بيضة واحدة تحتوي على %75 من حاجة الإنسان للكوليسترول يوميا

TT

* الشحوم مهمة لامتصاص مجموعة من الفيتامينات مثل D, KA و E

* يجب ألا يزيد تناول الشحوم عن 60 جراماً يومياً هيوستن: «الشرق الأوسط» يعتقد الناس أن ارتفاع شحوم الدم أو تأثيراتها الضارة، مسألة تنحصر في الكبار بالسن، والحقيقة أن تبدلات الكوليسترول والشحوم الدموية الأخرى في فترة الشباب لها الدور الأكبر في التأثير في الأوعية الدموية وباقي أعضاء الجسم عند التقدم في السن. تشكل الشحوم 15 في المائة من جسم الرجل، و 21 في المائة من جسم المرأة تقريباً، أي أن رجلا وزنه 70 كيلوجراما لديه ما لا يقل عن 10 كيلوجرامات من الشحوم. والشحوم بشكل عام توجد في الجسم على شكلين، شحوم تدخل في بنية خلايا الجسم وتدعى الشحوم البنيوية، وشحوم حرة طبيعية تدخر في الجسم لحين حاجته إلى الطاقة الحرارية أي هي مصدر للطاقة، حيث يؤدي احتراق جرام واحد الى اعطاء 9 سعرات حرارية، مقارنة بالسكر والبروتين اللذين يعطي كل منهما 3 سعرات فقط. ويوجد شكل ثالث للشحوم في الجسم، يدعى الشحوم البنية Brown Fat، وتوجد هذه الشحوم في الكتف والرقبة والخدين وداخل الصدر والبطن. ويعتقد الأطباء ان الشحوم البنية هي الخزين الاحتياطي من الطاقة للانسان. يحتاج الإنسان بشكل عام من 60 إلى 150 جراما من الشحوم يوميا فقط، وأي زيادة ستختزن في الجسم على شكل شحوم زائدة لتلعب دوراً في حدوث البدانة، تمتص الشحوم من الأمعاء الدقيقة وذلك بعد تفكيكها بواسطة الانزيمات الهضمية التي يفرزها البنكرياس. ومن المعروف ان الشحوم لا تدخل في الماء، ولكي يستطيع الجسم امتصاصها يجب أن ترتبط مع بروتينات خاصة لنقلها، اضافة الى انها تحتاج الى الاحماض الصفراوية التي يفرزها الكبد كي تعبر الأمعاء الشحوم الأساسية التي يمتصها الجسم وهي الكوليسترول الكامل والشحوم الثلاثية «تراي جليسرايد»، ولكي يستطيع الجسم الاستفادة من هذه المركبات يقوم بتفكيكها بواسطة انزيمات خاصة، فالتراي جليسرايد يتحول إلى ثلاثة اجزاء من الشحوم الحرة Free Faty Acids، وجزء من الفليسرول. اما الكوليسترول، فيمكن تحليل اجزائه إلى عدة مركبات شحمية بروتينية Lipoproteins، وهي الجزئيات الكيلوسية الصغيرة ـ البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة LDA، وتدعى الشحوم الضارة ـ البروتينات الشحمية عالية الكثافة HDL، وتدعى الشحوم المفيدة ـ البروتينات الشحمية شديدة الانخفاض في الكثافة VLDL وهذا التصنيف ناجم عن قدرة ترسب الشحوم المذكورة عند تعريضها لتيار كهربائي. تمتص الشحوم بشكل عام كما ذكرنا من الأمعاء الدقيقة، حيث تذهب مع السائل الليمفاوي عبر القناة الصدرية إلى القلب مباشرة، بعدها توزع الى الجسم عن طريق الدم. ومن هناك تذهب المركبات الى الكبد والعضلات والخلايا الشحمية، وتحدث عمليات تمثيل او استقلاب تنتج عنها طاقة، أو يمكن أن تخزن بعض المركبات الزائدة، ويحاول الكبد تبديل تركيب بعض الشحوم الى مركبات اخرى. الجدير بالذكر، ان الشحوم مهمة لامتصاص مجموعة من الفيتامينات مثل D,KA وE، كما أن العديد من الهورمونات تتركب من الكوليسترول مثل الهورمونات السيتروئيدية أو الكورتيزون الطبيعي. زيادة الشحوم في الجسم واضطراب آلية تمثلها او استقلابها تنتج عنها امراض عديدة يمكن ذكر بعضها لاحقاً.

