهم حول ممارسة حصتين أسبوعيا من تمارين القوة يقلل من كمية الشحوم في البطن، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر السنوي السادس والأربعين للانتشار والوقاية من أمراض القلب المنعقد في نهاية الأسبوع الأول من هذا الشهر في فينكس بولاية أريزونا الأميركية، والذي تنظمه رابطة القلب الأميركية.

وكان الباحثون من فيلادلفيا قد قاموا بدراسة شملت أكثر من 160 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 25 و 44 سنة، ممن كن بدينات. وقسمت المشاركات إلي مجموعتين، المجموعة الأولى نُصحت بأمرين، الأول تناول وجبات غذائية وفق نصائح رابط القلب الأميركية، والثاني ممارسة تمارين رياضية هوائية كالهرولة لمدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع. والمجموعة الثانية تلقى أفرادها مرتين أسبوعياً تمارين القوة وبناء العضلات تحت إشراف مدربين متخصصين، تم خلالها إجراء التمارين بشكل متدرج من ناحية القوة وشملت معظم عضلات الجسم.

وفي بداية الدراسة تم إجراء أشعة مقطعية للبطن بغية تحديد نسبة كمية الشحم في البطن لكل المشاركين. كما وتمت إعادة إجرائها بعد سنتين من المتابعة وممارسة النصائح السابقة من قبل أفراد كلا المجموعتين، وذلك ابتغاء معرفة نسبة كمية الشحم في البطن.

* إزالة الشحم

* وبعد سنتين، لاحظ الباحثون أنه لم يكن هناك فرق بين وزن كلا المجموعتين، لكن كمية الشحم في البطن كانت أقل بمقدار يفوق النصف لدى من مارسن تمارين قوة العضلات وبنائها، مقارنة بمن مارسن التمارين الهوائية. ومن المعروف تأثير شحم البطن بالذات على نشوء مرض السكري وأمراض شرايين القلب. وبالرغم من أن تمارين القوة التي تمت ممارستها كانت كما يفعل المحترفون تقريباً، إلا أن الدراسة تسلط مزيداً من الضوء على الوعي الطبي المتنامي اليوم حول أهمية بناء العضلات كتمارين مفيدة للجسم ابتداء.

وتشير الإحصائيات الحديثة في منطقة الخليج إلى ارتفاع نسبة البدانة بين النساء عموما، وانتشار هذا الأمر بين الصغيرات في السن من الشابات بالإضافة إلى أنه يؤثر على نفسيتهن لفقدان الرشاقة في الحركة وعدم التحلي بالمقاييس الطبيعية الفطرية لتناسق جمال أجزاء الجسم، فإنه أيضاً يحمل في طياته أن في سنوات لاحقة من العمر سترتفع احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالبدانة، كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل المفاصل وأمراض شرايين القلب والدماغ. ومن حقائق الطب اليوم، أن قلة ممارسة التمارين الرياضية تعتبر أحد عوامل زيادة الوزن، كما أن ممارستها بانتظام أحد طرق خفض الوزن والوصول به إلى الحد الطبيعي.

* تمارين هوائية ولاهوائية

* وإن كن الكثيرات يعلمن اليوم فائدة التمارين الهوائية أو الـ «إيروبيك»، كالهرولة على جهاز السير الكهربائي أو المشي السريع أو السباحة، فإن تمارين بناء العضلات هي من نوع غير إيروبيك أو «لا هوائية»، وهي أمر آخر مهم للصحة وللجمال. وهناك سببان لهذا، الأول أن تمارين إيروبيك لا تحقق توازناً في بناء العضلات بذاتها لأنها تعتمد علي مجرد تكرار تحريك عضلات معينة في الجسم كما في أثناء الهرولة، و بالتالي زيادة طلبها للأوكسجين من القلب والرئتين، أي المقصود تنشيط كل من الجهاز الدوري والتنفسي عبر دفع القلب إلى ضخ دم بوتيرة أسرع وكمية أكبر، والرئتين إلى القيام بعملية التنفس بوتيرة أسرع وعمق أكبر. والأمر الثاني، أن تخفيف وزن الجسم من خلال تمارين إيروبيك مبني علي خطوتين، الأولى هي حرق السكريات بأنواعها المخزونة في العضلات، وهو ما يتم في العشرين دقيقة التي يهرول الإنسان فيها. ثم في بقية اليوم تتم عملية بطيئة لتحويل جزء من دهون الجسم إلى سكريات لخزنها في العضلات بدل الذي تم حرقه مع الهرولة. ولذا فإن خفض الوزن الحقيقي يتم أثناء ما بعد التمارين. أما تمارين بناء العضلات أو غير إيروبيك فإن حرق السكريات في العضلات يُسهم في خفض شيء يسير من الوزن، لكن زيادة حجم العضلات، ولو بشكل متوسط، يعني أن العضلات ستطلب سحب كمية أكبر من طاقة الدهون المخزونة في الأنسجة الشحمية، وبالتالي خفض الوزن بشكل متدرج وأكبر.

