ارتفاع نسبة الاكتئاب في أماكن العمل

TT

أشارت دراسة أميركية جديدة أجريت بإشراف الجمعية الوطنية لأبحاث الدماغ، إلى أن هناك ازديادا لعلامات الاكتئاب لدى موظفي الشركات في السنوات الأخيرة، وهؤلاء الموظفون لا يتلقون أي مساعدة لتخطي الأزمات النفسية والضغط العام الذي يعانون منه خلال فترات الدوام. وقدرت الدراسة ان هناك ما لا يقل عن 17 مليون مواطن أميركي يعانون من الاكتئاب، وهذا من شأنه أن يلعب دورا في التأثير على العمل بشكل عام، حيث تقل ساعات العمل ونوعيته وتقل انتاجية الفرد. وقد اجريت الدراسة على 2300 شركة أميركية، ووجد الباحثون ان 56 في المائة من الذين يعانون من الاكتئاب انخفضت انتاجيتهم في العمل خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ويمكن ان تظهر اعراض الاكتئاب في العمل خلال ساعات الضغط العام، إذ يعاني الإنسان المكتئب من التعب وقلة الرغبة في العمل، ونقص التركيز للمحيط وعدم فهم ما هو مطلوب منه بالتحديد، ونقص الإنتاج، والانزعاج، وأخيراً تغيّب غير مبرر.

وأشار الأطباء إلى أن رؤساء الشركات لا يتخذون الإجراءات اللازمة حين مواجهة هذه الحالة، فالدراسة السابقة أشارت إلى أن %40 من رؤساء الشركات لا يأخذون الموضوع بعين الاعتبار، و%60 لا يأخذون الموضوع بالجدية اللازمة، رغم أن %98 من الموظفين لديهم تأمين ضد الأمراض العقلية وبالطبع هذا يشمل الامراض النفسية ومنها الاكتئاب. وقد نصحت جمعية البحوث الدماغية الوطنية في الولايات المتحدة الشركات ببعض الخطوات التي تساعد على التخلص من هذه المشكلة المتزايدة في الزمن الراهن، إذ نصح الخبراء الشركات بتدريب مديرين يستطيعون تحديد الموظفين الذين يعانون من اكتئاب، حيث يمكن خفض ساعات العمل لهؤلاء الموظفين أو تخفيف العمل إلى أن يتسنى لهم تجاوز الأزمة. كذلك نصحت الجمعية بإجراء مسح عام للموظفين للبحث عن اعراض الاكتئاب، وفتح مجال لمساعدة الموظفين خارج أماكن العمل، خاصة ان بعض الموظفين لا يحبون اعلان مشاكلهم والإفصاح عنها لزملائهم أو مديريهم داخل العمل. والاكتئاب مرض نفسي ذو تأثيرات عضوية كبيرة على الجسم، إذ يؤدي إلى اضطراب الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية والغدد والهورمونات.. إلخ. وإذا أهمل المرض فترة طويلة ربما يؤدي بالإنسان إلى الانتحار، لذلك يجب أخذ الموضوع بشكل جدي لدى الأشخاص الذين لديهم سوابق انتحارية.

=