ما هي المقادير الطبيعية لشحوم الدم؟، هناك اختلاف نوعا ما بين بلد وآخر حول الحدود العليا والحدود الدنيا لكل مركب شحمي، لكن بشكل عام يسعى الأطباء إلى أن يبقى الكوليسترول بمعدل 200 ميليجرام لكل ديسيلتر في الدم لدى الشباب، ويمكن قبول عيار 220 ميليجرام لكل ديسيلتر من الكوليسترول لدى الكهول. اما التراي جليسرايد فيتراوح مقدارها بين 40 إلى 150 ميليجراما في الديسيلتر. اما الشحوم المنخفضة الكثافة LDL فيجب أن يبقى مقدارها 130 ميليجراما في الديسيلتر.

واستنادا إلى المقاييس البريطانية التي تعتمد الميلي مول في اللتر تقسم مقادير الكوليسترول الى ثلاثة اقسام رئيسية حسب الخطورة:

ـ النسبة الطبيعية المفضلة أقل من 5.2 ميلي مول/ لتر2. الحدود العليا أو الحد الفاصل من 5.2 إلى 6.5 ميلي مول/ لتر3. خطورة عالية لحدوث امراض القلب اكثر من 6.5 ميلي مول/ لتر. أما اللتراغليسرايد فيجب ان يتراوح بين 0.5 و2.3 ميلي مول، والبروتينات عالية الكثافة HDL 0.80 إلى 80 لدى الرجل، و0.80 إلى 2.35 لدى المرأة، والبروتينات منخفضة الكثافة LDL من 1.3 إلى 4.9 ميلي مول/ لتر. المأكولات التي فيها كوليسترول هي الشحوم الموجودة في زمرة واسعة جدا من المأكولات اليومية على سبيل المثال، صفار بيضة واحدة يحتوي على %75 من حاجة الجسم اليومية من الكوليسترول. والشحوم موجودة بكثرة في الزبد والحليب واللحوم الدسمة الحمراء وجلد الدجاج والزيوت بشكل عام. وهناك خطأ شائع لدى الناس هو أن زيت الزيتون لا يحتوي على شحوم، لكن الحقيقة هو افضل المواد الدسمة بالنسبة للجسم، لكن اذا اخذ بكميات اضافية لا يقل خطورة عن اي نوع من الشحوم الاخرى، كما يوجد الكوليسترول في المكسرات ايضا مثل زيوت اللوز والجوز، كذلك في الزيتون وزيوت الاسماك.. الخ. عادة يزداد الكوليسترول لدى الشباب بسبب تناول الأغذية بشكل شره، وترافق ذلك اعراض ومضار على الجسم. ويرتفع الكوليسترول في الدم لدى الشباب اذا مارسوا العادات السيئة التالية:

1 ـ التدخين: يعتبر التدخين من اكثر العوامل التي تؤثر في استقلاب الشحوم، كما انه ليس بالضرورة ان ترتفع نسبة الكوليسترول لديهم حتى يحدث الضرر، إنما يمكن أن يحدث على الرغم من انخفاض نسبة الكوليسترول، وذلك بسبب تخريش الجدار الداخلي للأوعية الدموية.

2 ـ الكحول: من المعروف ان الكحول يؤدي إلى انخفاض فعالية الكبد، وبالتالي يضطرب استقلاب الكوليسترول وتزداد نسبة الشحوم الثلاثية في الدم لذا ينصح بالابتعاد عن الكحول وكذلك التدخين.

3 ـ الحمية الغذائية: الأغذية الدسمة هي السبب الأول لازدياد شحوم الدم، لذا ينصح بالابتعاد عن الدسم قدر الإمكان وتناول اللحوم الحمراء او البيضاء فقط ومراقبة كمية البيض التي يأكلها الإنسان يوميا، كذلك نسبة الحليب.. الخ.

