دراسة تحذر من مخاطر التلفزيون

TT

بينت دراسة جديدة نشرت في المجلة الطبية «بي. ام. جي» ان ارتفاع حالات البدانة في معظم دول العالم يعود إلى تمضية فترات طويلة أمام التلفزيون أو الكومبيوتر. وقد بينت دراسات جامعة كمبريدج ان الناس لا يتناولون كميات كبيرة من الطعام مقارنة مع بداية الثمانينات، والوارد الغذائي من السعرات الحرارية تبدل بشكل قليل، لذلك فإن التفسير الوحيد لحدوث البدانة في السنوات الأخيرة هو نقص التمارين الرياضية والخمول والجلوس أمام وسائل الإعلام لفترة طويلة. ووجد الدكتور اندرو بينتك من جامعة كمبريدج أن هناك رجلا من بين كل ثمانية رجال وامرأة من بين كل ست نساء، يعانون من البدانة المفرطة. كما أن ثلث النساء وأكثر من ربع الرجال يعانون من زيادة الوزن. وأشارت الدراسة إلى أن 10 إلى 20 في المائة من الناس فقط لديهم أعمال حيوية، بينما يقضي الباقون أوقاتهم أمام الكومبيوتر أو وسائل الاتصال الحديثة. وكل ذلك يؤدي إلى حرق كمية أقل من الطاقة وبذل نسبة نشاط أقل، اضافة إلى التأثيرات السلبية الأخرى، والأثر الآخر لتكنولوجيا الاتصالات على الصحة الحديثة كشفت عنه دراسات استرالية جديدة اوضحت ان جيل الاطفال الحديث الذي يراقب التلفزيون لفترة طويلة لديهم زيادة اكبر في الوزن، ولا يستطيعون ملامسة اصابع اقدامهم في الاختبارات الرياضية، هذا مقارنة مع اطفال بداية الثمانينات. ويرى البروفيسور جيف ويلكي ان هذه الظاهرة نتيجة نقص التوعية الصحية لمخاطر التلفزيون بالنسبة للأطفال. وقد قام الباحثون في استراليا بدراسة اكثر من 2000 طالب تتراوح أعمارهم بين 9 و 18 سنة، وتبين ان معدلات اوزان الاطفال ازدادت من 54 كيلوجراما في بداية الثمانينات إلى 60 كيلوجراما هذا العام. كذلك هناك ازدياد طفيف في الطول من 1.64 إلى 1.67 متر. وهناك انخفاض حاد في اللياقة البدنية، فالأطفال الذين اعمارهم عشر سنوات في عام 1985 كانوا قادرين على الركض لمسافة 1.6 كيلومتر لمدة زمنية لا تتجاوز 8.14 دقيقة، أما أطفال اليوم فيركضون هذه المسافة بمدة زمنية تتجاوز العشر دقائق. ويعيد البروفيسور ويلكي أسباب ذلك إلى الخمول الذي يصيب الناس أثناء مراقبة التلفزيون، اضافة الى ان مشاهدة التلفزيون تشجعهم على تناول الأطعمة، وانخفاض حركة التمثيل أو الاستقلاب الخلوي. وهذه النتائج دعمتها دراسة اخرى صادرة عن جامعة هارفارد الأميركية. فقد تمت دراسة 786 طفلا في عام 1986، ثم أجريت دراسة اخرى لعينة اجتماعية تحتوي على العدد ذاته العام الماضي، حيث ركز الباحثون على الوزن والطول، ووجد الباحثون بشكل عام ان الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون أكثر من خمس ساعات في اليوم لديهم زيادة وزن بمعدل خمسة اضعاف الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لأقل من ساعتين في اليوم. هذه الدراسات أثارت قضية البدانة المبكرة لدى الأطفال ونوهت الى ضرورة اخذ الاحتياطات اللازمة سواء ببرامج التثقيف الصحية للأهل، أو ادخال برامج رياضية اضافية في المدارس للتقليل من المشكلة.

=