* عضلات النساء

* وطبيا لا تعتبر اليوم تمارين بناء العضلات أمراً خاصاً بالرجال وحدهم، فالفوائد الصحية والطبية لهذا النوع من التمارين تحتاجها المرأة أيضاًً. وهنا ليس المقصود بالكلام بناء العضلات بأحجام ضخمة وغير طبيعية كما يمارس رياضيو كمال الأجسام، فهذا أمر لا يحتاجه الرجال ولا النساء، وفوائده الصحية غير معتبرة من ناحية النظر الطبي. والعضلات التي لا يتم استخدامها فإنها لا محالة ستضمر وبالتالي يفقدها الإنسان ويُحرم من فائدتها في الجسم. كما أن علينا تذكر أن هناك فقدا تدريجيا لكتلة عضلات الجسم كلما تقدم بنا العمر، أي سنفقد دعم وفائدة حماية العضلات لنا في الوقت الذي كلنا معرضون فيه لمشاكل في التوازن أو بنية العظم أو قوة المفاصل.

* مايوكلينيك وبناء المرأة للعضلات > ترى نشرات مايوكلينك أن ممارسة المرأة لتمارين بناء العضلات بالإضافة إلي إكسابها مزيداً من القوة البدنية التي تحتاجها في حياتها اليومية وقيامها خلال ذلك بأعباء وواجبات رعاية شئون الأسرة والمنزل، فإن هذه التمارين لها فوائد أخرى، والتي تشمل ما يلي:

ـ رفع قدرات لياقتنا البدنية واكتساب مزيد من القدرة على أداء الوجبات المنزلية ورعاية الأبناء والزوج.

ـ بناء عظم قوي، فالدراسات تشير إلي أن تمارين القوة تزيد من كثافة تركيب بنية العظم، الأمر الذي يقلل عرضة الإصابة بهشاشة العظم. ـ التحكم الجيد في كمية الشحم في الجسم، لأن نقص حجم العضلات يعني قلة الحاجة إلى حرق الدهون، والعكس صحيح. ولذا فإن بناء حجم معتدل من العضلات يُسهم في خفض الوزن ويجعل من السهل التخلص من الوزن الزائد حتى لو عاد وارتفع مرة أخرى. بمعنى آخر، فإن ماكينة حرق الدهون تكون ذات سعة أكبر كلما زاد حجم عضلات الجسم.

ـ تقليل خطورة التعرض للإصابات. والسبب غاية في البساطة لكنه عالي الأهمية، وهو أن العضلات القوية هي التي تحمي المفاصل من الإصابة حال الحوادث أو السقوط أو سوء الاستعمال سواء أثناء القيام بالأنشطة الحياتية داخل أو خارج المنزل، أو أثناء ممارسة التمارين الهوائية. كما أن بناء عضلات الظهر يخفف من ألم فقرات العمود الفقري.

ـ زيادة مرونة المفاصل وسهولة أداء الحركات والمحافظة على التوازن، كل هذا عبر اكتساب عضلات قوية.

ـ رفع الشعور بالصحة والعافية، وهو ما يعبر عن الثقة بالنفس نتيجة البنية السليمة للجسم ككل.

ـ تحسين النوم ليلا، لأن ممارسة التمارين الرياضية يعيد التوازن إلى مراكز النوم في الدماغ.

ـ الاعتماد بشكل أكبر على أنفسنا في أداء واجباتنا اليومية وخدمة أنفسنا.