4 ـ السكر أو الكاربوهيدرات: يجب أن يعرف الشباب ان هناك حلقة تحول بين السكر والشحوم. اذ يمكن للجسم ان يركب الشحوم من السكاكر او الكاربوهيدرات، لذلك يزداد الكوليسترول لدى المرضى السكريين. ومن المفيد جدا تخفيف الوزن ومراقبة السكر والحد من تناول الكاربوهيدرات وممارسة الرياضة. آخر الأبحاث عن الشحوم هو دراسة أميركية جديدة في جامعة جون هوبكنز مفادها ان انخفاض الشحوم في الدم لا يقل خطورة عن ارتفاعها، فإذا انخفضت الشحوم لأقل من 180 ميليجراما في الديسيلتر الواحد، فهذا يترافق مع زيادة في نسبة حدوث السكتات الدماغية، كذلك الذبحات القلبية، وذلك على غرار زيادة الشحوم لأكثر من 240 ميليجراما/ ديسيلتر. وأشارت البحوث ايضا، إلى أن وجبة دسمة ثقيلة يمكن أن تؤدي إلى التخثر الدموي السريع لدى بعض الناس، حيث تنطلق الخثرة الى احد الاعضاء الحساسة مثل الدماغ أو الكلية أو القلب.

واكتشفت مورثة جديدة لها علاقة بحدوث مرض فرط شحوم الدم العائلي الذي يصيب الشباب ويؤدي إلى الوفاة بسبب ذبحة قلبية بعمر مبكر ومعظم المصابين بفرط الشحوم العائلي يموتون في العقد الرابع أو أقل. الأمراض التي تنتج عن ارتفاع الشحوم تؤدي إلى البدانة وما يرافقها من مشاكل صحية مثل التهابات المفاصل التنكسية وارتفاع الضغط وامراض الأوعية الدموية والقصور التنفسي وآلام البطن.. إلخ.

ـ امراض القلب: من الثابت حاليا ان ارتفاع كوليسترول الدم يسبب حدوث الذبحات القلبية وتصلب الشرايين الاكليلية المغذية للقلب.

ـ ارتفاع الضغط الشرياني وتصلب اوعية الدماغ بسبب زيادة الشحوم مما يزيد من نسبة حدوث السكتات الدماغية. ـ تشمع الكبد: يمكن ان يحدث قصور كبدي مزمن وتشمع في الكبد.

ـ السكري: ارتفاع شحوم الدم والبدانة يساعدان على ظهور مرض السكري.

ـ تخثر الدم: زيادة شحوم الدم تساعد على تجمع الصفيحات الدموية وتلعب دوراً في تشكل الخثرات الدموية داخل الشرايين وما يرافقها من اعراض جانبية.

معالجة ارتفاع شحوم الدم تعتمد على ثلاث ركائز أساسية هي:

1 ـ الحمية الغذائية: يجب ألا يزيد تناول الشحوم عن 60 جراما يوميا، وتناول الحليب مسحوب الدسم، والابتعاد عن الزيوت والسمن والزبد قدر الإمكان.

2 ـ تبديل السلوك العام وممارسة الرياضة: يجب على الإنسان الابتعاد عن الخمول وتبديل العادات اليومية سواء العادات الغذائية أو العادات الرياضية ويجب اجراء الرياضة بشكل مستمر للسيطرة على الشحوم والسكر.

3 ـ المعالجات الدوائية: وهي بدورها تقسم الى عدة انواع منها الادوية التي تؤثر في الاحماض الصفراوية مثل الكوليسترامين، الأدوية الخافضة للشهية للطعام مثل HMG- COA، والأدوية التي تقلل من امتصاص الدسم من الأمعاء مثل الكزينتال. الأدوية التي تقلل من الشحوم الضارة LDL مثل ادوية الستاتين والأدوية التي تقلل من VLDL مثل حمض النيكوتين، وزمرة الفيبرات تزيد من طرح VLDL.

=